من غير اللائق، ربما، أن يكتب موقعٌ الكتروني تابع لمحطّة عن برنامج يُعرض على محطّة أخرى. حسناً. لسنا نكتب هنا عن البرنامج بل عن الشخص. عن هذه المرأة التي تستضيفها وسائل الإعلام، قبل أن يكون لها برنامج شهري ترسم لنا فيه مستقبلنا. قدرنا. وما دمنا في زمن "طلعت ريحتكم" ومحاربة الفساد، الذي يظهر البعض حماسةً شديدة في إبرازه، ألا تشكّل ليلى عبد اللطيف ظاهرة تستحقّ حراكاً شعبيّاً؟

في هذه السطور "بدنا نحاسب" ليلى عبد اللطيف.

 

أعترف، بدايةً، بأنّني لم أتابع أيّاً من إطلالات ليلى عبد اللطيف، في الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب. أقرأ تعليقات عنها وأشاهد الإعلان الترويجي لـ "ظهورها" الشهري، وهو يوحي بأنّ سيّدة التوقعات، والإسم يذكّر بـ "سيّدة النجاة" و"سيّدة المعونات" وغيرهما من التسميات، ستطلّ من وراء جبل ويحيط بها نورٌ يشعّ على الجمهور المتعطّش لمعرفة مصيره. هل سنعيش يا ليلى حتى الغد؟ هل سيفجّر إرهابيّ نفسه بنا؟ هل نطمئن الجيش الرابض على الحدود بأنّ أحداً لن يكمن له من الآن وحتى "ظهورك" المقبل؟ هل سيكون لنا رئيس، ومن هو؟ بالله عليكِ أخبرينا عن شكل الحكومة الجديدة؟ أيّ وزارة سيُطالب بها جبران باسيل؟ وهل أليس شبطيني عائدة في الحكومة المقبلة؟

 

وأعترف، أيضاً، بأنّ أمرين حالا دون متابعتي للسيّدة الملهمة (بفتح الهاء لا بكسرها بالتأكيد): الأمر الأول هو انتمائي الى دينٍ سماويّ يتناقض تماماً مع ما تقرأه السيّدة ليلى و، على ذمّة بعض الرواة، يُكتب لها. علماً أنّ أصحاب هذا الرأي يشيرون الى أنّ المرأة المتحكّمة بروزنامة أيّامنا بالكاد تفهم ما تقرأ بلهجة تكون أحياناً كثيرة أقرب الى التلعثم.

أما الأمر الثاني، فهو امتلاكي لعقلٍ يمنحني القدرة على التفكير وإطلاق الأحكام واتخاذ القرارات، وهو ما يجب أن تفتقده لكي تصبح متابعاً دائماً لـ "ظهورات" السيّدة ليلى.

 

لن ألجأ، بالتأكيد، الى الكثير من آيات الإنجيل والقرآن للتأكيد على عدم جواز ما تفعله هذه السيّدة، إذ يكفينا ما في هذه الأيّام من تكفيريّين يحلّلون الدم، "عالطالع والنازل". ولن أخاطب أصحاب العقول الراجحة لأنّ أصحابها ليسوا، بالتأكيد، من متابعي ليلى عبد اللطيف. بل سأسأل متى يكفّ بعض الإعلام عن الاستسخاف بعقولنا؟ حبّذا لو تتوقّع لنا السيّدة ليلى وتضيف الإجابة على لائحة توقّعاتها المصيريّة المقبلة...

وفي هذه تليق أيضاً "طلعت ريحتكم"...

 

داني حداد