إنّ الحراك اللبناني المناهض للسلطة كان منذ بدأ موضع استغلال ومتاجرة إن سياسياً أو فنياً ، غير أنّ توجهه المحض وطني منع الألاعيب السياسية من اجتراره ، هذه الألاعيب نفسها التي كشفت لاحقاً عن انفصام بعض الفنانين الذين دعموه بغاية الشهرة ، ثم أبدلوا الموجة لدعم توجهات أخرى أتاحت لهم منابر أوسع ...

إلا أنّ المصيبة الحقيقية التي تهدد هوية الحراك هو استغلال فنانات العري والإغراء له !

فمشاركة هؤلاء مشاركة "مبتذلة" تسخّف الهدف الوطني والشعبي وتأخذه في منحى لا يليق به ، فإن كانت ميريام كلينك الساعية للشهرة جسداً على مبدأ "اشلح تعرف" أم لارا كاي والتي ما تعرّف عليها اللبنانيون إلا من خلال البرامج "التسويقية" التي شهرتها ...

حيث أنّ كلاهما إن في مشاركة الأولى المباشرة في الحراك أو في نزول الثانية للإعتراض على المشنوق سببتا قمة الإهانة لأهداف الحراك ، وأساءتا لما يعانيه المعتصمون من قلق وخطر صحي لا سيما وأن منهم من يضرب عم الطعام لأجل الهدف ، لا لأنه ليس من حقهما الإعتراض ولكن لأن اسلوبهما إنّ في اعتماد التعري حتى من خلال موقف وطني أو في ألفاظهما واسلوبهما الذي يعكس سطحية وسخافة ، لا يليق بحملات وطنية شعبية !