الاوضاع في لبنان من سيئ الى اسوأ، فكل الدلائل والمؤشرات الداخلية المحلية والمناخات الاقليمية والدولية تنذر بأن الامور ذاهبة نحو الانفجار.
التعطيل مستمرّ في كل المرافق ولا حلول في آفاق اي ازمة من الازمات العالقة، بدءا من ازمة النفايات ومرورا بآلية عمل الحكومة واستمرار اقفال مجلس النواب وصولا الى الاستحقاق الرئاسي الذي يراوح مكانه. وهذا الامر يدركه المتحاورون الذين سيلتقون اسبوعيا كما تؤكد المعلومات، لتعبئة الوقت الضائع، بانتظار وصول كلمة السر الاقليمية والدولية بخصوص حيثيات انتخاب رئىس جديد للجمهورية.
اذاً، كل ما يحصل في لبنان هو لتعبئة الوقت نظرا لتعقيدات وتشابك اوضاع المنطقة التي بدأت تتحضر للدخول في مرحلة جديدة، في ضوء التدخل العسكري الروسي المعلن وغير المسبوق في الازمة السورية، ولبنان لن يكون بعيدا عن مجريات هذه الاحداث.
ومن ضمن هذا الوقت الضائع يزور الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لبنان لتفقد احد مخيمات اللاجئىن السوريين على حدّ قوله في نهاية الشهر الجاري وتشير المعلومات في هذا الاطار الى ان هذه الزيارة نسقت على خطوط الفاتيكان وبكركي. وتقول المعلومات ان بعض العائدين من باريس والذين تربطهم علاقات صداقة مع هولاند ومع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، اكدوا ان قداسة البابا اتصل منذ اسابيع قليلة بالرئىس الفرنسي متمنيا عليه القيام بدور حاسم من اجل انتخاب رئىس للجمهورية في لبنان.
وتشير المعلومات الى ان الزيارة لم يتحدد بعد موعدها النهائي لدواع امنية، ولاسباب قد تستوجب المزيد من الاتصالات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة، وتحديدا القمة الايرانية - الفرنسية المتوقعة مع الرئىس حسن روحاني.
وعلى خط مواز، تؤكد معلومات اخرى ان اتصالات داخلية وخارجية جرت مع هولاند نصحته بتأجيل زيارته الى لبنان وعدم الاقدام على «دعسة ناقصة» ستؤدي الى الاضرار بالديبلوماسية الفرنسية المأزومة، كما تم نصحه بالتفكير مليا في زيارته وتوقيتها، وعدم المجيىء الاّ بعد ان تنضج ظروف التسوية في المنطقة.
وتشير المعلومات الى ان زيارته لتفقد احد مخيمات اللاجئىن تتزامن مع قضية الهجرة السورية الى اوروبا حيث تتحمل فرنسا وغيرها من الدول المتورطة مسؤولية نزف الدم السوري المتواصل وحيث فرنسا حائرة كغيرها من الدول في كيفية التعامل مع هذا الوضع الانساني، خصوصا ان كل الوقائع تشير الى ان رائحة العنصرية تفوح في التعامل مع ازمة المهاجرين السوريين في الدول الاوروبية.

ـ النفايات ـ

وفي موضوع النفايات، يبدو ان الشارع امام ازمة، ويبدو انه يعاني في هذه المرحلة التفكك والتخبط. خطة الحكومة «الشهيبية» نجحت في اصابة الحراك بمأزق انشطار الرأي والمواقف بين مؤيد لها من منطلق الحاجة الكبيرة الى ازالة الزبالة المتراكمة منذ اشهر في الشوارع والمكبات العشوائىة، قبل هطول الامطار ومعها الافرازات السامة والانبعاثات الكريهة التي تهدد الامن القومي الصحي، وبالتالي نكون «بكارثة نصير بكارثتين»، ومعارض لها كونها تنبعث منها روائح السمسرات والسرقات ، خصوصا ان الحكومة استبقت على «سوكلين»، اذ تشير كل المعلومات الى ان «سوكلين» تمتص دماء اللبنانيين نتيجة الارباح الهائلة التي تتقضاها من وراء «الزبالة».
الحكومة تدافع عن خطتها ومتشبثة بها، رغم انها منفتحة على كل البدائل والمقترحات، والحراك ايضا متشبث برأيه ويملك الدلائل على السرقات. الا ان استمرار ازمة النفايات سوف يتسبب بكارثة وطنية بيئىة وصحية في حال هطول الامطار قبل ازالة وجمع ونقل النفايات المكدسة في احياء وشوارع وأزقة المدن والقرى والبلدات اللبنانية.
وفي موازاة ذلك، قالت مصادر وزارية ان هناك اتصالات حثيثة تقوم بها الجهات الحكومية المعنية بدءا من رئىس الحكومة او وزير الزراعة اكرم شهيب مع البلديات وهيئات المجتمع المدني حول خطة حل مشكلة النفايات.
واوضحت ان هذه الاتصالات تتقدم، وتمكنت من حلحلة بعض الامور المتعلقة بمواقف المعترضين، سواء بما يتعلق بمطمر البقاع او بمطمر عكار، بما يسرع البدء بازالة النفايات قبل فصل الشتاء.
وتوقعت التوصل الى حلول لهذه المسألة في خلال الايام المقبلة، لأن في ذلك مصلحة للجميع. واشارت الى انه كان يفترض اجراء الاتصالات المطلوبة مع اتحاد البلديات والبلديات وهيئات المجتمع المدني قبل بت خطة النفايات في مجلس الوزراء، خصوصا في عكار والبقاع، وان كان وزيرا الزراعة والبيئة التقى كل منهما بعض المعنيين في هاتين المنطقتين.
ورأت المصادر انه اذا لم تكن هناك «قطبة مخفية» وراء الاعتراضات على خطة النفايات، فالامور ستذهب نحو الحلحلة قريبا. اضافت انه اذا استمرت بعض المعارضات الهامشية للخطة، فعلى الحكومة تنفيس هذه الاعتراضات بالقوة، ففي النهاية البلاد تحتاج الى حل سريع لازمة النفايات، بعد ان تفاقمت الامور، ولم يعد هناك وقت امام استمرار هذه الازمة، وامام الذين يعترضون دون ان يقدموا حلولاً لذلك.
حتى ان اوساط الرئىس تمام سلام اكدت ان رفض خطة شهيب سيقود الى سقوط وانهيار الحكومة السلامية التي سيكون بقاؤها واستمرارها مثل عدمهما.

ـ بري ـ

على صعيد اخر اكد الرئيس نبيه بري امس امام زواره، ان الحوار مستمر، وهو مرتاح لجدية المتحاورين رغم التباينات.
وعن الانتقادات بشأن تحول الحوار الى مؤتمر تأسيسي قال بري: ان هذا الكلام لا اساس له، هو مجرد ترهات، وهناك جدول اعمال للحوار معروف ومحدد. ونحن مستمرون في مناقشة البند الاول، يعني الانتخابات الرئاسية، «واذا حدا عندو شي يقولو يقولو»، هناك نفايات وهناك مزبلة سياسية، وانا اشدّد على الاستمرار في الحوار.
وفي موضوع النفايات قال بري: فلتطبّق الحكومة الخطة التي اقرّتها.

ـ مخيم عين الحلوة .. يتأرجح بين الهدوء الحذر والتوتير ـ

من جديد ، وبعد ثلاثة اسابيع من الاشتباكات الدامية التي شهدها مخيم عين الحلوة، والتي كانت حصدت 5 قتلى واكثر من 25 جريحا، بدا المخيم ، بعد «ليلة القنابل» التي شهدها سكانه، متأرجحا بين الهدوء الحذر والتوتير الامني ، وسط مخاوف من عودة الاشتباكات بين حركة «فتح» والمجموعات الاسلامية المسماة «جند الشام» المتمركز في عدد من احياء المخيم.
وفي جديد ما شهده المخيم ، ان سلسلة انفجارات سجلت في عدد من احياء المخيم ناتجة من قيام مجهولين بالقاء قنابل يدوية خلال فترات زمنية متلاحقة. وذكر مصدر قيادي فلسطيني لـ «الديار» ان اكثر من ثماني قنابل القيت عشوائيا، بعضها سقط قرب مركز لحركة «فتح» التي التزمت بعدم الرد حفاظا على امن المخيم، وتجنيب سكانه موجة جديدة من الاشتباكات تسعى اليها جهات مشبوهة لها مصلحة في توتير الاجواء. واشار المصدر الى ان جهودا تبذلها الفصائل الفلسطينية داخل المخيم، لتعزيز الوضع الامني فيه، ووقف ما اسماه «مسلسل الموت المجاني» الذي يشهد المخيم حلقات منه. وكشف ان وفدا امنيا فلسطينيا رفيعا حضر جال في عدد من المخيمات، لتقييم الوضع الامني، وتأمين السبل التي تكفل استقرار الاوضاع فيها.
وعلمت «الديار» ان اجراءات امنية جديدة ستقوم بها القوة الامنية الفلسطينية المشكلة من كافة الفصائل الفلسطينية، في اطار تعزيز الوضع الامني في عين الحلوة.

ـ مزيد من المعتقلين المنتمين الى «داعش» ـ

وعلى الصعيد الامني ايضا، اشارت مصادر الى ان الاجهزة الامنية، خاصة الامن العام ومخابرات الجيش التي نجحت في الآونة الاخيرة في توقيف عناصر قيادية في «داعش» و«النصرة» كانت تحاول التسلل الى الداخل اللبناني عن طريق عرسال، اعتبرت ان هذه العمليات شكلت ضربات استباقية انقذت لبنان من اتون انفجارات ارهابية، وان توقيف المتسللين ادى الى انكشاف خلايا نائمة منتشرة في مناطق لبنانية عديدة، وخاصة في شمال لبنان.
كما كشفت المصادر ان تهاوي هذه الخلايا واحدة تلو الاخرى انقذت ايضا طرابلس وعكار من مؤامرة كانت تحاك لهما، باعتبار ان طرابلس وعكار بيئتان محسوبتان على القوى الاسلامية الاصولية، وانه يمكن التلاعب بالمشاعر المذهبية لكسب ود الشارع الاسلامي.
وفي اليومين الماضيين تابعت اجهزة الامن العام ومخابرات الجيش والمعلومات في تنسيق امني غير مسبوق القاء القبض على عناصر تنتمي الى «داعش» ابرزهم (نضال يوسف فتور)، وهو سوري مقيم في محلة الشوك - ابي سمراء وآخر في بلدة برقايل (ع.ع) وقبله المدعو (خ. ش) في قبة بشمرا. وكشفت المصادر ان توقيف هؤلاء يرتبط باعترافات رؤوس قيادية سبق توقيفها منذ اشهر، واهمها الموقوف جمال دفتر دار الذي ادلى باعترافات تؤدي الى الامساك بخيوط الخلايا الارهابية النائمة في الشمال.