يبدو الاهتمام الدولي بلبنان مركزاً على قضية اللاجئين السوريين الذين تحولت قضيتهم عالمية وهي تؤثر الى حد كبير على القارة الاوروبية تحديداً، وعلمت "النهار" ان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون سيقوم بزيارة سريعة لبيروت اليوم ويتفقد خلالها أحد مخيمات اللاجئين السوريين، وسيلتقي رئيس الوزراء تمام سلام. وتأتي زيارة كاميرون قبيل زيارة مماثلة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مطلع الشهر المقبل للاطلاع على أوضاع اللاجئين.
في المقابل، يشارك لبنان غداً في مؤتمر برلمانات الدول التي تستضيف اللاجئين السوريين، في بروكسيل. وصرح رئيس الوفد النائب ميشال موسى لـ"النهار" بأن " امرين سيركز عليهما في كلمته. الاول: ايصال المساعدات الى لبنان ليستطيع مواجهة هذه الازمة، من طريق تحسين البنى التحتية لهؤلاء اللاجئين. والثاني: المطالبة باعادة توزيع اللاجئين على الدول القادرة، انطلاقا من أمرين: تأمين العيش الكريم للاجئين، وعدم استطاعة لبنان تحمل المزيد".
ومشكلة اللاجئين تزيد الاعباء على الحكومة اللبنانية غير القادرة أصلاً على توفير الحلول لمشكلات اللبنانيين وقد بدأت ازماتهم تزداد مع تناقص المساعدات الدولية في هذا المجال، وتزيد انعكاساتها السلبية على المحيط.
ويطل الاسبوع الطالع على لبنان بسلسلة من المواعيد، تبدأ اليوم مع زيارة كاميرون، تليها غدا الثلثاء جولة جديدة من الحوار الثنائي بين "المستقبل" و"حزب الله"، وهو الحوار الذي بدأ البعض يشكك في ضرورته بعد انطلاق "مؤتمر الحوار الوطني" الذي يعقد الاربعاء جولة ثانية في مجلس النواب على وقع شارع بات يميل الى الفوضى مع تكاثر الحملات الرافضة وعدم تقديمها أي بديل، وخصوصاً في موضوع النفايات العالق حلها منذ الاسبوع الماضي، في ظل رفض عدد من ابناء المناطق اقامة مطامر فيها، وعدم وجود حلول بديلة، وسيظهر حجم المشكلة اليوم اذا ما تساقطت الامطار وفق توقعات الارصاد الجوية.
وفيما جدّد الرئيس نبيه بري دعوته الجهات والسلطات المعنية الى تطبيق خطة النفايات التي وضعها الوزير اكرم شهيب وايدتها الحكومة "لا اكثر ولا اقل"، لا يزال رئيس المجلس على تفاؤله بجدوى مؤتمر الحوار واستمراره.
وسئل عن تحذير بعض القوى من تحويل الحوار مؤتمراً تأسيسياً؟ فأجاب: "لا حديث عن مؤتمر تأسيسي ولا من يحزنون. هذا الكلام ترهات لا أساس ولا صدقية له. هناك جدول أعمال وبنوده معروفة وسنستمر في مناقشة بند انتخابات رئاسة الجمهورية. ومن كان عنده غير هذا المسعى والفرصة الحوارية فليدلّني عليها لأسير معه. هناك مزبلة نفايات اضافة الى مزبلة سياسية تهدد ما تبقى من البلد اذا لم نتدارك الاخطار".
وفي ملف النفايات، أبلغت مصادر وزارية "النهار" أن الأيام الخمسة التي تلت إقرار مجلس الوزراء خطة النفايات، شهدت اتصالات مع القوى والهيئات التي عرقلت تنفيذ الخطة على أن تنتهي المهلة المعطاة لهذه الاتصالات لمعالجة منع التنفيذ السلمي اليوم، لتبدأ غدا مرحلة تنفيذ الخطة بواسطة وزارة الداخلية التي تمثل الدولة عموماً والحكومة خصوصا فتتيح رفع النفايات وفق الجدول الذي وضعه مجلس الوزراء. وأوضحت أن الاتصالات التي جرت سائرة بشكل إيجابي مبدئيا وخصوصاً في ما يتعلق بالبقاع وعكار، لكنها متعثرة بالنسبة الى برج حمود. ورأت أن الحكومة تواجه تحديات أمنية عدة في مقدمها الارهاب وهي اليوم أمام تحد جديد يتصل بتنفيذ خطة النفايات، فإذا أقدمت فستنزع ذريعة الاعتراض في الشارع.
وكانت التحركات استمرت في الشارع وآخرها أمس اعتصام في باحة بناية اللعازرية امام مدخل وزارة البيئة للمطالبة مجدداً باستقالة الوزير محمد المشنوق، وتحرك صباحي رمى النفايات أمام مدخل شركة "سوكلين"، واعتصام بقاعي رفضاً لاقامة مطمر في المنطقة. وكان نهار السبت شهد تحركين أولهما دخول اعضاء حملة "جايي التغيير" منطقة "زيتونة باي" بمأكولاتهم الممنوع ادخالها بموجب قوانين الشركة التي تدير المرفق، وافترشوا الارض لتناول الطعام. كما انطلقت حملة ثانية أزالت الشريط الشائك في منطقة الدالية قبالة صخرة الروشة، ودخول المتظاهرين الى شاطئ البحر.

الحكومة
أما حكوميا، فلا يزال التعطيل سيد الموقف تحت عنوان آلية عمل مجلس الوزراء، ولم يخف الرئيس سلام أمام "النهار" تريثه في الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء، معرباً عن حرصه على التنسيق التام في هذه المرحلة مع رئيس مجلس النواب الذي لا يألو جهدا لدعم الحكومة وتفعيلها. ولفت إلى أن الوقت قد يكون ضيقاً أمام إمكان عقد جلسة نظراً لاضطراره الى السفر إلى نيويورك الاسبوع المقبل لإلقاء كلمة لبنان امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة. لكنه لم يخف استعداده لعقد جلسة إذا تبين أن ثمة حاجة الى ذلك وخصوصاً في شأن ملف النفايات.
في المقابل، قال وزير العمل سجعان قزي لـ"النهار" إن المطلوب أن تكون جلسات مجلس الوزراء "مفتوحة، وإذا كانت الحكومة تعقد عادة جلسة في الاسبوع فإن الاوضاع الراهنة تتطلب جلستين أو ثلاث جلسات كي تواكب التحديات وما أكثرها هذه الايام".