قال رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط أنه: «في ما يخص الرئاسة وقانون الانتخاب، يبدو أننا في حاجة لأحد ما ليأخذنا إلى دوحة جديدة أو إلى جزيرة ما في الخليج الفارسي أو إلى المحيط الهندي لنعالج الأمر. نأمل ألا يستغرق الأمر الكثير من الانتظار».

وكان جنبلاط أقام في قصر المختارة، حفلاً تكريمياً وداعياً للسفير الأميركي ديفيد هيل، لمناسبة قرب مغادرته لبنان. ألقى خلاله كلمة نوه فيها «بجهود هيل، الذي بفضله أصبح لبنان يتمتع بالدرجة الرابعة من المساعدات العسكرية بين جيوش العالم، ودائماً كان يشجع على الحوار الذي في مكان نجحنا ومناسبات لم ننجح، وأيضاً بجهوده قدمت الولايات المتحدة الأميركية مساعدات للمهجرين السوريين الذين يشكلون ربع سكان لبنان، وهو سينتقل إلى مركز رفيع في باكستان نتمنى له التوفيق».

وشكر هيل جنبلاط منوهاً به «كقوة أساسية تعمل من أجل استقرار لبنان والسلم الأهلي خاصة في هذه الأوقات الصعبة مع الأسف وفي جزء معقد من العالم، لكن قيادة والتزام النائب جنبلاط بالتعايش هما أمران احترمتهما لسنوات طويلة ونعتمد عليهما دائماً في الحفاظ على لبنان».

حضر الحفل الوداعي للسفير الأميركي جنبلاط وزوجته نورا وكريمته داليا، الرئيس نجيب ميقاتي، وزير التربية الياس أبو صعب ممثلاً رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، وزير الثقافة روني عريجي ممثلاً رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، وسفراء عرب وأجانب وقيادات عسكرية وأمنية وحزبية ودينية وحشد من الشخصيات.

وألقى جنبلاط كلمة بالانكليزية، قال فيها: «تعرفت إلى ديفيد هيل منذ مدة طويلة عندما كان صديقاً مشتركاً، وريان كروكر، سفيراً للولايات المتحدة الأميركية في لبنان. إنه ريان ذاته الذي أتى في حزيران (يونيو) 1982 برفقة مروان حمادة وأخرجاني من المختارة المحاصرة من قبل الإسرائيليين آنذاك».

وتوجه إلى هيل قائلاً: «أثناء وجودكم القصير في لبنان التقينا مرات عدة، وكان همكم الأساسي دعم استقرار لبنان ومساعدة مؤسساته. بفضلكم، ديفيد، أصبح الجيش اللبناني رابع جيش حول العالم يتلقى المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة، وبفضل تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية الأميركية واللبنانية نجحت محاربة الإرهاب. وإحدى أبرز دعواتكم كانت مساعدتنا في الاستفادة من الثروة الهائلة للغاز تحت البحر، لكن الجانب اللبناني فشل حتى اللحظة في استيعاب أهمية هذه الفرصة الذهبية». وأضاف: «لقد شجعتنا على خوض الحوار إما في شكل مباشر أو غير مباشر، وتساعدنا سوياً على تنفيس الاحتقان في عدد من الملفات، نجحنا في البعض وفشلنا في البعض الآخر. الآن وقد أصبحت المؤسسة السياسية تتعرض للانتقادات من كل الجهات بسبب بعض التجاوزات، صحيحة كانت أم غير صحيحة، من قبل بعض الإعلام، ومن قبل الهيئات المدنية التي لا تنتهي فلنذهب لتطبيق مشروع أكرم شهيب لإنهاء أزمة النفايات».

وزاد: «ديفيد، منذ ثلاث سنوات، في الشهر ذاته، في التاسع من أيلول(سبتمبر)، كنت هنا. وقفت معنا تشاركنا ألمنا الهائل في رحيل مي جنبلاط، المرحومة والدتي. في هذا المجال، اسمح لي، بعيداً من الأعاصير السياسية، أن أعتبر باسمي وباسم عائلة آل جنبلاط أنك أحد أفضل أصدقائنا».

ورد هيل بكلمة قال فيها: «سوف أتذكر دائماً هذا اللقاء الذي يضم العديد من القادة والأصدقاء والزملاء في السلك الديبلوماسي في هذا القصر التاريخي. وأقول لنورا أحيي جهودك الاستثنائية التي بذلتها على كل المستويات لجعل لبنان والشوف بمثابة شريك ثقافي للولايات المتحدة. إن لبنان والشوف هما العاصمة الثقافية الأفضل في العالم بفضل جهودك».

أضاف: «في كل مرة يحدث شيء جديد أو غير متوقع أو استثنائي في لبنان، أفكر أول الأمر بكيفية الحصول على نصيحة وليد بك، لأن لا أحد يملك تلك الخبرة لتقوم الأوضاع كما يفعل وليد بك. نتشارك سوياً في هدف واحد وهو الحفاظ على الاستقرار في لبنان. لذلك أشكر ملاحظتك على الجهود التي بذلها فريقنا كله وليس أنا فقط. وحكومتي قامت بها خلال العامين الماضيين حيث أن العلاقات المتبادلة آخذة في التوسع».

وتابع: «لا شك أن الوضع صعب وحساس في لبنان في هذه المرحلة، والمشكلة ليست فقط أزمة النفايات التي عكست مكامن الخلل العميق في مواقع أخرى عديدة. لذلك أتمنى أن يتم تفعيل عمل الحكومة وأن ينتخب رئيس جديد وأن تجرى انتخابات نيابية جديدة، فهذه المسائل ضرورية جداً».

وزاد: «أعلم أنك لست مسحوراً بالسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ولكن هذا لم يمنعك من أن تفتح دارتك دائماً للحوار ولتبادل وجهات النظر وحرصك على عدم انعكاس ذلك على الصداقة التي أقدرها في شكل كبير وثمين».

بعد ذلك، سلم جنبلاط هيل ميدالية كمال جنبلاط التقديرية، وأقام على شرفه حفل غداء في حضور المشاركين.