طرابلس تنتفض عالزبالة ... وعقبال على سياسيها !!

 

 

سينتيا سركيس

"الزبالة رح تاكلنا"، صحيح... وبكل ما للكلمة من معنى. فإضافة الى الروائح التي ملأت الشوارع، والمشاهد المقزّزة التي تلتقطها أعيننا كيفما تنقّلنا، يبقى ما هو أخطر من ذلك كلّه، وهو الأضرار الصحّية الوخيمة التي يسببها تراكم النفايات في الطرقات... وبعضها لن يخطر في بالكم.

 

 

يشير الاخصّائي في طبّ العائلة الدكتور ميشال أبو سلبي الى أنّ تراكم النفايات تنجم عنه أخطار عدة:

أولها الجراثيم والفيروسات التي تنقلها الحشرات والزواحف، إذ أنّ النفايات هي البيئة الحاضنة للأوبئة والبكتيريا والفطريات.

ومن ثم يأتي خطر الغازات المنبعثة التي متى اتّحدت مع الاوكسيجين والرطوبة، تتحوّل إلى أسيد في الجو نتنشقه، وتتضاعف المشكلة مع اقتراب فصل الشتاء، حيث تتساقط الامطار محمّلة بكمية من الأسيد وهذه العملية تسمّى acid rainالمضرّة للغاية بالبيئة وكذلك بصحة الانسان. نحن إذا أمام فصل أمطارٍ سامّة إذا لم تحلّ الأزمة قبل حلول فصل الشتاء.

 

أضف إلى ذلك، أولئك الذين يعانون من الحساسية، والذين يشكون من أمراض رئوية، ستتفاقم حالتهم مع تنشقهم الغازات المنبعثة من النفايات المرمية على الطرقات، فماذا سيكون عليه الحال عندما تُحرق "الزبالة"؟ يقول الدكتور أبو سلبي إن حرق النفايات سيزيد من حالات ضيق التنفس خصوصا عند مرضى الربو ومن يعانون من الحساسية.

أما عن الوسائل التي بواسطتها تنتقل جراثيم النفايات إلينا، فثلاث وفق أبو سلبي، وهي على الشكل الآتي:

1- الحشرات، مثل الذباب والبرغش، والتي، بنقلها لبكتيريا النفايات ستساهم في انتشار حالات التفوئيد والسلمونيلا الخطرة للغاية على الصحة وخصوصا لدى الاطفال، اضافة إلى "الصفيرا أ".

2- الفئران والجرذان التي تنقل بعضّة واحدة ميكروبا عصويّ الشكل يسمى اليرسينية الطاعونية.

3- تسرّب النفايات والجراثيم إلى المياه الجوفيّة التي نستعملها للشرب والاستحمام.

 

 

إذا، وأمام كلّ ما تقدّم ووسط السبات الغارقة فيه دولتنا بينما نحن وإياها غارقون سويّاً في قمامة لا كوّة فيها ولا منفذ، سؤال واحد يبادر إلى الأذهان، كيف نحمي أنفسنا؟؟

خمس نصائح يقدّمها أبو سلبي في هذا الإطار، علّنا نفلح في إبعاد هذه السموم عنّا، وهي:

- النظافة المنزلية: إذ يوصي بعدم ترك الطعام مكشوفاً، وإبعاده قدر المستطاع عن متناول الحشرات والزواحف.

- تجنب الوقوف طويلاً قرب المكبّات، أو أماكن تجميع النفايات، وإذا كان بالامكان تفاديها بالكامل.

- وضع واقيات على النوافذ لمنع دخول الحشرات.

- الامتناع عن شرب المياه غير المعقّمة.

- الابتعاد عن تناول الأطعمة ما لم تكن مطبوخة.

 

 

قد لا تقتلنا النفايات وفيروساتها... لكنّ رصاصة طائشة في مهرجان حزبي أو استنكارا أو ابتهاجاً ستفعل...

قد لا تقتلنا النفايات... لكنّ الفلتان الامني سيفعل، فيصطادنا أحمقٌ يحمل مسدّساً...

قد لا تقتلنا النفايات... لكنّ وحوش الطرقات، من سيّارات من دون لوحات، أو مجانين سيفعلون...

قد لا تقتلنا "زبالتنا"... لكنّ الغذاء الفاسد كفيل بذلك...

قد لا يقتلنا شيء، فلوجوه الموت ألف مرادف في لبنان... غير أنّ البقاء حاجة، علّنا لا نكرّر الخطأ في المرّة المقبلة إذا أوتيت إلينا، لأنّ الزبالة ومسبّبيها، من صنع أيدينا... وأكثر.