يلجأ الكثيرون إلى حبوب التنحيف، لاعتقادهم أنّها تشكّل دواءً سحرياً يُنقص الوزن بشكل سريع دون عناء الريجيم الذي يحتاج إلى وقت وإلى إرادة قوية وإلى صبر. لكن هل تعرفون مضار هذه الحبوب؟ وهل تعرفون ما يمكن أن تشكّله من خطر على صحّتكم؟

 

تشرح اختصاصية التغذية، بيان أحمد، أنّ "هناك جدلاً كبيراً يدور بين الناس وحتّى بين المتخصّصين في التغذية، حول حبوب التخسيس، لكنّ ما يجب التنبّه إليه هو أن ليس كلّ شيء طبيعي يعني بالضرورة أنّه صحيّ".

 

تقول بيان، في حديثها لـ "العربي الجديد"، إنّه تتعدّد أنواع حبوب التخسيس، منها القاطعة للشهية التي تعمل على زيادة إفرازات هرمونات الشبع في الجسم، وأخرى تعمل على حرق الدهون وترفع الميتابوليسم metabolism، أي عملية الأيض في الجسم. وهناك أنواع أخرى تعمل على زيادة إدرار البول. بالطبع منها ما لا يمتصّ الدهون، وهناك أدوية مصنوعة من الأعشاب الطبيعية وهي تؤدّي أيضاً إلى خسارة الوزن".

 

لكن توضح "أنّ أضرار حبوب التنحيف كثيرة، والمشكلة أنّ الناس لا يعون أو يدركون أو يبحثون ليعرفوا أكثر من أضرارها. فهي مشجعة لخسارة كيلوغرامات كثيرة بين 8 و10 تقريباً في الشهر الواحد، وبعضها يعطي نتيجة بخسارة أربعة كيلوغرامات أسبوعياً، وهذا يغري أيّاً كان من دون سؤال. لكنّ مخاطرها تظهر في المدى البعيد. حيث إنّ تناول كميات كبيرة منها، ولفترات طويلة، قد يؤدّي إلى الوفاة. إذ أثبتت دراسات كثيرة زيادة معدّل الوفيات في أوساط من يتناولون حبوب التنحيف".

 

 

وتضيف بيان: "من أبرز أضرار هذه الحبوب أنّها تخلق عدم توازن في الجهاز العصبي. فتسبّب حالات الاكتئاب والصداع والقلق. كما ترفع الضغط وتسرّع دقّات القلب، وتؤدي إلى اضطراب في معدّلات الأيض، ونقص في الفيتامينات المهمّة للجسم". لأنّ هذه الحبوب تمتصّها، مثل فيتامينات "أ"، و"د"، و"ج".

 

من المؤكّد أنّ حبوب التنحيف تضرّ الكلى وتُسبّب، على المدى البعيد، القصور الكلوي. كما أنّها واحدة من مسبّبات مرض السرطان على المدى الطويل، بسبب احتوائها على مادة الكروم وغيرها من المواد المسرطنة. وهناك بعض أدوية التنحيف التي يصفها الطبيب وتكون لها أضرار جانبية، لكن أخفّ من غيرها، وتكون مذكورة على العلبة.

 

لكن بدأت تكبر موجة شراء أدوية التنحيف عبر الإنترنت، ومن بدون وصفة طبيب، ومن دون دراسات خضعت لها هذه الحبوب قبل استعمالها على البشر. ويتناولها الناس عشوائياً، وتسبّب الوفاة أو الدخول إلى المستشفى أو الدخول في غيبوبة".

 

تشرح اختصاصية التغذية أنّ "حبوب التنحيف ليست مصنوعة لكلّ شخص بحسب جسده، بل تعطى للجميع دون الأخذ بعين الاعتبار مشاكل كلّ منّا الصحية، ودون مرافقتها بممارسة الرياضة واتّباع نمط غذاء صحيّ".

 

 

وتختم: "هناك حبوب تنحيف معترف بها، تخفّف امتصاص الدهون، وهي زينيكال XENICAL. ويُمكن استخدامها في الحالات القصوى والضرورية فقط. يمكن تناول حبّة منها واحدة ولفترة قصيرة، لكن يجب تناولها مع فيتامينات، وغير ذلك فكلّ الحبوب خطيرة.

 

 

(عتاب شمس الدين)