استحقاقان يشغلان الساحة الداخلية هذا الأسبوع: زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لبيروت غداً الثلاثاء التي كشفت وكالة «إيرنا» الرسمية أن ملف الرئاسة اللبنانية «بند» في جدول أعمالها، والتحرّك الشعبي الذي لوّح به رئيس تكتّل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون الذي لم يعلن موعده بعد بانتظار جلاء ما يحكى عن اتصالات حول إمكان تعديل قانون الدفاع لرفع سنّ التقاعد للضباط. فيما جاء أول ردّ فعل رسمي على هذه «الاتصالات» على لسان رئيس مجلس النواب نبيه برّي الذي سارع للوهلة الأولى لدى سؤاله من «المستقبل» عن إمكان تعديل قانون الدفاع الى القول: «لماذا يوجّه هذا السؤال إليّ؟«. ثم أردف متسائلاً: «كيف يُعدَّل قانون الدفاع ومجلس النواب لا يجتمع؟».

ودعا برّي في حديث لصحيفة «الأهرام» ينشر اليوم الى ضرورة «مساعدة إيران والسعودية لحلّ مشكلة انتخاب رئيس للجمهورية». ورأى أن من حق النائب عون التظاهر» شرط عدم تعطيل المؤسسات»، مؤكداً أن «ما ينعم به لبنان من أمن هو نتيجة حوار تيّار «المستقبل وحزب الله». أضاف أنه «ضد استقالة الحكومة ومع رئيسها تمام سلام على قلب رجل واحد».

ظريف

لكن اللافت للانتباه أمس كان ربط وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» زيارة ظريف لبيروت غداً بعدد من الملفات اللبنانية الداخلية «لا سيّما في ضوء ارتفاع وتيرة الأزمة السياسية المتعلقة بعمل المؤسسات ومشكلة المراكز العسكرية والأمنية».

وتوقّعت «إيرنا» أن يكون موضوع رئاسة الجمهورية «بنداً من البنود التي سيتطرق إليه البحث بين ظريف والقيادات اللبنانية، مع العلم أن إيران كانت عبّرت مؤخراً من جديد عن أن هذا الاستحقاق هو لبناني بالدرجة الأولى».

وأضافت الوكالة نقلاً عن «مصادر مطلعة» أن زيارة ظريف «لا تقتصر على إطلاع المسؤولين اللبنانيين على نتائج وأجواء ما بعد الاتفاق النووي، بل ستتناول أيضاً التداعيات الناجمة عن الأزمات الساخنة ولا سيما في سوريا واليمن والعراق، والمناخات التي تحيط بالتحركات الأخيرة أكانت تلك التي جرت في قطر أم في طهران أو ما شهدته وتشهده موسكو».

مجلس الوزراء

يشار الى أن الرئيس سلام دعا مجلس الوزراء الى الانعقاد الخميس المقبل لـ»متابعة البحث» في القضايا المثارة على طاولة الحكومة، وسط تقديرات وزارية بأن وزراء التيار «الوطني الحر» سوف يعترضون خلال الجلسة على قرارات وزير الدفاع سمير مقبل بشأن تأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان وأمين عام مجلس الدفاع إثر انتهاء الجلسة السابقة. فيما أوحت قناة «المنار» مساءً أن الردّ سيكون في الشارع بالتزامن مع انعقاد الجلسة، مع إشارتها الى أن التيّار «سيحشد شعبياً الخميس، وسيسيّر مسيرات سيّارة نهار الأربعاء».

الراعي ضد «الحماية»

على صعيد آخر، أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في اليوم الثالث والأخير من جولته البقاعية امس، «أننا نرفض رفضاً قاطعاً كلمة «حماية»، فما يحمينا هو الدولة ورئاسة الجمهورية والجيش والقوى الأمنية«، معتبراً أن «كل مشكلتنا بعدم انتخاب رئيس لأننا ربطنا الامر بشؤون الخارج». وشدد على أن «انتخاب رئيس للبلاد فوق أي اعتبار لأنه الضمانة للوطن والمؤسسات والشعب، وهو بمثابة السقف الذي يقي جدران البيت من التصدع«، مشيراً الى أن «مطلب الجميع هو انتخاب الرئيس الجدير والكفوء بأخلاقيته وحبه لشعبه لقيادة سفينة البلاد وسط الامواج وعواصف بحر المنطقة الهائج، وهذا المطلب سمعناه من المسؤولين في العالمين العربي والدولي، وهم يستحلفوننا أن ننتخب رئيساً للبلاد، وعلى القيادات أن تتحمل مسؤولياتها الخطيرة الوطنية في هذا الظرف الوطني الخطير والدقيق».