قد تولون اهتماماً منتظماً بصحّة قلوبكم وأدمغتكم وكِليتيكم وكبدكم وأسنانكم وبشرتكم، لكن هل فكّرتم يوماً أنّ أصواتكم بحاجة أيضاً إلى عناية خاصّة؟ لكلّ من يريد الحفاظ على صوت صحّي، خصوصاً المغنّين ومقدّمي البرامج والممثّلين والمعلّمين، عليه الاطّلاع جيداً على أهمّ التوصيات التي وُضِعت في هذا المجال.

تؤدي السوائل الباردة إلى انقباض الحنجرة وجعلها صلبة «يلجأ العديد من الأشخاص، خصوصاً الذين ترتكز مهنتهم على أصواتهم، إلى القيام بتمارين معيّنة هادفة إلى الحفاظ على سلامة الحنجرة. لكن ما لا يدركه الكثيرون أنه يمكن الانتباه إلى الصوت أيضاً من خلال الأكل والشرب»، هذا ما أوضحته اختصاصية التغذية كريستال بدروسيان خلال حديثها لـ"الجمهورية".

وسلّطت الضوء على "أهمّ العادات التي تنعكس سلباً على الحنجرة، خصوصاً قبل ساعات قليلة من الغناء أو تقديم أي عرض أو حفل أو برنامج إذاعي أو تلفزيوني:

• شرب الكحول: يؤدي إلى ضعف السيطرة على الصوت بما أنه يقلّص الأوعية الدموية في الجسم بما فيها تلك الموجودة في الحنجرة.

• السوائل الباردة: تساهم في انقباض الحنجرة وجعلها صلبة. يفضّل بعض الأشخاص شرب المياه مع الحامض، لكنها غير صحّية قبل الغناء لأنها تؤدي إلى جفاف الصوت وتسبّب الحموضة. إستناداً إلى "ABC News Health"، إنّ حامض الـ"Citric" الموجود في الحامض قد يسبب ارتجاع المريء (Reflux)، وبالتالي تهيّج الحبل الصوتي.

• الكافيين: المشروبات التي تحتوي الكافيين، كالشاي والقهوة والصودا تعتبر سيّئة جداً للصوت لأنها تؤدي إلى جفاف الجسم. بما أنّ الكافيين مادة مُدرّة للبول طبيعياً، تتعرّض عضلات الحنجرة للجفاف ما يؤدي إلى انقباضها وصعوبة في التحكّم بالصوت.

• الملح: ينتج عن تناوله جفاف الفم والحنجرة وصعوبة في استخدام الصوت جيداً. لذلك يُستحسن تفادي استهلاكه قبل الحاجة إلى استخدام الصوت بطريقة جيّدة، علماً أنّ الأمر لا يقتصر فقط على الإمتناع عن استعمال "المَملحة"، إنما أيضاً تجنّب كلّ المأكولات التي تحتويه مثل الكراكرز والمكسّرات والصلصات كالخردل والصويا...

• المكسّرات: المكسّرات والسناكات التي قد تلتصق بقاياها على الحنجرة وتؤدي إلى «القحّة»: فهي تكون صغيرة وتعلق في الحنجرة، ما يؤدي إلى تهيّجها.

• الأطعمة الحارّة، كالمكسيكية والتاي: يمكن أن تؤدي إلى تهيّج الحنجرة، وتزيد احتمال التعرّض لارتجاع المريء الذي يُعتبر من العوامل الأساسية المؤدّية إلى تغيّر الصوت وجعله صلباً.

• الوجبات الصغيرة: يجب أن تتفادى أكل وجبات كبيرة قبل الأداء لأنها تؤدّي إلى ارتجاع المريء. يُستحسن تقسيم الطعام إلى وجبات صغيرة متعدّدة.

• المأكولات التي تسبّب الحرقة: الشوكولا والكاتشب ومشتقات البندورة والمقالي والخردل والبصل والخلّ تسبّب الحرقة وقد يؤدي ارتفاع حموضة المعدة إلى ارتجاع المريء وبالتالي تعرّضه والحنجرة للضرر، لذلك يُستحسن تفادي هذه المأكولات. من جهة أخرى، يُنصح بعدم النوم مباشرةً بعد الأكل، ورفع العنق بواسطة وسادة أثناء الإستلقاء، والنوم جانباً وليس على الظهر، وخسارة الوزن في حال معاناة كيلوغرامات زائدة، وتفادي كلّ المشروبات الغازية والتي تحتوي الكافيين.

• مشتقات الحليب (اللبن، الجبنة، البوظة، الحليب): يجب تخفيفها فقط قبل القيام بالأداء، لأنها تزيد قليلاً من إنتاج المخاط وبالتالي فإنّ إفراطها يؤدي إلى "القحّة". لكن خلال الأيام العادية يمكن تناولها فهي أساسية للجسم وغنيّة بالفيتامين D والكالسيوم.

• الأقراص المُحلّاة المُهدِّئة للحلق (Lozenges): يمكن للأنواع التي تحتوي المانثول، أو زيت الأوكالبتوس، أو الحامض، أو الكحول أن تزيد ارتجاع المريء وتؤدي إلى جفاف الحلق والغشاء المخاطي للفم. الأفضل اللجوء إلى الأقراص التي لا تجفّف الحنجرة وتحديداً المصنوعة من الغليسرين (Glycerin) أو البكتين (Pectin).

• التدخين: يهيّج الحبل الصوتي ويغيّر أنسجته وخلاياه ويزيد خطر الإصابة بسرطان الحنجرة.

• الجوّ الجافّ: يعرّض الجسم والصوت للجفاف. يجب شرب كمية جيّدة من المياه لترطيب الجسم جيداً في حال التواجد على متن الطائرة أو في أي منطقة جافة".

وفي ما يخصّ غسول الفم المُستخدم لقتل البكتيريا والجراثيم الموجودة في الحنجرة، أوصَت بدروسيان بـ"استخدام الأنواع الخالية من الكحول، وما هو أفضل الإستعانة بمزيج المياه والملح الذي يساعد على تخفيف تهيّج الحلق وحمايته وتسريع عملية شفائه، بغضّ النظر عن مذاقه غير اللذيذ".

وما هو معلوم أنّ ترطيب الجسم بانتظام يؤثّر إيجابياً على صحّة الصوت. وفي هذا السِياق، قالت اختصاصية التغذية إنّ "شرب المياه بكثرة يُعدّ أفضل طريقة للحصول على ترطيب جيّد للحبل الصوتي، وبالتالي انخفاض خطر تعرّضه لأيّ مشكلة. فضلاً عن أنّ ترطيب الصوت يساعد على إفراز المخاط الذي يغلّف الحبل الصوتي فيعمل بطريقة سهلة وناعمة.

لذلك يُنصح عموماً بشرب ثمانية أكواب من المياه الفاترة يومياً، ولكن بالتأكيد إنّ هذه الكمية قابلة للتعديل وفق الوزن والطول والجنس. أمّا إذا كنتم لا تحبون المياه، بإمكانكم تنكيهها بالفاكهة الطبيعية، أو شرب الشاي المُنكّه بالسوس، أو شاي الأعشاب، أو أي نوع من الشراب الخالي من الكافيين وإضافة إليه ملعقة من العسل. كذلك يمكن الاستفادة من مجموعة منوّعة من الأطعمة الغنيّة بالسوائل كالخيار، والبطيخ، والشمّام، والعنب...".

وشدّدت على "أهمّية إمداد الجسم بجرعة جيّدة من الفيتامين A الموجود في الورقيّات الخضراء كالسبانخ، والفاكهة والخضار البرتقالية والصفراء، كالمشمش والفلفل الحلو والجزر، بما أنه أساسي لكلّ الأنسجة الليّنة ويساعد على تحسين سلامة الحنجرة".

وأكّدت بدروسيان أنه "لا غنى عن الانتباه إلى الجسم بشكل عام وتأمين له الراحة المطلوبة، الأمر الذي بدوره ينعكس إيجاباً على صحّة الصوت. كذلك يجب عدم نسيان أنّ استخدام الصوت بطريقة سيّئة، كالصراخ و"القحّة" والسعال كثيراً والهمس والغناء من دون التحمئة جيداً، يؤذي الحبل الصوتي".

ولفتت أخيراً إلى أنه "مع التقدّم في العمر يتغيّر الصوت كثيراً وتضعف عضلات الحنجرة مثل أي عضلات أخرى في الجسم. لذلك كلما انتبهتم إلى أصواتكم باكراً وتقيّدتم بالتوصيات المذكورة، حافظتم على نوعيّتها لوقت أطول"، ودعت "النساء خصوصاً إلى عدم إهمال هذا الموضوع خلال الدورة الشهريّة لأنّ انخفاض مستويات الإستروجين قد يسبّب تورّم الحنجرة".

 

 

 

(الجمهورية)