اتجاهان يسودان اجواء المناقشات في ما يتصل بملف التعيينات يقول الاول بطرح الاستحقاقات الثلاثة دفعة واحدة، رئيس الاركان وليد سلمان في 7 آب، أمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير في 21 آب وقائد الجيش العماد جان قهوجي في 23 ايلول، اذ يتخذ القرار بتأجيل تسريحهم دفعة واحدة وتكون ردة الفعل "العونية" مرة واحدة فتتلافى الساحة الداخلية الخضات عند كل تمديد ، في حين يعتبر اصحاب التوجه الثاني بأن من الافضل اصدار القرارات على دفعات تجنبا لاستثارة الغضب العارم للتيار الوطني الحر وردة فعل رئيسه وعدم فتح معركة مفتوحة معه بحيث يتم تمرير الاستحقاق الاول على قاعدة ان المنصب درزي "واصحاب الشأن" لا يعارضون تأجيل تسريح اللواء سلمان في الظروف الامنية الراهنة، وبذلك يبقى باب الآمال بامكان انتخاب العميد شامل روكز مفتوحا، وحتى ذاك الموعد قد تطرأ تغييرات سياسية يمكن ان تقلب المعطيات المتحكمة بالوضع راهنا.
من هنا فان جرعة الدعم التي ضخها رئيس مجلس النواب نبيه بري للحكومة ورئيسها تمام سلام بقوله "انا وسلام واحد" أكدت بما لا يقبل الشك، ان التحدي الذي تواجهه الحكومة في جلستها غدا لن يتمكن منها، حتى لو ذهب بعض المكونات في فريق 8 آذار الى حدود الاعتكاف او تحريك الشارع ما دام الغطاء الميثاقي الذي يوفره وزراء الرئيس بري متوافرا، علما ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله قال بذاته اننا لسنا في وارد الاطاحة بالحكومة.
من جهة ثانية، بقي ملف النفايات "السياسي الطابع" يجرجر ذيوله وسط عقم المعالجات الرسمية ومسلسل قطع الطرقات احتجاجا، حيث لم يعد التخدير الموضعي يجدي نفعا في ظل تفاقم المرض واتساع رقعة جبال النفايات الى مساحات غير مسبوقة تنذر بعواقب وخيمة اذا لم تتخذ اجراءات فورية في ضوء ارتفاع درجات الحرارة الى معدلات قياسية. وفي السياق، حذرت وزارة الطاقة والمياه البلديات من عمليات الطمر العشوائي للنفايات التي قد تؤدي إلى تلويث المياه الجوفية، في حين اعلن وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور ان المكبات العشوائية التي تم استحداثها بدأت تبلغ مداها الاقصى ولا يمكن رمي النفايات في الكرنتينا بعد اليوم، من جهته شارك وزير البيئة محمد المشنوق في اجتماع عقده نواب بيروت في ساحة النجمة. وكان أكد ان عروضا قدمت من أجل نقل النفايات الى خارج لبنان.
وعلى خط العسكريين المخطوفين اعلن المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، ان "لم يعد هناك مفاوضات مع خاطفي العسكريين، ونحن ننتظر جبهة "النصرة" لتعلن انها تريد تنفيذ الاتفاق والحكومة جاهزة لتنفيذه".