جريمة اسرائىلية جديدة تضاف الى جرائم اسرائىل العنصرية بحق الشعب الفلسطيني بعد ان ارتكبت عصابات المستوطنين جريمة حرق الرضيع الفلسطيني علي سعد دوابشة وافراد عائلته. وقد اشتعلت القرى الفلسطينية ردا على الجريمة واشارت المعلومات عن حصول عملية طعن بالقرب من قرية دوما جنوب نابلس. وقد وصفت واشنطن قتل الطفل الفلسطيني بأنه هجوم ارهابي وحشي.
وفي التفاصيل ان الطفل الفلسطيني علي سعد دوابشة استشهد حرقا في قرية دوما جنوب مدينة نابلس شمال الضفة الغربية وأصيبت عائلته بجروح خطرة بعد إقدام المستوطنين على حرق منزلهم فجر امس.
وقال شهود عيان ومواطنون من قرية دوما إن مجموعة من المستوطنين المتطرفين اقتحموا القرية قرابة الثالثة فجرا وقاموا بحرق منزلين باستخدام عبوات مولوتوف شديدة الاشتعال ألقوها داخل المنزلين.
ووصفت مصادر طبية داخل مشفى رفيديا بنابلس إصابات المواطنين من عائلة دوابشة بالخطرة، وأكدوا أنه سيتم نقلهم لمشفى إسرائيلي داخل فلسطين المحتلة، مشيرة إلى أن حروقهم تراوحت بين 50% للطفل أحمد دوابشة و70% للأب و80% للأم، بينما استشهد طفلهم الرابع متأثرا بجراحه.

ـ عصابات ـ

وأكد سمير دوابشة من قرية دوما أن مجموعة من المستوطنين المتطرفين من عصابات ما يسمى تدفيع الثمن هاجموا منازل المواطنين سعد محمد دوابشة ومأمون رشيد دوابشة وقاموا بحرقهما، وأن الدفاع المدني الفلسطيني وسيارات الإطفاء حضرت للمنزلين وقامت بإخماد النيران.
وأشار إلى أن المستوطنين طرقوا بأيديهم على نوافذ منزل المواطن سعد دوابشة (30 عاما) وعندما فتح لهم النافذة ألقوا عبوة مشبعة بمواد سريعة الاشتعال بالداخل مما أدى إلى حرق المنزل بالكامل وإصابته وزوجته رهام حسين (27 عاما) وطفله أحمد (4 أعوام) بحروق وصفت بالخطيرة، بينما استشهد طفله الرابع علي متأثرا بجروحه نتيجة الاحتراق الشديد.
وأوضح دوابشة أن المنزل الآخر الذي تم إحراقه ويعود للمواطن مأمون رشيد دوابشة لم يكن أحد بداخله وأن صاحبه يقطن مدينة نابلس، مبينا أن النيران أتت على كامل المنزلين بكل محتوياتهما، وأن المستوطنين فروا من المكان عقب تنفيذهم جريمتهم.
ولفت إلى أن جيش الاحتلال والشرطة الإسرائيلية والارتباط العسكري الفلسطيني والإسرائيلي حضروا إلى المكان وشرعوا بالتحقيق في الحادثة، وأكد أن جيش الاحتلال طوّق المنزلين وحال دون وصول المواطنين إليهما.

ـ شعارات متطرفة ـ

وخط المستوطنون شعارات متطرفة وعدائية للفلسطينيين حملت اسم عصاباتهم «تدفيع الثمن» و«الانتقام» و«المسيح المخلص» وغير ذلك من العبارات العدائية.
من جانبه قال زكريا السدة من جمعية حاخامين لحقوق الإنسان الإسرائيلية -التي توثق اعتداءات المستوطنين- إن الاحتلال الإسرائيلي قال إن هذا الاعتداء هو الأخطر من نوعه، وإنهم يسعون لاعتقال المنفذين.
وأكد السدة أن هذا الاعتداء هو الأخطر من نوعه منذ بداية العام الجاري، وأنه العاشر من نوعه الذي يشنه المستوطنون في مدينة نابلس وحدها منذ بداية الشهر الجاري ضد المواطنين، وأن الاعتداءات تنوعت بين الضرب وحرق المحاصيل الزراعية وتحطيم السيارات.
وقد وصفت واشنطن مقتل الطفل الفلسطيني بأنه هجوم ارهابي وحشي.
وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن السلطة ستجهز ملفا حول الجرائم الإسرائيلية وجريمة قتل الطفل علي دوابشة حرقا على أيدي المستوطنين، وستتوجه به فورا إلى محكمة الجنايات الدولية.
وشدد عباس على أن القيادة الفلسطينية لن تصمت على هذه الجرائم، واصفا ما حصل بحق أسرة دوابشة بأنه جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية.
وأضاف عباس: «ما جرى في دوما اليوم يضاف إلى سجل الجرائم التي يرتكبها المستوطنون، والحكومة الإسرائيلية لأنها تتبنى الاستيطان وتشجع قطعان المستوطنين على ما يقومون به كل يوم».
وأردف: «لو أرادت الحكومة الإسرائيلية والجيش منعهم لقاموا بذلك... يقولون إرهاب يهودي، ولكن ماذا بعد هذه الكلمة، هل من إجراء؟».
وحملت منظمة التحرير الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الحادث الذي وصفته بـ «الاغتيال الوحشي» للطفل علي سعد دوابشة.
وأضافت المنظمة في بيان «هذا نتيجة مباشرة لعقود منحت فيها الحكومة الإسرائيلية حصانة لإرهاب المستوطنين».
بدورها دانت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» احراق منزل عائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس ما ادى الى مقتل الرضيع علي دوابشة.
وقال الناطق باسم الحركة حسام بدران في تصريح صحفي إن قتل الرضيع علي دوابشة وإصابة بقية العائلة بحروق على يد المستوطنين، هي جريمة تتحمل مسؤوليتها القيادة الإسرائيلية التي «تصدر الأوامر وتحرض على قتل الفلسطينيين حتى وهم أطفال».
هذا وشهدت مدينة الخليل اشتباكات بين المواطنين والجيش الإسرائيلي بعد مقتل رضيع في قرية دوما.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن الاشتباكات وقعت قرب مسجد وصايا الرسول في المدينة، عندما رشق شبان فلسطينيون الجنود بالحجارة والإطارات المشتعلة. وأن الجيش استخدم الوسائل الخاصة بتفريق المحتجين، كما أصيب فلسطيني بجروح، عندما أطلق الجنود الرصاص على رجليه.
كما اندلعت اشتباكات عند مدخل مخيم قلنديا شمال القدس، بعد ما أطلقت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لتفريق شبان رشقوا رجال الأمن الإسرائيليين بالحجارة.
وفي القدس أصيب ضابط إسرائيلي بجروح طفيفة عندما رشق شبان فلسطينيون رجال الشرطة الإسرائيلية بالحجارة والزجاجات الحارقة.
كما وقع تبادل لإطلاق النار قرب مستوطنة كوتشاف هاشحار في الضفة الغربية، بعد أن قصف مجهولون يستقلون سيارة، عربة إسرائيلية، ورد السائق الإسرائيلي بإطلاق النار على المهاجمين بدوره.
هذا وأغلقت الشرطة الإسرائيلية معظم أبواب المسجد الأقصى، ومنع الرجال الذي تقل أعمارهم عن 50 عاما من دخول المسجد، وذلك في إطار تشديد الإجراءات الأمنية في القدس بعد مقتل الرضيع الفلسطيني وإصابة أفراد عائلته.
ونصبت الشرطة الحواجز الحديدية على أبواب الأقصى التي مازالت مفتوحة وهي باب الأسباط وحطة والمجلس والسلسلة.
وادان وزير الحكومة الاسرائىلية الحادث ووصفه بأنه ارهابي شنيع.
بدوره أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والجيش والشرطة تبذل قصارى جهدها للكشف عن هوية منفذي الهجوم على منزل عائلة الطفل علي سعد دوابشة في دوما. ووصف الوزير الهجوم بأنه «عمل إرهابي بشع لا يمكننا أن نتسامح معه، بل ندينه جملة وتفصيلا».
وعلى الرغم من أنه لم يتوضح ما الذي تشير إليه كلمة «انتقام» المكتوبة على جدار المنزل، إلا أن الحادثة تمثل عددا من الهجمات التي تدخل تحت باب ما يسمى هجمات «دفع الثمن» التي تتمثل في أعمال تخريب أو حرق متعمد يقوم بها متطرفون يهود كأجراءات انتقامية ضد أفعال قامت بها الحكومة الإسرائيلية ضد المستوطنات اليهودية أو البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
ويعيش نحو 500 ألف يهودي في أكثر من 100 مستوطنة بنيت في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ الاحتلال الإسرائيلي لهما في 1967. وتعد المستوطنات غير قانونية في حكم القانون الدولي بيد أن إسرائيل ظلت تجادل بشأن ذلك.
وأرسلت تعزيزات للقوات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وسط مخاوف من أن تتسبب حادثة الجمعة في ردود أفعال عنيفة واضطرابات.