انفرجت.. لم تنفرج في ملف النفايات، ذلك ان أهالي إقليم الخروب عادوا ليلاً إلى قطع طريق الساحل عند نقطة الجية، خشية من تمرير بعض قرارات لجنة إدارة النفايات الصلبة، التي اتخذت قراراً بإجماع أعضائها الوزراء الثمانية، بالبدء فوراً بإزالة النفايات من شوارع العاصمة بيروت، من دون ان تعلن عن الأماكن التي سيُصار إلى وضع هذه النفايات فيها، لكن من المرجح ان تكون هناك انفراجات سياسية تتمثل بنقاط ثلاث:
1- عقد جلسة مجلس الوزراء في موعدها المقرّر اليوم كجلسة استثنائية لبحث متلازم لموضوعي النفايات والية اتخاذ القرارات.
2- صرف الرئيس تمام سلام النظر، مرحلياً على الأقل، عن تقديم استقالته، لاعتبارات أبرزها شعوره الاصيل بالمسؤولية الوطنية، والدعم الدولي والإقليمي والمحلي لحكومته، وبدايات الانفراج في ملف النفايات الصلبة.
3- ظهور ليونة سياسية وقدرة على مقاربة الملفات الخلافية، من دون التضحية بالمشترك، ريثما تنجلي صورة التطورات المتسارعة بعد التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، والوضع المستجد في دخول تركيا شريكاً في الحرب ضد «داعش» وحزب العمال الكردستاني.
وإذا كانت الانفراجات تمثلت بإعادة فتح طريق الساحل وابلاغ بلديات إقليم الخروب وأهالي المنطقة، ان لا مطامر ولا نفايات إلى منطقتهم ونطاقها البلدي، خارج التوافق المسبق والتفاهم على الأمكنة التي يمكن ان تنقل إليها النفايات، ومن ثم الانتقال إلى البحث الإيجابي لتأمين المطامر، حيث اتفق على مكان لطمر نفايات الإقليم، قبل ان تعقد لجنة إدارة النفايات الصلبة اجتماعين في السراي الكبير، فإن جلسة مجلس الوزراء ستكون اليوم امام تحديات لم تنته، إذ ان معلومات نقلت إلى عناصر الحراك المدني في الإقليم، مما استدعى خطوة ليلية مفاجئة قضت بقطع طريق الساحل مجدداً بالاتجاهين، والانتقال إلى الطريق البحرية لقطعها وذلك لمنع شاحنات «سوكلين» من التوجه إلى الإقليم كواحد من ثلاثة أماكن حددتها اللجنة المعنية بالنفايات بأن تنقل إليها في إطار خطوة سريعة، برفع النفايات من شوارع العاصمة، بعد ساعات من البلبلة والشغب وحرق النفايات ورميها في شوارع بيروت من قبل ثلة من الشبان تحدثت بعض المعلومات عن عددها لا يتجاوز الثلاثين كانوا على دراجات نارية ملثمين، يجوبون الشوارع عابثين بالحاويات، ووصلت افعالهم المرفوضة إلى منزل الرئيس سلام في المصيطبة، حيث حاولوا رمي النفايات إلى المنزل الذي عرضهم لاشتباك مع حاميته الأمنية، قبل ان يفروا، وهو الأمر الذي استنكره وزير الصناعة حسين الحاج حسن، معبراً عن تقديره لجهود الرئيس سلام في معالجة ملف النفايات «ورفضنا لبعض الممارسات التي حصلت في بعض شوارع بيروت».
نفايات المطار
في هذا الوقت، علمت «اللواء» ان النفايات التي وضعت في منطقة «الكوستا برافا» آخذة بالتفاعل في أوساط شركات الطيران ونواب بيروت وهي ما لم تعالج من شأنها ان تُهدّد بإقفال مطار رفيق الحريري الدولي.
وقالت المعلومات ان هذه النفايات تُهدّد سلامة الطيران المدني في حالتي الهبوط والإقلاع، نظراً إلى ان الطائرات وهي تهبط وتقلع تشفط الغازات والهواء عبر محركاتها، فإذا ما تلوث الجو بالغاز المنبعث من النفايات المجمعة فإنه سيُصار إلى إبطاء حركتي الإقلاع والهبوط، مما يؤثر على سلامة الطيران والركاب على السواء، والأمر نفسه يسري على تجمع الطيور على اكوام النفايات.
وكشفت المعلومات لـ«اللواء» ان شركات الطيران العالمية تدرس الموقف وما يمكن للحكومة ان تقوم به قبل ان تقرر ما إذا كانت ستوقف رحلاتها إلى بيروت.