اعتبر وزير الخارجية جبران باسيل "أن الذي يبتعد عن الشراكة هو الذي يسبب مشكلات الوطن السياسية والأمنية والإقتصادية، وكل أحد يفتعل مشكلة اليوم في الوطن لأنه إبتعد عن الشراكة نحن نمد له يدنا ونقول له تعال لعندنا إلى الشراكة الوطنية، نحن الشريك الصالح نريد أن نكون شركاء معك في الوطن، وعندما يبتعد يفتعل مشكلة سياسية وفراغ في رئاسة الجمهورية، وتعطيل للمؤسسات الدستورية، ومن يعطل المؤسسات الدستورية هو من يعتقد أنه يستطيع أن يحكم البلد لوحده، ويبعد شريكه في هذا البلد، وإن من يبتعد عن الشراكة هو من يفتعل المشكلات الأمنية ويأتي بالإرهاب إلى هذا البلد، ولو من غير إرادته المباشرة، إنما بسبب تغييب الشراكة والإستفراد بسياسات يعتقد أنه عبرها يقدر أن يضع يده على البلد، وهو ببعده عن الشراكة يسمح بدخول الإرهاب والإرهابيين والفكر التكفيري إلى البلد، ويعتقد أنه يقوى بذلك على شريكه في الوطن بعامل آخر غير وطني جاء به من خارج الوطن بأي طريقة، مع أن الفكر التكفيري لا محل له في لبنان، وهم يحاولون إسترضاءه للإستقواء به على الآخر، ويسبب لنا مشاكل أمنية".

باسيل وفي كلمة له خلال زيارته لبلدة مركبتا في قضاء المنية ـ الضنية، رأى "أن من إبتعد عن الشراكة هو من قام بسياسات إقتصادية إعتقد إنه يستطيع عبرها أن يحكم البلد لوحده، وأنه يفهم بالإقتصاد والمال والنفايات والكهرباء والنفط والإتصالات والنقل، حتى أوصل البلد إلى المكان الذي ترونه. مشكلة الزبالة هي زبالتهم السياسية، هي نفاياتهم الدستورية والقانونية، وعدم إستماعهم لنا منذ 7 سنوات، عندما رفعنا لهم عن سوكلين منذ قدومنا لأول مرة إلى الحكومة، سبع كتب كتبناها طالبناهم فيها بحل موضوع النفايات، ومعالجة الهدر الذي يحصل في الدولة، ووصلنا مرة إلى التصويت في مجلس الوزراء وخسرنا في التصويت، لأنهم لا يريدون أن يسمعوا، يريدون أن يهدروا مال الدولة، لأنهم يريدون أن يسرقوا مالنا، ثم يأتون اليوم ليشكوا، لماذا؟ لأنهم بعيدون عن الشراكة، الشراكة ليست كلمة أو شعار، بل هي مفهوم وعمل يومي يقوم به الإنسان".
وقال "نحن وإياكم في أي مكان كنتم، ومع كل لبناني يحب هذا البلد، ويؤمن أن هذا البلد لا يبقى إلا بالشراكة، نحن وإياه على طول الخط لنقدر ليس فقط بتقديم المساعدة في المياه والإنارة، بل في إنارة عقولهم أولا، لأنه عندما تتنور عقولهم تتنور طرقاتنا وبلدنا، لأن العتمة التي يجب إزالتها علينا إزالتها من القلوب والنفوس حتى عندما نأتي لنضيء نستطيع ذلك لا أن يحاربونا لأننا نريد أن نضيء، وليس عندما نريد أن نقوم بشيء جيد للبلد نحارب بدلا من أن نفرح ببعضنا، لأننا نشتغل من مبدأ الشراكة للكل، ولم نقم يوما بأي عمل إلا عبر هذا المبدأ، ونحن مهما تحدثنا عن حقوق المسيحيين فإننا نبقى قبل كل شيء لبنانيين، وعندما نتحدث عن حقوق المسيحيين لأننا نريد لبنان واللبنانيين، وهذا مطلب للكل، والكل يعرف أنه لن نكون في أي يوم متطرفين بالمعنى الطائفي والديني والمذهبي، فنحن متطرفون بلبنانيتنا وبمطالبتنا بحقوقنا، وهذا صلب الإعتدال اللبناني".

وتابع: "أقول للذي لا يفهمنا ولا يتقبل مطالبنا إنه ليس معتدلا، فاليوم لا يستطيع أي مسلم لبناني أن يسمعنا نتحدث عن حقوقنا ومطالبنا إلا أن يشعر أنه مرتاح ويشاركنا ويرفع صوته أكثر منا، لأنه يعرف أنه إذا مست حقوقه سنكون متطرفين في المطالبة بحقوقه، ولا نقبل أن يمس به أحد، ونحن في كل مرة جرى فيه المس بأي فريق سياسي أو مجموعة بشرية أو طائفة قمنا ودافعنا عنها بشراسة، وتطرفنا في الدفاع عنها، لأننا معتدلون بمسيحيتنا ولبنانيتنا... الذي ينزعج من تحقيق المساواة بين اللبنانيين يكون هو المتطرف برفضه الآخر، ونحن متطرفون في قبول الآخر، وليس قبوله في أن نعيش سويا بمفهوم العيش في أن نسكن بجوار بعضنا، كلا، قبول بعضنا هو أن نكون شركاء على طاولة القرار، شركاء في المجلس النيابي ومجلس الوزراء وفي كل مؤسسة في الدولة كبيرة كانت أم صغيرة، هذا هو المفهوم الذي يقوم عليه لبنان، وأي مس به يعني إلغاء التوازن والتخريب، وأنه لا أحد يستطيع أن يخيفنا أو يهول علينا بأي إجراء يقوم به، لأنه إنما يكون يزيد في ارتكابه الأخطاء وتعطيل البلد، وهو يتحمل مسؤولية أخذ البلد إلى مكان خطأ، ونحن لن نتراجع عن حق تحت أي تهويل أو تخويف، ومن يخاف على البلد لا يخالف الدستور والقانون ولا يمس بالشراكة ولا حقوق الناس ولا يمد يده إلى جيوبهم، ولا يهدر المال العام".

وسأل باسيل: "ماذا فعلنا إذا طالبنا بتطبيق الدستور والقانون والعدالة واشتغلنا لنؤمن للناس حقوقهم، ودخلنا إلى كل وزارة وموقع واشتغلنا به بضمير ووطنية لكل اللبنانيين؟. الكهرباء ليست لبيت دون الثاني والنفط ليس لمنطقة دون أخرى، والمياه لا تعطى لبيت وتقطع عن آخر، والحقوق عندما نطالب بها نفعل عبر تأمين قانون إنتخابي تعطى فيه الحقوق للكل، وعندما تحدثنا بقانون إنتخابي عادل يعني عادلا للكل، ولا نمد يدنا إلى حقوق الآخرين عندما نطالب بحقوقنا بل نطالب بحقوقنا وحقوق الآخرين معا، نحن لا نعامل بهذه الطريقة ولا يرد علينا بتخويفنا وتهويلنا، كل واحد يعمل ما يستطيع أن يعمل، ونحن موجودون للمطالبة بحقوقنا، ونستطيع أن نعمل بقدر ما يساعدنا الله أن نعمل".