عقد النائب خالد ضاهر مؤتمرا صحفيا في منزله بطرابلس، تناول فيه الأوضاع المحلية، وخصوصا ما قيل عن إرسال النفايات إلى عكار، قائلا "قضيتنا اليوم في عكار ليست قضية زبالة ونفايات بل هي قضية عدالة، فقد كنا ننتظر أن تقوم الحكومة بإطلاق حملة تشجير لزراعة أشجار الأرز بصورة خاصة لتعزيز الإنتماء الوطني والإرتباط بهذا البلد وتمتين الشعور بالعدالة والمساواة، لكن يبدو أن معاناتنا كبيرة وحرماننا مزمن مستمر على المستوى الإقتصادي والإنمائي والسياسي من تغييب لدورنا وحجمنا ومسؤوليتنا في عكار، وكأنه مطلوب من أهل عكار أن يكونوا جنودا في الجيش يقدمون ارواحهم ويحمون أصحاب السلطة والثروة وأن يكونوا نادلين في المطاعم والمقاهي والأوتيلات مع إحترامي لكل عامل ولكل من يبذل عرقه وجهده لينال لقمة عيشه بشرف".

أضاف: "بكل صراحة ووضوح رائحة الزبالة تفوح منها رائحة السابع من أيار وإرتباطها بمصالح في بيروت ورائحة الصفقات والسمسرات وروائح العبث بأمننا السياسي والإقتصادي والأمني وأمننا الإجتماعي حتى وصل الأمر بحقنا في الحياة، ولو كانوا صادقين بمعالجة هذا الملف فمصنع الكرنتينا موجود لكن تكاليف معالجة النفايات مرتفعة قليلا فهم من أجل أن يوفروا بعض المال لجيوبهم، هؤلاء المافيات، إذ بهم يريدون إرسال كل أنواع الأمراض والنفايات إلى عكار، وكأن عكار ليس فيها بشر وليس فيها رجال، ليس فيها أطفال ونساء، بل أقولها وبصراحة "ما تكلمت في هذا الموضوع إفساحا في المجال للرأي العام الشعبي حتى يأخذ مداه".

وتابع: "رأيت أن الناس مجمعون على انه لن نقبل أن تأتي شاحنة من بيروت إلى عكار تنقل الزبالة، بل كنا نتوقع من الحكومة إنشاء فرع للجامعة اللبنانية وتشغيل المطار الموجود (في القليعات) إثباتا لحسن النية تجاه أهل عكار ولبنان لأن القضية تخص كل لبنان، وبهذا لموضوع وبشكل مختصر ومفيد أقولها بالفم الملآن نيابة عن أهلي في عكار والشمال بعد أن رأيت موقفهم الواضح الحاسم، كل من يفتح فمه بأنه يريد إرسال الزبالة إلى عكار أقول له (...) نحن في عكار أهل الشرف والمروءة ولن نسمح لبعض العابثين أن يقطعوا أواصر التواصل بيننا وبين أهل بيروت، نحن هم واحد وحقوق واحدة ومصالح واحدة".
وقال: "معالجة هذا الموضوع تتم بإيقاف الصفقات والسمسرات والعبث السياسي والعبث الإقتصادي بمصالح هذا البلد، فنحن نريد دراسات علمية واضحة تنصفنا في عكار وتنصفنا في بيروت وفي كل لبنان، أما أن يتحول الأمر بأن أهل عكار مكسر عصا، فأعتقد أنهم جربوا أهل عكار وليس هناك من داع ليجربونا مرة ثانية".

وأردف: "انا الآن أتكلم ويعرفني الجميع أنني لا أتكلم إلآ بدقة لكن في المرة القادمة إذا لم يقطع دابر هذا الموضوع من أصله سأقوم بفضح الاسماء والصفقات بشكل واضح، لا أريد أن أتكلم عن الناس المتورطين في هذا الموضوع لكن إذا شعرت أن هنالك إصرارا على هذا الموضوع، والله سأفضحهم بالأسماء والأرقام، على أمل أن تعالج القضية بمسؤولية وطنية وليس بإعتبارها قضية هينة على أهل عكار، مع الإشارة إلى أن هذا الموضوع كان يفترض أن تعالجه الحكومة منذ زمن لكنه الآن يطرح كزوبعة للغبار للتغطية على قضايا حيوية تخص لبنان وتخص المنطقة العربية".

أضاف: "القضية اليوم تتعلق بالمواجهة الكبرى القائمة خاصة بعد الإتفاق النووي الإيراني - الأمريكي ويبدو أن البعض بدأت عضلاته تهتز، وشهيته للتسلط على البلد والمنطقة بدأت تكبر، ويتناسى هؤلاء أن عاصفة الحزم بدأت وأن الملك سلمان بن عبد العزيز والقيادة السعودية قد أطلقوا عاصفة الحزم لتجتث المشروع الفارسي ومن يقف وراءه، فنحن أمة قوية حضارية لم يستطع الفرس بتآمرهم مع أميركا وبتقديم أنفسهم كعملاء أن يسيطروا على منطقتنا ويهيمنوا على الخليج العربي وأن تهيمن إيران على المنطقة الإسلامية وبالذات في العراق وسوريا وبالأخص في لبنان، حيث سمعنا في الأيام الماضية من الصغار الذين يتكلمون بألسنة محور الشر والمماتعة والممانعة محور الفرس المجوس بأن هنالك في لبنان الإنفجار قادم، وأنه سيكون 7 أيار فيها جزء قليل، فالآتي سيكون عشرة أضعاف 7 أيار، وأعتقد ان هذا الأمر فيه تهويل لتهبيط المعنويات عندنا في لبنان وفيه تهديد حقيقي، ومن هنا أنا ارفع الصوت إلى كل قياداتنا في لبنان بأنه كفى تراخيا، كفى إنهزامية في المواقف".

وتابع: "المشروع الفارسي يدق الأبواب ويريد الهيمنة، فهل ستبقون تسايرون هذا المشروع؟ ام أننا نقف مع عاصفة الحزم بكل حزم؟ وبموقف واضح وصريح لنحمي بلدنا ولنحافظ على عروبتنا، لنحافظ على وجودنا، نحن لا يمكن لنا أن نقبل بهيمنة المشروع الإيراني علينا، لذلك في هذا الموضوع وقطعا لكل دابر نرفض مقايضة حقوقنا المكتسبة الدستورية الثابتة التي نريدها كسائر اللبنانيين، وأعتقد أن هنالك أمورا يجب أن نتمسك بها ونحافظ عليها، برفض المقايضة وبعدم التفريط بكرامتنا وإستباحة أراضينا وحقوقنا، بل التعدي على وجودنا بإرسال النفايات والأوساخ إلى عكار".

اضاف: "لن نسمح بضرب أواصر التواصل بيننا وبين أهلنا في بيروت وبين أهلنا في عرسال والجنوب وفي صيدا والبقاع والجبل وبين كل اللبنانيين، وأنا أطالب كل القيادات بأن تسعى إلى العدالة التي جعلتها عنوانا لهذا المؤتمر، إنها قضية عدالة وليست قضية زبالة".

وتساءل: "كيف لنا أن نقبل أن يقوم الوزير جبران باسيل بتأمين 550 مليار ليرة لمنطقة البترون ثم يطالب بالحقوق؟ وماذا نحن نفعل؟ إذا كانت الحكومة لا تجد عكار على خريطتها إلآ عندما يكون هناك نفايات وزبالة؟ أنا أطالب أهلي في عكار والقيادات في عكار أن نقف وقفة رجل واحد وأن لا نسمح بالضحك على ذقوننا وعلى عقولنا وبالكلام المعسول الذي يقدم لنا، لن نسمح أن تنتهك وأن تسلب حقوقنا وأن يضحك علينا بعض السياسيين في بيروت وفي مناطق أخرى".

وطالب الحكومة أن "تحزم أمرها وأن تقف مع الحزم العربي لردع المشروع الفارسي الذي يستهدف وجودنا وأمننا ووجهنا العربي، فالقضايا الإنمائية والإقتصادية وطوال الفترة الماضية كنا لا نتكلم بصوت مرتفع حتى لا يقال بأننا متطرفون، فإذا طالبنا بالعدالة والمساواة وبحماية حقوقنا وإذا طالبنا بمعاقبة من يقتلنا وإذا تكلمنا عن حقوق الإنسان وعن التوقيفات كنا نقوله ونطالب به بأقل ما يمكن ومع ذلك تقوم علينا الحملات، ونحن لم نضرب الجيش ولم نسء إلى الجيش بل طالبنا بالعدالة وكأننا نحن المعتدون، ورأيتم مني انني لم أتكلم خلال الفترة الماضية عندما تم الإعتداء على الجيش امام شاشات التلفاز وبدأت الإتهامات للجيش لأنه يطبق القانون، أما نحن عندما كنا نتعرض للقتل وما زلنا نعذب ونعتقل كما في الايام الماضية حيث يضرب الناس بطريقة وحشية، وإذا تكلمنا فإننا نصبح متطرفين وإرهابيين".

وقال: "لذلك القضية اليوم هي قضية العدالة، سنرفعها في لبنان لكل اللبنانيين لندافع عن كرامتهم وعن وجودهم وعن حقهم ومصالحهم ونريد الإنماء لكل المناطق، لكن أن يأكل الفاجر مال التاجر كما يفعل بعض الوزراء الذين لا تتوقف شراهتهم عن إبتزاز الدولة، فيا أيها اللبنانيون ترون ان المشروع الفارسي يضرب كيان دولتكم ومستقبل أجيالكم من خلال تعطيل إنتخابات رئاسة الجمهورية، وإذا كان فريق يذهب إلى المجلس النيابي وفريق آخر لا يذهب ويريد فرض إرادته ودكتاتوريته على اللبنانيين، فكيف لنا أن نقبل بذلك، ومن هنا علينا أن نحافظ على وطنيتنا وعلى إستقلاليتنا وعلى كرامتنا بأن ننتخب رئيسا، والديمقراطية هي آلية الإختيار الحر، فلماذا تضربون الديمقراطية والحرية وتريدون ربط لبنان بالمشروع الفارسي بالتهديد والوعيد؟".

وتوجه إلى "أشقائنا العرب أننا إلى جانبكم في عاصفة الحزم وليس بالكلام فقط بل بالفعل وأن عليكم أن تكملوا مشواركم في حماية أمن الأمة وكرامتها وحقوقها".

وختم: "أتوجه بالشكر إلى أهلنا في عكار الذين هبوا هبة رجل واحد ومعهم أهلنا في طرابلس والضنية والمنية وكل أقضية الشمال من بشري والبترون والكورة وزغرتا وإلى كل الشرفاء في بيروت الذين إرتفعت أصواتهم برفض الإهانة إلى عكار، هؤلاء اوجه إليهم كل التحية ونطالب أهلنا في لبنان بالضغط على المسؤولين ليحملوا مسؤوليتهم ويعالجوا الأمر بجدية وأقول بأن معالجة النفايات في لبنان تكاليفها ثلاثة اضعاف عن ما هي عليه في اوروبا، فكفى صفقات وسمسرات وإستهانة بعقول اللبنانيين وكراماتهم، وإذا لم تعودوا عن هذا الضلال فإن عاقبتكم وعواقبكم وخيمة، وأنا كلي أمل بأننا سنقف بوجه المؤامرة والخطة والتآمر العقاري على عكار، فأرضنا بيئة نظيفة وهواؤها نظيف ولن نفرط بها مهما كان الثمن".