ألقى مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار خطبة صلاة عيد الفطر السعيد في الجامع المنصوري الكبير في طرابلس، في حضورالرئيس نجيب ميقاتي، قائلا "يوم العيد هو يوم الجائزة، يوم محبة وتسامح يوم تتلاقى فيها العائلة، فإفتحوا قلوبكم لبعضكم ولا يجوز أن يحوّل بينها حواجز الخلاف في السياسة وسواها فكلها محطات رغم ما يصحبها من وجهات نظر إلآ أنها ستنقضي وتنتهي كما إنقضى سواها، حافظوا على وحدة صفكم ووحدة بلدكم ووحدة وطنكم فالمؤمن أخ المؤمن والمسلم أخ المسلم أحب ام كره والإنسان أخ الإنسان، قولوا للعالم ما هي قيمكم الدينية والإنسانية والوطنية، إعلموا أن عدوكم هو إسرائيل ومن كان على شاكلتها ممن ساندها وقوها وأهدر حقوقكم وإعلموا إن قوتكم في وحدتكم وأن ضعفكم في إختلافكم وقطيعتكم".

وتابع "إن الغليان السياسي في الخطاب والمواقف لا يمكن أن يقابل بمثله، كما أنّ خطيئة حمل السلاح وإستخدامه في الداخل لا يقابل بمثله وإلآ وقعنا في حرب أهلية لا تبقي ولا تذر، نحن أمة أقوياء بقيمنا وعقولنا وحكمتنا نحن بناة دولة ومجتمع وحضارة، نحن نعمر ولا ندمر، نحن مؤتمنون على الوطن والدولة والمواطنين والمؤسسات، نحن مؤتمنون على حضارة لبنان وتاريخه يكتنز القسم الأوفر منها، لا يمكن أن نحافظ عليها إلآ بالحوار بعيدا من التحدي".

وأضاف "ايها المسؤولون أيها السياسيون، إن إستمرار التحدي والوعيد والتهديد لا يخدم إلآ العدو إسرائيل، إسرائيل هي التي تربح وتستريح وخصوصا من الفراغ الدستوري الذي يهدد الكيان ويبطل عمل الدستور والميثاق، إن الديمقراطية تعطيك الحق أن تقول نعم وأن تقول لا، ولكنها لا تعطيك الحق في أن لا تحضر، ولأن عدم الحضور إستقالة من الوكالة التي منحك الشعب إياها. إن كل ما له علاقة بالوطن وأمنه وإستقراره والحفاظ على مؤسساته هو من الإنتظام العام الذي لا يجوز لأحد أن يعطله أو يعتدي عليه، وإن من حق كل مواطن أن يتصدى للدفاع عن ذلك".

ولفت المفتي الشعار إلى أنّ "ديننا يقوم على الحرية في المعتقد وعلى المساواة في الحقوق والواجبات وعلى العدل في الأحكام، فلا مجال عندنا للاكراه ولا مجال عندنا للظلم والقهر والإستبداد، ولا مجال عندنا لحرمان أحد من حقوقه أيا كان معتقده، وأمن المجتمع في الإسلام يقوم على الحرية والعدل والمساواة".