ينتهي اليوم التمديد السادس لمطمر الناعمة من دون إيجاد بديل له، في ظل فوضى إدارة الملف الذي عجزت الحكومات المتعاقبة عن إيجاد الحل الناجع له.

 

في الأساس، بدا ربط التمديد الأخير بالمناقصة المخصصة لتلزيم جمع وفرز ومعالجة وطمر النفايات بمثابة مسكّن لأهالي القرى المتضررة من مطمر الناعمة. إذ أنه من البديهي أن لا يكون إنجاز المناقصة وتحديد الفائزين بها كافياً لإنهاء "كابوس مطمر"، فالمتعهدون، بعد اختيارهم، سيكونون أمام مرحلة طويلة من التأسيس وبناء المعامل (حددت فترة بدء العمل في دفتر الشروط بستة أشهر تلي التلزيم، لكن أحدا من الخبراء لا يتوقع أن يبدأ المتعهدون أعمالهم قبل عام على أقل تقدير).

 

الجديد هذه المرة أن النائب وليد جنبلاط سحب يده تماماً من الموضوع، فلم يسع كما فعل سابقاً لإقناع أهالي البلدات المجاورة للمطمر بمزيد من الصبر. وهو أبلغ الجهات المعنية أنه أعطى وعداً للناس بإقفال المطمر في 17 تموز ولن يخلف بوعده، علماً أنه تردد أن موقف جنبلاط يعود إلى أمرين، الأول، إحراجه حيال من وعدهم بأن تمديد عمل المطمر سيكون الأخير، والثاني، يرتبط بالأزمة الحكومية المستجدة، بحيث يشكل التفاوض فوق أكوام النفايات أفضل وسيلة ضغط على "التيار الوطني الحر" الرافض لإقرار أي بند قبل بحث آلية عمل مجلس الوزراء.

 

باختصار، وقع المحظور. وإذا لم تلتزم البلديات بدعوة وزير البيئة محمد المشنوق لها، أمس، "لتحمل مسؤولياتها وتأمين مطمر لنفاياتها"، فإن أيام العيد وما يليها ستشهد مشهداً محزناً في شوارع العاصمة وعدد كبير من مدن وبلدات جبل لبنان، حيث ستتكدس النفايات تحت قيظ الصيف، ما ينذر بانتشار الحشرات والأوبئة، إذا لم يعالج الموضوع سريعاً.

وقد أوضح المشنوق لـ "السفير" أنه حان الوقت لتعتاد البلديات على إيجاد مطامر لنفاياتها، وقال إن الفترة الاستثنائية لا يفترض أن تتخطى الأسبوع أو الاثنين، أي ريثما يبدأ العمل في المطامر البديلة، وفقاً للاقتراح الذي تقدم به منذ أيام، ويقضي بتوزيع نفايات العاصمة وضواحيها على نحو عشرة مطامر موزعة على مختلف المناطق، مع الاستمرار في إرسال 600 طن من النفايات إلى مطمر الناعمة، بدلاً من نحو 3000 طن يستقبلها يومياً في الوقت الحالي.

 

هذا الاقتراح ووجه باعتراضات من البلديات التي يقترح المشنوق الطمر في مطامرها، عدا عن رفض القرى المتضررة من مطمر الناعمة والجمعيات البيئية لاستمرار طمر النفايات فيه، بغض النظر عن كميتها. كما أن الاقتراح الأخير (تحمّل البلديات مسؤولية طمر نفاياتها) لن يكون سهل التطبيق، خصوصاً في العاصمة والضواحي، التي تفتقد إلى القدرة على تخزين أو طمر نفاياتها.

واستكمالاً لتأكيد المشنوق فإن "سوكلين" ستستمر في تنفيذ عمليات الكنس والجمع والنقل في العاصمة وجبل لبنان، باستثناء الطمر، حيث ستعيد النفايات إلى البلديات بعد توضيبها ضمن بالات. وقال رئيس مجلس إدارة شركة "سوكلين" ميسرة سكّر لـ "السفير"، إن الشركة لن تتوقف عن عملها بالرغم من أن العقد الممدد معها ينتهي اليوم أيضاً. وأوضح أنه بالرغم من عدم طلب مجلس الإنماء والاعمار من الشركة الاستمرار في عملها، بسبب تعذر انعقاد مجلس إدارته قبل الاسبوع المقبل، فإن "سوكلين"، وانطلاقاً من مبدأ استمرارية المرفق العام، ستتحمل مسؤوليتها في جمع النفايات. لكنه، حذّر في المقابل، من أنه في حال تعذر الطمر، فإن مخازن الشركة لن تتمكن من استقبال النفايات لأكثر من يوم واحد، وهو ما يهدد بإبقاء النفايات في الشوارع.