شاعر الشؤون الاجتماعية  رشيد درباس يكتب ازمة الحكومة في قصيدة من ١١٨ بيتاً وفيها يعطي لكل وزير من زملائه حصة. وفي ما يلي القصيدة التي وزعها عليهم قبل ان تذهب الحكومة في "هدنة ما بعد العاصفة":

 

أغارَ "جبرانُ" غارَهْ

فَطارَ سَقْفُ الوِزارهْ

وحطَّ مِنْهُ "حسينٌ"

َنَيْزكٍ أَوْ شَرارَهْ

يصيحُ هيَّا ..هلُمُّوا

فالشرُّ ذرَّ أُوارهْ

جرود "عرسالَ" فيها

خلافةٌ .. وإمارهْ

قوموا نُحررْ حماها

مغَارةً فَمَغَارَهْ

صَبَارةُ القرِّ وَلَّت

ولم تحِمَّ الحَمَارَه

قال "الإمام" جهادا

فلنتَّبِعنَ خَيارَهْ

فَزَحْفُ تُدْمُرَ يُدْني

من بَعْلَبَكَّ حِصَارَهْ

قفا "بباخُسَ" نبكي

سَنَبْكِيَنَّ نِثارَهْ

"نهادُ" صوتٌ جهيرٌ

وطَلْعَةٌ ونَضَارَهْ

إذا تَنَحْنَحَ هْوَناً

أضْفى علينا.. وقارَهْ

يَخْتالُ مثْلَ قطارٍ

مَنْ ذا يُعيقُ قِطارَهْ

دُخانهُ يَتَلَوّى

رشاقةً .. واستدارَهْ

يقول آهٍ "حُسَيْناً"

أَلنجمُ ضَلَّ مدارَهْ

لقد ذهبتم بعيداً

خَلْفَ "القُصَيْرِ" وقارَهْ

"وزينبٌ" لَيْس تُسْبَّى

"يزيدُ" يَلْبَسُ عارَهْ

تكفيرْهُمْ ليسَ مِنَّا

وقد هَتَكُتُ شِعارَهْ

"وجعفرٌ" دام فينا

تاجَ "الإمامِ" وغارَهْ

ألفقهُ ليسَ احتراباً

بَلْ مُرتقىً واسْتنارَهْ

فَلْنُبرزِ الخُلْفَ حُرَّاً

وَلْنَحِسرَنَّ خِمارَهْ

إن كُنْتَ تُضْمرُ معنىً

لِمْ لا يُقالُ .. جَهارَهْ؟

"وأشرفُ العدل" أَفْضى

للسامعين سِرارَهْ

فشدَّ أوتارَ قَوْسٍ

والسَّهمُ شقَّ مسارَهْ

يَهسُّ هَسَّاَ خفيضاً

تَرجُّ مِنْهُ العِمارَهْ

فإن تَلَظَّى لهيباً

فالَحْزمُ زَانَ احمرارَهْ

وبيئةٌ عن يمينٍ

تُحيطُهُ بالحضارَهْ

"والثَّقْفُ" يَقْطُرُ لُطْفاً

لِكَيْ يُنَدِّي يَسارَهْ

"مشنوقُ" حَبْلُكَ وُدٌ

لا عقدةٌ واستدارهْ

ومُتْعَةُ الصّفوِ "روني"

بِحُبِّهِ أمَّارَهْ

يُزْجي الثقافةَ ذوقاً

ورسْمَهُ .. وإطَارَهْ

مِنْ مَكْمَنٍ وهدوءٍ

"جبرانُ" شَنَّ حِوارَهْ

حقوقُنا هَمَّشَتْها

شَراهةٌ.. وصَغَارَهْ

هل نحنُ درَّةُ جيدٍ

أمْ لؤلؤٌ في مَحَارَهْ؟!

هل نحن مِلْحٌ لشرق

كَعَهدِنا.. بالبِشارَهْ؟!

أم قد غَدَوْنا جميعاً

كَمُّونَهُ .. وبِهارَهْ

ليس "العديلُ" طريقاً

لِسُدَّةِ أو صَدارَهْ

لمِعْصَم الجيش يبقى

نِطاقَهُ .. وسِوارَهْ

كّمْ مُسْتغَيثٍ دعَاهُ

لِنَجْدَةٍ فَأَجَارَهْ

لَحِلْفِنا .. كَمْ مَدَدْنا

مِظلةَّ .. وسِتارَهْ

إَّنا "عِمادُ" صليبٍ

ومِشعلٌ ومَنارهْ

نِصْفُ البلادِ عديداً

وجُلُّها .. بالجَكَارَهْ

الصيفُ حَلَّ علينا

"والعمُّ" ملَّ انتظارَهْ

فمِرْجلٌ باتَ يَغْلي

بخَّ عَلَيْنا بُخارَهْ

مَجْلِسكمْ إِن تَوانى

وَلمْ يُصَدِّرْ قرارَهْ

فعطلةٌ .. لخريفٍ

وذاكَ أمْرُ الإدارَهْ

لكنَّ "مُقبلَ" أَرْغَى

وأزبَدَتْهُ الإثارَهْ

أنا "المشيرُ".. فَمَنْ ذا

سِوايَ .. يُعطي الإشارَهْ

وقائدُ الجيش سور

للأرزِ يحمي فَخارَهْ

فَمَنْ أرادَ بديلاً

فَقَدْ جَفَتْهُ .. البَصارَهْ

"برولي" قال " برولي"

فَلَمْ تَخُنْهُ .. العبارَهْ

يا قَيْصَرَ الحرب يوماً

وقَيْصرَ الرومِ تارَهْ

لا .. ليس يخشى ملاماً

من كان "أكرمُ" جارَهْ

"رمزي" خليلُ جُرَيْجٍ

ذو سُمْعَةٍ مَعْطَارَهْ

لنا يَظلُّ نقيباً

وللعَمُودِ فَقَارَهْ

وللمحاماة درعاً

بها يصون نُجَارَهْ

قد كان "لورداً" فأضحى

رفِيقَ "حزبٍ" وشارَهْ

فإن يَغِبْ بعضَ وَقتٍ

لِوعْكَةٍ أو زيارَهْ

حلَّ البديلُ علينا

فَمنْ يحُدُّ .. انتشارَهْ؟

فقزُّ "سجعانَ" يَحْلو

ديباجةً وغزارَهْ

لِسَانهُ ذو بيانٍ

مُرَجَرْحٍ بالغضارَهْ

في جَرَّةِ الضَّادِ أَرْيٌ

مِنْ إبرةٍ وعُصارَهْ

يُسايرُ الخصمَ بَدْءاً

يَلْتَصُّ مِنهُ ذِمارَهْ

يُدْني اليه ثِماراً

ولا يُنيلُ ثِمارَهْ

"فشاملٌ" مُسْتَحِقٌّ

وَقَدْ بَلوْنا اقْتِدَارَهْ

من بَعْدِ تشرينَ حتماً

أَيْ حينَ يَلْزَمُ دَارَهْ

يا وَيْحَ "آلانَط مِنْ ذي

فصاحةٍ وشطارَهْ

غَمَّ الكلامُ عليهِ

و"الصَّعب" قَضَّ جِوارَهْ

فقام يَهْتِف "سامي"

حتى يُداوي دُوَارَهْ

يا "وائلاً" وَصديقاً

وللحنانِ .. سِفارَهْ

كنت الطَبيبَ المداوي

من "حُرْقَةٍ" و"وزارهْ"

أَوْجَعْتَ جيبي عِلاجاً

مِنْ كُلِّ فِلْسٍ.. وبارَهْ

لكنَّ طَبْعَكَ عَذْبٌ

بِمَكْرِهِ .. والطَّهارَهْ

ذَرابةٌ في لسانٍ

بِقَافِهِ المسْتَخارَهْ

وبيتُ سرٍّ "لبيكٍ"

يؤَجِّجُ الهمُّ نارَهْ

مِنَ السويداء

في سوداء "الوليد" مرارَهْ

"وآل مَعْروفَ" نَهْبٌ

"لِنُصْرةٍ" وحَقارَهْ

يَرْتادُ ضَفَّةَ نهرٍ

قَدْ خَاضَ قَبْلُ غِمارَهْ

لا بُدَّ يوماً سَتُلْقي

لَهُ القرارَةُ ثارَهْ

صَارَ "الكمال" "رفيقاً"

وحمزةٌ مُستشارَهْ

وكُلًّهمُ في ديارٍ

تَسْمو على كُلِّ دارَهْ

أياً خليلاً نبيهاً

أهاجَرٌ بعد سارَهْ؟

طَبَبْتَ قوماً كثيراً

فَمنْ يُبَدِّلُ كارَهْ؟

أَحينَ صِرْتَ لمالٍ

تَطِبُّهُمْ .. بالعِطَارَهْ؟

وتُشْهِرُ العَجْزَ جَهْراً

أفاقةٌ .. وعَسَارَهْ؟!

والكيسُ مِلكُ يمينٍ

والتِّبْرُ يملا .. جِرارَهْ

بالصَّمْتِ تَنْأى بنفسٍ

وغمزةٍ وافتَرارَهْ

والرأيُ مِنكَ بريءٌ

كما تكونُ البِكارَهْ

أَذا الدهاءُ أصيلٌ

أمْ مِنَ سَبيِلِ الإعارَهْ؟ 

وَكَمْ لِمُطَّلِبٍ مِنْ

شَبيبَةٍ مَوَّارَهْ

في ملَعَبٍ طابَ عُشْباً

مِنْ خُدَعٍ وَعُكارَهْ

أليسُ نَفْحةُ عِطرٍ

تُهْدي الربيعَ اخْضَرَارَهْ

لكنَّ صَيْفاً ثقيلاً

أَلْقَى عَلَيْنا إزارَهْ

نَضيقُ غيظاً وقيْظاً

والحرُّ أَوْرى سُعَارَهْ

وفاضَ كَيْلُ "نبيلٍط

"مرَكيزِ" قَصْرٍ .. وحارَهْ

"أرتور" مصباحُ حبٍّ

لَكِنْ بِغَيْرِ إنارَهْ

وأكرمٌ ضاقَ ذَرْعاً

زِرَاعةً وتجارَهْ

 

لَسْنا نُصدرِّ شَيْئاً

والشعبُ عانى افتقارَهْ

وحَفْنَةٌ مِنْ  عليِّ

كانتْ تَرُمُّ جِدَارَهْ

غازي الغزاةِ بنوحٍ

والفُلْكِ يَغزو بِحارَهْ

يُعَبِّدُ الماءَ.. يبني

على الهواءِ مَطاَرَهْ

وَخَيْلُ فرعونَ خَبَّتْ

فَمَنْ يُشُقُّ غُبارَهْ؟

بين سلامٍ وحربٍ

فخامةٌ وجَسَارَهْ

وهاتفٌ صارَ صَمْتاً

وغادرته الحرارَهْ

لئِنْ تَبَدَّلَ صَحْنٌ

فالأكلُ ظَلَّ كُسارَهْ

يا بُطرساً من عريقٍ

وأكبراً عن جدارَهْ

لَطائفٌ أنتَ مِنهُ

فَمَنْ يُقيلُ عِثارَهْ؟

فنيشُ مسْكُ ختامٍ

يُعطي الكلامَ اعتبارَهْ

وكلُّ أمر عصيبٍ

يَحُلّهُ بإشارَهْ

الصَّبرُ طَبعُ سَلامٍ

لا غَفلةً وَغرارَهْ

وقدْ خَبِرْنا طويلاً

هُدُوءَهُ واصْطِبارَهْ

يُقول طولُ أناتي

سيفٌ يهزُ شِفارَهْ

لسنا تلامذةً في

حَضَانَةٍ بالإجارَهْ

فَجَدْوَلُ الضَربِ عندي

كما عِصِيُّ النظارَهْ

الأرضُ حنَّتْ الينا

والحقلُ تاقَ بِذارَه

فَلنكْشَحِ الليلَ عَنهُ

حتى يشُدَّ نهارَهْ

أَطَلْتُ فيكُمْ كلامي

دُعابةً لا اسْتِثَارَهْ

مقامُكُمْ لَسْتُ مِنْهُ

غِرِّيدَهُ وَهَزارَهْ

فأيُّ نوعٍ قريضي

ملاحمٌ أَم جِزارَهْ

شُنتْ على الحُكمِ غارهْ

فهلْ شَهِدنا فِرارَهْ

لَيْسَ البقاءُ بِربْحٍ

ولا الذَّهابُ خِسارَهْ