قال النائب مروان حمادة في ذكرى محاولة إغتيال الرئيس الياس المر:

"وكأنّ وحدة "المصير والمسار" التي رفعها النظام السوري شعاراً للعلاقة مع لبنان تحوّلت الى حملة إبادة جماعية وشخصية، وحّدت فعلاً مصيرَ ومسارَ شهداء ثورة الاستقلال الثاني.

أبرز هؤلاء أخ وصديق ونسيب وزميل في كلّ الازمان والاماكن والوقائع، شاءت الارادة الالهية وعطف ورعاية السيدة العذراء أن تُنقذَه، وأنا قبله بأشهر، ممّا دُبّر لنا.

إنّ الظلامية المحلية والمجاورة الاقليمية استهدفت الياس المر وهو في قمّة تألّقه، بعد تتويجه افضلَ وزير لداخلية لبنان، وفي أصعب مراحل تاريخنا، وترشيحه لمرحلة الإمساك بوزارة الدفاع في أدقّ حقبة من مستقبل لبنان. بين تاريخَين استُهدف ونجا الياس.

لماذا استُهدف؟ ألأنّه جعل من وطننا الأكثر أماناً والأدنى نسبة في إحصاءات الجريمة؟

ألأنّه أسَّس وحدات حماية وتحرٍّ واستقصاء وتدخّل هي اليوم وفي كلّ القطاعات الامنية الاكثرَ فعالية والافضل أداءً لحماية لبنان من كلّ الشبكات؟

ألأنّه رَفَع شأنَ وطننا فأضحى أكثر الدول تمايزاً بين أشقائه وأصدقائه، بل في العالم أسره وفي كلّ المحافل الإقليمية والدولية؟

ألأنّه تجاوز حدود الحرص على وحدة لبنان عندما تعرّض للتفتيت بين مكوّناته التائهة؟ أو لأنّه قادَ أولى الحملات الناجعة ضدّ الارهاب الناشئ، فلاحقه حتى في أوكار مَن كان "حاميها حراميها"؟

الياس المر، الرجل الصلب والصامت في آن، المؤمن والصديق الصدوق، دخل تاريخ لبنان عندما انضمّ الى الفريق المصرّ على المحكمة الدولية بعد تمادي الإجرام بحق زعماء البلد.

الياس المر، ردَّ لرفيق الحريري جميل علاقتهما الصافية والمنتجة، ولجبران تويني حبّهما للبنان المستقلّ، لعَلَمه المرفوع دائماً ولجيشه القوي.

الياس المر الذي أعطى العدالة مفهوماً تجاوز من خلاله كلَّ الاعتبارات العائلية الضيّقة، أفسح بصوته وموقفه قيامَ محكمة دَولية من اجل لبنان.

الياس المر استحقّ النجاة، ليحيا لبنان".