أكد رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون في كلمة له خلال تنظيم لجنة المالية في "التيار الوطني الحرّ" حفلاً لإطلاق "حملة تمويل مقرّ جديد للتيّار" في الرابية، "أننا عندما كنا في مرحلة الإبعاد كتبت رسالة إلى الشباب الذين يسمونهم جماعة عون وكأنّ بكلمة جماعة عون مذمّة لهم، في حين أنّ جميع العظماء في التاريخ كان لهم جماعات، ونحن فخورون بهذه التسمية، بعدها أطلقت على "جماعة عون" تسمية "التيار الوطني الحرّ" كي لا ينطبع كلّ شي بالأمور التي فعلتها، وبذلك يمكن للتيار أن يتابع التطوّر مع الزمن من دون أن يأخذ طابعاً شخصياً، مشيراً الى انه وبالعودة إلى نص الرسالة، فقد طلبت منهم يومها أن يبحثوا عن مليون مواطن يتبرّع كلّ منهم بدولار واحد لدعم القضية بدلاً من البحث عن شخصٍ واحد يتبرّع بمليون دولار، لأنّه سيتمكّن عندها من الاستئثار بالقضيّة وبيعها ساعة يشاء حاصداً الكثير من الأموال. ولفت عون الى "اننا ما زلنا حتّى اليوم، نسير في هذا الأسلوب، بكلّ شفافيّة وفخر ووضوح، فمنذ فترةٍ وجيزة، طال "الويكيليكس" الجميع سياسياً ومادياً إلاّ "التيار الوطني الحرّ"، الذي بقي خارج كلّ تلكَ الحسابات، ولذلك أطلب دائماً من أبناء التيار أن يسيروا مرتفعين عن الأرض، لأن ليس هناك ما يثقلهم، فلا عمالة علينا ولا عمولة في جيابنا ولا على ضميرنا دم. ولفت الى أن "أنتم من يحمينا، وذلك عندما تساعدونا في تحمّل أعباء الحزب الذي يناضل نهاراً وليلاً للدفاع عن حقوق المواطنين في صورة عامة، كما وانّنا نتعرّض اليوم لمحاولة للسيطرة على حقوق المسيحيين من خلال حرمانهم من تعيين من يمثلّهم في مراكز السلطة، وهذا الإلغاء للمراكز المسيحية القوية القادرة على تثبيت المسيحيين، معناه إلغاء للمراجع المسيحية"، مشيراً الى أن "المسيحيين كانوا قد تعذّبوا كثيراً من هذا الأمر أثناء غيابنا في فرنسا من هنا، فإنّ هذا الأمر يجرّ الكثير من المواطنين لكي يتركوا الوطن، إذ لا يجدون المراجع التي تساعدهم على تحصيل حقوقهم في بلدٍ يسوده الفساد". وأوضح عون "اننا حضرنا عدة حفلات بهدف التمويل الذاتي في أميركا، حيث يتمّ الدفع بالدولار مباشرةً"، مشيراً الى ان "ما نريد أن نقوله هو أننا لم نرغب بأن تدفعوا شيئاً لا يكون لكم فيه ذكرى، لا سيّما في موضوع الليرة والسيارة، وأموراً أخرى قد نقوم بها في المستقبل لكي تكون هذه الذّكرى محفورة معنوياً في الذاكرة، ومادياً أيضاً". واعرب عن فخره بداعمي التيار "لأنكم أنتم من تحفظون التيار الوطني لكي يبقى حرّاً وسيّداً ومستقلاً تماماً كما هو مكتوب على الوجه الآخر للّيرة الذّهبية: سيادة، حرية، استقلال"، لافتاً الى أن "هذا ما كان عليه شعارنا، وهو لا يزال كذلك، لأن الحفاظ على الاستقلال أصعب بكثير من الحصول عليه، خصوصاً في هذه الأيام، وقد فضح ويكيلكس هذا الأمر، فقد سمعنا البعض يطلبون إذناً من دولة لكي يزورون دولةً أخرى، كما سمعنا البعض يسأل عواصم معيّنة ما عليهم قوله على طاولة الحوار وبماذا يمكن أن يطالبوا لطوائفهم". وأكد عون ان "هذا هو ما نحاربه نحن، لأننا إذا لم نستطيع أن نجمع الوطن ضمن فكرة موحدة وعنفوان معين، ونفهم الجميع معنى السيادة والحرية والاستقلال، فسنبقى في مجتمع ببغائي نردّد فيه الكلمات من دون أن نفهم معناها، وكيفية تطبيقها العملي على شروطنا بالوطن وحفظه".