قال وزير العدل، اللواء أشرف ريفي، "لقد شهدنا منذ أيام، مؤامرة من نوع جديد، حيث استثمر من تعرفونهم جيدا، خطيئة مؤسفة ارتكبها أفراد من قوى الأمن الداخلي في سجن رومية، هذه الخطيئة التي كان لنا منها موقف جذري وفوري، باحالة المرتكبين الى القضاء، كي ينالوا القصاص العادل على ما فعلوه بحق السجناء، ويخطئ من يظن أن فتح التحقيق القضائي كان فقط بداعي تحمل المسؤولية، بل كان واجبا أخلاقيا وانسانيا، واداة ردع لكل من تسول له نفسه تخطي القانون، واستعمال موقعه، لفرض شريعة الغاب على المجتمع والدولة ومواطنيها أكانوا سجناء ام غير سجناء".

تابع ريفي، خلال مأدبة إفطار لرجال الأعمال وتجار مدينة طرابلس أقامها في منتجع الميرامار، "عهد علينا ألا يتكرر هذا الانتهاك، تحت اي ظرف كان، وعهد علينا أن ينال المتورطون العقاب العادل، وأن يصل التحقيق الى كشف كل المتورطين. عهد علينا ان نبذل كل جهد لمنع تكرار ما حدث في سجن رومية، وأن نعمل على اتخاذ كل الاجراءات، لضبط ما يجري في هذا السجن وفي غيره من السجون"، مشددا على ان "التزام اجهزة الدولة في تطبيقها القوانين بحق المخالفين، يجب أن تتم على قياس معايير احترام حقوق الانسان، بما يليق بلبنان واللبنانيين".

وراى أن "تورط عدد قليل من عناصر قوى الأمن في هذه الاعمال المشينة، هذا للأسف خطأ معزول لا تتحمل مسؤوليته مؤسسة قوى الأمن، ولا شعبة المعلومات، وستبقى هذه المؤسسة دائما على صورة ومثال شهدائها الكبار، وفي طليعتهم اللواء الشهيد وسام الحسن والرائد الشهيد وسام عيد وسائر الشهداء، ولن تؤدي المحاسبة القضائية والمسلكية لمن مارسوا هذه الاعمال الا لزيادة منعة قوى الامن الداخلي، والا لمزيد من الاشراق في صورتها، كما عرفها اللبنانيون في كل ما قدمته من انجازات كبيرة."

اضاف: "اما لمن تعمدوا تسريب هذه الاشرطة في هذا التوقيت بالذات في الايام الاولى من هذا الشهر الفضيل فنقول: ان أهدافكم الخبيثة من وراء هذا التسريب قد أفشلناها وأفشلها أهلنا بحكمتهم ووعيهم، وما قمتم به بدأ يرتد عليكم".

وشدد ريفي على انه "لن يستطيع اي كان لا أنتم ولا من يشبهكم،أن يستدرجنا كي نتشبه به، فنحن اهل الدولة والمؤسسات، نحن ابناء مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نحن ابناء مشروع لبنان أولا، نحن ابناء انتفاضة الاستقلال، التي عززت قيم التمسك بالدولة والعيش المشترك، وقيم النظام الديمقراطي، والاحتكام للغة السلام، بعيدا عن العنف الذي تمارسونه انتم واشباهكم الدواعش".

واكد "اننا نحن ابناء التجربة اللبنانية، تجربة العيش المشترك. مهما فعلتم، مهما اغتلتم، مهما نفذتم من سابع او سبعين ايار، فلن تستدرجونا كي نشبهكم. نحن لا نريد تدفيع أهلنا ثمن الدم، بل نريدهم ابناء للمستقبل".