حكومياً، لا جديد «تحت شمس» التعطيل وإشعاعاته السامة الفتاكة ببنية الدولة وبإنتاجية مؤسساتها، ما دفع رئيس مجلس الوزراء تمام سلام إلى عدم دعوة المجلس للانعقاد أمس كما درجت العادة كل سبت وذلك للأسبوع الثاني على التوالي «لمزيد من التريث وإفساحاً في المجال أمام استكمال الاتصالات» وفق ما أوضحت مصادر حكومية لـ«المستقبل»، في وقت عبرّ رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن مؤازرته السياسية للجهود التي يبذلها رئيس الحكومة في سبيل إعادة مجلس الوزراء إلى سكة العمل والانتاج بالقول لـ«المستقبل»: أنا والرئيس سلام «بالهوا سوا». أما على صعيد مستجدات الأحداث على جبهة التصدي للفتن ومشاريعها الدموية، فقد برزت أمس الزيارة التي قام بها وفد كتلة «المستقبل» برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة إلى كليمنصو للإعراب باسم الرئيس سعد الحريري وباسم الكتلة، رئيساً وأعضاءً، عن التعزية بضحايا «الجريمة المشبوهة» التي وقعت في بلدة «قلب لوزة» في ريف إدلب، وعن تقدير «الدور الوطني الكبير» الذي يلعبه زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط في مواجهة التحديات، وسط تأكيد مشترك على «الجوامع الوطنية والعربية» المتينة بين الجانبين.

وإذ نوّه السنيورة بعد اللقاء بتعالي جنبلاط على «الجراح الكبيرة»، دعا في المقابل الجميع إلى «التصرف بمسؤولية وحكمة وروية والابتعاد عن النفخ في نيران الفتنة» في هذه المرحلة الحرجة التي يمرّ بها لبنان والمنطقة، متعهداً باسم الحريري وباسم كتلة «المستقبل» أن «نبقى صامدين معاً إزاء هذا الكم الكبير من التحديات والمشكلات». في وقت أعرب جنبلاط باسمه «وباسم العرب الدروز في لبنان» عن الشكر للرئيس الحريري و«تيار المستقبل» لمواساته في هذه المحنة، وأردف: «كما قال دولة الرئيس السنيورة، سنبقى فوق المحنة من أجل الوحدة الوطنية، من أجل التأكيد على الجوامع الوطنية والعربية أياً كانت قساوة الظروف والجراح، وسنصمد في وجه المؤامرات التي تمزق العالمين العربي والإسلامي».

بري

بالعودة إلى أزمة التعطيل التي تعصف بالمؤسستين التشريعية والتنفيذية، فقد أبدى الرئيس بري بالغ استيائه لاستمرار هذه الأزمة، قائلاً لـ«المستقبل»: أنا متمسك بموقفي في موضوع الحكومة، لكنني أتروّى في مقاربة الموضوع تماماً كما يتروّى الرئيس سلام، فأنا وإياه «بالهوا سوا».

وبينما أعرب عن أمله واعتقاده أن تتم مناقشة مسألة الأزمة الحكومية خلال جلسة الحوار غداً في عين التينة بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، شدد بري على ضرورة اجتراح الحلول للخروج من هذه الأزمة وقال: «لا يجوز أن نجمّد البلد، علينا إيجاد حل لاستعادة عمل الحكومة ولعودة التشريع في المجلس النيابي كي نستطيع أن نصل إلى رئاسة الجمهورية»، وأردف مضيفاً: «ما حدا ناسي الرئاسة» أنا والرئيس سلام حريصان أكثر من الكل على هذا الموضوع». وفي معرض تشديده على وجوب «فتح دورة استثنائية» في المجلس النيابي، سأل بري: «كيف يعني؟ شو منعمل بالقضايا الملحّة في البلد؟». 

وعن موقفه إزاء تداعيات حادثة «قلب لوزة» في إدلب، قال بري: «المشكلة لا تتعلق بدروز سوريا فحسب بل بالشعب السوري كله، وأنا خائف على سوريا كلها».

ورداً على سؤال حول إشادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بالرئيس نبيه بري «العاقل والحكيم»، أجاب: «بلغتْني تحية العاهل السعودي في حينه، ورددت عليها عبر السفير السعودي علي عواض عسيري».