الرغم من «الصمت الرهيب» الذي يلف الاتصالات الدائرة لالتماس مخرج للمأزق الذي وضع فيه النائب ميشال عون نفسه والحكومة ولبنان، فإن أربع لاءات انتصبت من أجل حصر ذيول هذا المأزق والحؤول دون احداث ثغرة ينفذ منها «التأزم الناري» في المنطقة إلى الداخل اللبناني:
1- لا تكرار لجلسة الخميس في 4 حزيران الجاري والتي كادت تتحوّل إلى مشهد عبثي، انشطاري، ينسف الثقة المتكونة لحكومة الرئيس تمام سلام خلال سنة وبضعة أشهر من تشكيلها.
2- لا استعجال قبل استنفاد الاتصالات الجارية لتدوير الزوايا، والبحث عن مخرج يفتح الطريق امام تراجع التيار العوني، بما يعني إمكان وضع التعيينات الأمنية على جدول مجلس الوزراء في أيلول المقبل.
3- لا استمرار بالتريث آلى ما لا نهاية، فالرئيس سلام «يمهل ولا يهمل، وهو يملك صلاحيات نص عليها الدستور»، وفقاً لما أعلنه وزير الإعلام رمزي جريج الذي أضاف ان وزراء اللقاء التشاوري مصرون على منع تعطيل مجلس الوزراء، مطالباً الرئيس سلام بتوجيه دعوة إلى جلسة قريبة لمجلس الوزراء، لأنه من غير المسموح ضرب مصالح النّاس عرض الحائط.
وإذا كانت مصادر وزارية تستبعد عقد جلسة لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل، بحسب ما اشارت «اللواء» أمس، فإن الأسبوع الذي سيليه سيقرر موعد الجلسة.
4- لا لتعطيل عمل الحكومة والوزراء الذين يسافرون ويعقدون الاجتماعات ويتابعون العمل على رأس وزاراتهم، فالوزيران العونيان جبران باسيل والياس بو صعب يتحركان بين كندا وباريس وبيروت، ووزير الكتائب آلان حكيم يغادر الأربعاء إلى إيطاليا للمشاركة في معرض ميلانو.
«قلب لوزة»
وسط هذه الصورة الحكومية، تستمر الاتصالات بين الأطراف لترتيب البيوت المحلية، فيما تكتسب زيارة رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة مع وفد من الكتلة لرئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط في كليمنصو مساء اليوم، أهمية خاصة، حيث سيحضر حادث «قلب لوزة» كبند على طاولة البحث، في وقت يتوجه فيه وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى تركيا الأحد لاجراء محادثات لحصر ذيول وتداعيات تلك الحادثة من خلال تدخل أنقرة بما لديها من نفوذ لمنع حصول احداث مماثلة «للحادث الفردي» الذي وقع في هذه البلدة وذهب ضحيته عدد يتراوح بين 20 إلى 30 شهيداً من الدروز.
ويأتي إيفاد أبو فاعور من قبل النائب جنبلاط في سياق دعوته «لمعالجة الأمور بهدوء، لأن المعالجة السياسية تستوجب الاتصال بالقوى الإقليمية المحيطة وهذا ما سأفعله بما يتعلق بشمال سوريا».
وأكّد جنبلاط رداً على سؤال، بعد الجلسة العامة الاستثنائية للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، والذي غاب عنه الوزيران السابقان الأمير طلال أرسلان ووئام وهّاب الذي احتشد أنصاره خارج قاعة الاجتماع هاتفين للمواجهة وحمل السلاح، «انه تلقى اتصالات من الرؤساء نبيه برّي وسعد الحريري والسنيورة ومن المفتي عبد اللطيف دريان ومسؤولين لبنانيين، معلناً رفضه استغلال الحادثة لتأجيج المشاعر مع أهل حوران، مؤكداً ان لغتنا واحدة، وهي الحفاظ على استقرار الدولة، وأن الهيجان لن يقدم أو يؤخر، داعياً إلى رؤية الصورة الكبرى، مكرراً ان ما حدث هو حادث فردي سنعالجه ان شاء الله».
مكانك راوح
إلى ذلك، أبلغت مصادر وزارية «اللواء» ان هناك ميلاً لدى الرئيس سلام بالتريث للدعوة لانعقاد مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، مشيرة في الوقت نفسه، إلى ان الاتصالات ما زالت قائمة، وأن ما يهم الرئيس سلام عدم الوصول إلى الحائط المسدود أو تكرار المشهد الذي ساد الجلسة الماضية.
ولاحظت هذه المصادر وجود أجواء توحي بالإيجابية من خلال مواقف وزيري التيار العوني، بشأن عدم وجود قرار بالاستقالة، متوقعة بروز أمر ما الأسبوع الذي يلي المقبل يُشجّع الرئيس سلام على الدعوة إلى جلسة يوم الخميس في 25 حزيران الحالي، بحسب ما توقع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» أمس.
وعن مصير الاتصالات الجارية لمعالجة الوضع الحكومي قال وزير العمل سجعان قزي لـ«اللواء» أن هذه الاتصالات ما تزال تدور في مكانها بالنسبة لموقف العماد عون من موضوع تعيين قائد الجيش، ولكن ما يمكن أن يحصل هو ليونة بالنسبة إلى انعقاد مجلس الوزراء، وهذا ما يراهن عليه الرئيس سلام ويعوّل على اتصالاته، والوساطات التي يقوم بها بعض القادة من أجل فتح ثغرة سياسية تؤدي الي معاودة اجتماعات مجلس الوزراء قريباً، لكن حتى الآن لم توجه دعوة للاجتماع، ولا تمّ توزيع جدول أعمال، علماً أن جدول الجلسة السابقة لا يزال صالحاً في حال انعقد، وهو أمر لا توجد في شأنه مؤشرات حتى الآن.
أضاف: أعتقد أن مصير الحكومة يجب ألا يكون رهن مزاجية هذا الفريق أو ذاك، ونأمل أن يتخذ الرئيس سلام القرار المناسب، لأن الخضوع للابتزاز يُسيء إلى مصلحة البلاد.
جلسة الحوار 13
في هذه الأثناء، وعشية الجلسة الثالثة عشرة للحوار بين المستقبل و«حزب الله» التي ستعقد في عين التينة الثلاثاء المقبل، أوضح عضو وفد المستقبل النائب سمير الجسر لـ«اللواء»، «أننا ما زلنا مصممين على متابعة الحوار والالتزام به، لأننا نعتقد أن الضرورة الوطنية تحتم استمرار هذا الحوار».
ولفت إلى أن «هذه الضرورة تحتم أيضاً أن نتكلم في الجلسة المقبلة بكل الأمور التي استجدت بين موعدي الجلستين السابقة والمقبلة»، في إشارة إلى ملفات ثلاثة ستطرح وهي عرسال وتعطيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية في ضوء تصريحات نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم حول إما انتخاب العماد ميشال عون أو الفراغ.
وفي السياق، أكد عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري لـ«اللواء» أن كلام الشيخ قاسم وما صدر عن مسؤولين آخرين في الحزب سيطرح على طاولة الحوار الثلاثاء، متهماً الحزب بأنه يمثل أجندة إيرانية، «لكن رغم ذلك فإن جهودنا منصبة لإقناع الحزب بأهمية أن يعود إلى لبنانيته والعمل على حل القضايا العالقة وفي مقدمها الموضوع الرئاسي»، مشيراً إلى «أن ملف عرسال بند دائم على جدول الحوار باعتبار أنها منطقة لبنانية يتولى الجيش حمايتها ونرفض أي اعتداء عليها».
«نسر عرسال»
أمنياً، وجه الجيش اللبناني ضربة جديدة إلى المجموعات الإرهابية مع نجاحه في توقيف أحمد عبد الله الأطرش الملقب بـ«نسر عرسال»، عند حاجز اللبوة - عرسال، بعدما نفذت مخابرات الجيش كميناً نوعياً انتهى بتوقيفه برفقة شخص لبناني.
والأطرش من مواليد العام 1989 وينتمي لمجموعة سامي الأطرش و«أبو عبد الله العراقي»، وهو ممن كانوا يتولون الاشراف على تفخيخ السيّارات وإرسالها إلى المناطق اللبنانية والتي انفجر بعضها وضبط البعض الآخر، من بينها تفخيخ سيّارة المعمورة قبل إحباط هذه العملية وعلى تفخيخ سيّارات الهرمل الثلاث.