لا تزال الساحة السياسية اسيرة المد والجزر الحكومي الذي يتكسر عند "ابواب تريث" رئيس الحكومة تمام والذي يبقي ابواب السراي مشرعة للاخذ والرد لايجاد مخارج تمنع تعطيل جلسات الحكومة، في حين بقيت جبهة جرود عرسال على حماوتها مع تسجيل تقدم جديد لحزب الله في الجراجير بينما بقيت مجزرة قلب لوزة في ادلب حاضرة في مواقف وتصريحات وحراك قادة الموحدين في لبنان سياسياً ودينياً.
حكومياً يواصل ثلاثي بري – سلام – جنبلاط جهده المشترك لتحقيق خرق في جدار الازمة الحكومية التي باتت أمرا واقعا. الا ان هذه المساعي تصطدم حتى الساعة بتشبث "التيار الوطني الحر" مدعوما من حليفه "حزب الله" بمعادلة "التعيينات الامنية أو لا جلسة".
وفي وقت سجلت زيارة لقائد الجيش العماد جان قهوجي الى عين التينة امس، نقل زوار الرئيس نبيه بري عنه استغرابه للتعطيل العقيم للمؤسسات، وتأكيده ان الاوان آن للانتقال الى وسائل اخرى تكون أنجع، مشيرا الى انه جاد في مساعيه الى جانب سلام لوضع حد لحالة الشلل التي تتحكم بالمؤسسات. وبما ان الشيء بالشيء يذكر، اعتبر وزير سابق عبر "المركزية"، ان التمديد اذا كان عدوانا على الدولة، فان التعطيل عدوان أكبر.
في سياق آخر وفي خطوة بالغة الدلالات في مضمونها وتوقيتها، أجرى السفير السعودي علي عواض عسيري اتصالا هاتفيا بكل من رئيس تكتل "التغيير والاصلاح " النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لتهنئتهما ببيان "اعلان النيات" الذي توج المرحلة الاولى من الحوار بين الفريقين المسيحيين.
من جهة ثانية بلغ الاستنفار الدرزي في اعقاب تطورات "قلب لوزة" أوجه، حيث واصل جنبلاط حركته لتطويق الحادثة ، واعلن بعد الاجتماع الاستثنائي للمجلس المذهبي عصرامس "ان الحادث كان فرديا وسأعالجه بالسياسة وأي هيجان يعرض دروز سورية للخطر"، داعيا الى معالجة الأمور بهدوء. اما النائب طلال ارسلان، فشدد على ان "كل تحريض مذهبي أو طائفي من خلفية مذهبية أو طائفية هدفه سفك دماء الدروز والمسلمين"، مؤكدا ان "من يعتدي على جبل العرب سوف تكون مقبرته في جبل العرب والدروز ليسوا مختلفين مع أحد في السويداء".
وفي اطار عملياته العسكرية في القلمون، سيطر "حزب الله" امس على جبل شميس الحصان وجبل صدر العروس في منطقة جرد الجراجير، اضافة الى قرنة شعاب النصوب وقرنة ابو حرب وقرنة سمعان.
رئاسياً اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال ترؤسه قداسا في بكركي بمناسبة زيارة تمثال سيدة فاطيما لبنان، ان "عدم انتخاب رئيس للجمهورية يعطل المجلس النيابي ويعطل الحكومة ويشل التعيينات في المؤسسات العامة ويبيح استباحة الدستور ".