توقفت اوساط سياسية مراقبة عند ابعاد اتصال سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري برئيس تكتل "التغيير والاصلاح " النائب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لتهنئتهما ببيان "اعلان النيات" الذي جاء ثمار المرحلة الاولى من الحوار بين الفريقين المسيحيين بعد ثلاثة عقود من الجفاء والخصام والصراع الذي بلغ الحد الدموي في بعض المراحل.   واكدت لـ "المركزية" ان الاتصال يختزن في مضمونه ابعادا واسعة بخاصة انه لم يقتصر على طرف دون الاخر بل شمل الجانبين على اختلاف توجهاتهما واصطفافهما السياسي، بما يعكس رغبة المملكة بتظهير وجهة دعمها للبنان الدولة وليس الافرقاء السياسيين وتأييدها الدائم للمنطق الحواري ولغة التواصل كسبيل وحيد لحل الخلافات ، وهي التي لعبت دورا محوريا في وضع حد للحرب الاهلية في لبنان والتأسيس لدستوره الجديد باستضافتها مؤتمر الطائف في العام 1989.   واعتبرت المصادر ان تهنئة المملكة للزعيمين المسيحيين على انجازهما " التاريخي" تؤشر الى مدى اهتمامها بالاستقرار في لبنان وتأييد كل خطوة من شأنها ان تعززه، بعيدا من الانقسامات والحسابات السياسية لكل فريق، وهي بعدما رحبت بحوار المستقبل - حزب الله في انطلاقته ، تؤيد اليوم الحوار المسيحي الذي ارخى باجواء انفراجية على مستوى الشارع، في موازاة الدعم العسكري اللا محدود للجيش اللبناني وسائر الاجهزة عبر هبتي الثلاثة مليارات والمليار دولار وهي الاسخى في تاريخ تقديم الهبات الخارجية للمؤسسة العسكرية مع حرصها المطلق على ان يسلك "الدعم" مساره عبر مؤسسات الدولة وليس عن طريق أي فئة او فريق سياسي، خصوصا ان الهبتين جاءتا في توقيت بالغ الاهمية في خضم المواجهات التي يخوضها الجيش مع المسلحين التكفيريين والارهابيين على حدوده الشرقية ، بعدما كان العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز شهر سلاح مواجهة الارهاب والتطرف في بيانه الشهير واعتبر أن الإرهاب بكل ما يحمله من دمار وخراب سيصل إلى أوروبا وأمريكا ما لم يتحد العالم لمحاربته بما يستحقه من توفير الوسائل القادرة على مواجهته بالقوة والعقل وبالسرعة اللازمة حتى لا يصل إلى المستوى الذي تضيع فيه فرصة القضاء عليه.   ودعت المصادر الى عدم تفسير الاتصال بالزعيمين المسيحيين في اي اتجاه خارج التهنئة ببيان اعلان النيات لان المملكة وكما اعلنت على لسان اكثر من مسؤول فيها، لا تقف مع مرشح رئاسي ضد أخر ولا تفضل شخصية على أخرى وتدعم اي رئيس يتفق عليه اللبنانيون في ما بينهم، وان وجل ما تصبو اليه توفير الاستقرار السياسي والامني في لبنان لينعم المواطنون بحياة هانئة، بعيدا من الانغماس في وحول الازمات الدموية المحيطة بهم في المنطقة، وهي لا تألو جهدا في سبيل تذليل العقبات التي تعوق انتخاب رئيس للبلاد وتبدي تعاونا كبيرا مع جميع من يراجعها في الملف من مسؤولين دوليين في اطار المبادرات الهادفة الى وضع حد للفراغ الرئاسي، لا سيما تلك التي تقودها فرنسا بالتنسيق مع الفاتيكان والولايات المتحدة الاميركية والتي دخلت على خطها أخيرا روسيا على اثر زيارة الرئيس سعد الحريري اليها واجتماعه مع الرئيس فلاديمير بوتين متمنيا عليه التحرك في هذا الاتجاه وتوظيف العلاقات مع الدول المؤثرة في المنطقة لانهاء الازمة التي دخلت عامها الثاني.