كشفت مصادر دبلوماسية لـ"الشرق الأوسط" تفاصيل مشاورات المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف، والمستمرة منذ أسابيع.

وأكدت المصادر وجود فجوات في الرؤية، ليس فقط بين الجهات الداعمة للنظام السوري مثل إيران وروسيا من جهة ومجموعة أصدقاء الشعب السوري و"نواتها الضيقة" من جهة أخرى، بل داخل المعسكرين نفسيهما، وذلك حول نقطتين أساسيتين: مصير الرئيس الأسد وأولويات الحرب القائمة في هذا البلد. وفي المقابل، فإنها سلطت الضوء على وجود "توافقات" تتناول بقاء بنية الدولة السورية وتلافي تقسيمها، خصوصا التركيز على الحاجة لمحاربة التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش.

وأشارت المصادر التي اطلعت على مضمون المحادثات الى أن موقف الولايات المتحدة ما زال يتميز بـ"التحفظ" لجهة رحيل نظام الأسد الذي ما زالت الإدارة الأميركية ترى فيه "رافدا" في الحرب التي تقوم بها في العراق وسوريا على داعش. أما الهاجس الأكبر لواشنطن، وهو ما عبر عنه كذلك المندوب البريطاني الذي التقى دي ميستورا، فهو وقوع العاصمة دمشق بأيدي داعش.

بالمقابل، فإن مصادر أخرى في العاصمة الفرنسية ترى أن التطورات الميدانية المتمثلة بسقوط "قلاع" حصينة للنظام الذي تتراجع رقعة المساحات الجغرافية التي يسيطر عليها "ستدفع بالدبلوماسية الأميركية إلى تغيير نهجها، لأن النظام لم يعد قادرا على الصمود، وبالتالي يتعين على واشنطن أن تبلور خططا أخرى".

وتفيد هذه المصادر للصحيفة ذاتها بأن "الرياض وأنقرة والدوحة وباريس وغيرها من العواصم لا تتبنى المقاربة الأميركية" رغم دعوتها إلى "عدم الاستهانة"، بما بقي للنظام من قوات ودعم.