أصدر المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص أمرا عاما لمناسبة العيد الرابع والخمسين بعد المئة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، هذا نصه:

"نستقبل اليوم الذكرى الرابعة والخمسين بعد المئة لتأسيس قوى الأمن الداخلي، ومنطقة الشرق الأوسط أشبه ببركان ثائر، تتفجر فوهاته في أكثر من بلد عربي، تتمثل حممه الجارفة بصراعات فئوية ومذهبية مقيتة، تفتك بالبشر وتدمر الحجر. صراعات لم تكن بمنأى عن التدخلات الخارجية، استعملت فيها ولا تزال أفتك الأسلحة، وتمارس فيها أبشع صور القتل الممنهج وغير الممنهج، الذي يستهدف الأبرياء بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو السياسية.

ولبنان في ظل هذه التحولات التي تجري من حوله ليس على ما يرام، بل يعاني من انقسامات سياسية حادة، وخلل في بنيانه السياسي، إذ ثمة شغور في بعض المراكز الهامة، وتعثر في عمل بعض المؤسسات الدستورية، كل ذلك في ظل أخطار خارجية محدقة بنا. هذه الظروف البالغة الحساسية، تملي على المؤسسات العسكرية والأمنية البقاء على أهبة الإستعداد لمواجهة المخاطر التي تتربص بلبنان، خارجية كانت أم داخلية.

وإذ نستذكر ككل عام في التاسع من حزيران "عيد قوى الأمن الداخلي"، فهو بالنسبة إلينا محطة للتأمل ولنقد الذات، نحتكم فيها إلى أنفسنا وضمائرنا لتقييم أدائنا في المرحلة السابقة، من خلال تبيان النجاحات التي حققناها، والإخفاقات التي منينا بها إن وجدت، ودراستها في ظل الظروف والمعطيات التي تزامنت مع كل منها، لاستثمار عوامل النجاح.

ولا يسعنا في ذكرى عيد قوى الأمن الداخلي، إلا أن نستذكر شهداءنا الأبرار الذين لم يبخلوا على الوطن بدمائهم، إذ أعطوا حيث يعز العطاء، فمنهم نستمد العزيمة، ومنهم نستلهم مفهوم التفاني، ومنهم نتعلم معنى التضحية".