دعا وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش جميع اللبنانيين إلى أن "يلاقوا إنجازات المقاومة بمزيد من التحصين للوضع الداخلي، لأن البلبلة المفتعلة والتشكيك المتعمّد الذي لا يخفي أغراض ودوافع المشككين قد انتهى، كما أن الحكومة قد حسمت أمرها واتخذت قراراً بدخول الجيش إلى بلدة عرسال بمشاركة جميع القوى السياسية الأساسية، وهو ما كنّا نطالب به دائماً، لأننا لم نفكر يوماً ولم ندعو إلى دخول المقاومة لبلدة عرسال، ولم يصدر عنا في يوم من الأيام ما يشير إلى هذه النيّة، لأن هذا الأمر مطلوب من قيادة الجيش اللبناني التي ينبغي أن تنفّذ هذا القرار وتحدد وسائل تنفيذه، فيما المقاومة ماضية في ملاحقة الجماعات التكفيرية في الجرود، ولن تتوقف عن ذلك حتى يصبح لبنان بمأمن كامل من خطرها"، معتبرا أن "انجازات المقاومة هي فرصة ثمينة يمكن لكل اللبنانيين الاستفادة منها حتى يصبح لبنان بمنأى عن تداعيات الصراع ومشاريع الفتنة والتقسيم بشكل كامل، وعن الرهانات التي أرادت أن توظف هذه الجماعات لإسقاط موقع المقاومة ودورها، وكذلك ينبغي على اللبنايين أن يبنوا على إنجازات المقاومة ليتحقق التكامل بين دور الجيش والمقاومة واحتضان الشعب لهما كما تحقق في مواجهة المشروع الصهيوني".

وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه "حزب الله" لمناسبة مرور أسبوع على استشهاد حسين محسن سلمان وأحمد رضا سلمان في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، رأى الوزير فنيش أننا "نمرّ اليوم في أزمة ممارسة سياسية قد تؤدي إلى شلل كامل في المؤسسات من خلال تعطيل الحكومة بعد تعطيل المجلس النيابي والشغور الرئاسي، وهذا أمر لا ينبغي التعامل معه بتجاهل ولا بخفّة، لأن هناك مطلب وشعور عند فئة من اللبنانيين من خلال ممثليهم بأن هناك غبناً لحقوقهم، وتعمّداً بعدم ملء المواقع التي تخص هذه الفئة والشريحة العزيزة من اللبنانيين، وهذا أمر لا يجوز أن يستمر بغض النظر عن اختلاف المواقف والتباينات السياسية وعن كيفية إدارة الشأن العام، فتعطيل المؤسسات فيه ضرر بالغ على مصالح كل اللبنانيين، ويتحمّل مسؤوليته كل من يدير ظهره لهذه المطالب المشروعة، ويتنصل من تعهداته ولا يلتزم بما يتوصل إليه الحوار الثنائي أو المتعدد الأطراف"، داعياً جميع اللبنانيين إلى "التعامل مع هذه الأزمة والمشكلة بكل جدية لإيجاد الحلول حتى لا تطول ويتسبب البعض بالمزيد من الإضرار بمصالح لبنان واللبنانيين".

وأكد الوزير فنيش أنه "في الوقت الذي تتحمل فيه المقاومة اليوم مسؤوليتها في التصدي لخطر التكفيرييين، فإنها في جهوزية تامة لمواجهة خطر العدو الصهيوني الذي يهددنا اليوم من أجل رفع معنويات شعبه وزرع الطمأنينة في نفوسهم من خلال مناوراته الأخيرة، وهو يعلم أن ما بلغته المقاومة اليوم من قوة وخبرة واقتدار يجعله غير قادر على التفكير بممارسة العدوان على هذا البلد، وإذا كان يهددنا بتهجير مليون ونصف المليون لبناني من أراضيهم، فإن المقاومة قادرة على تهجير ملايين الصهاينة، وهذه حقيقة يعلمها العدو وليس فيها مبالغة، وعليه فإننا لن نعطي اهتماماً لمثل هذه التهديدات الجوفاء، فالمقاومة رغم انشغالها في جبهة أخرى هي على يقظة وجهوزية وسهر دائم، ولا يغيب بصرها لحظة واحدة عن استعدادات العدو وتحضيراته وعمّا يفكر به ويخطط له".

وشدد الوزير فنيش على أن "ما تحقق من إنجازات بفضل المقاومة لا يصيب لبنان فقط، بل يمتد بآثاره وفوائده إلى كل دول المنطقة وشعوبها، وحتى إلى تلك الدول التي تتآمر علينا وتناصبنا العداء وتتواطؤ مع أعدائنا"، معتبراً أن "التلاقي الذي حصل بالأمس بين مسؤولين من المملكة العربية السعودية ومسؤولين إسرائيليين هو انحراف خطير ومحل إدانة من قبلنا، وهو تورط جديد مع العدو الإسرائيلي يؤدي إلى تقوية سيطرته، ويفرّط بحقوق الأمّة ومقدساتها".