يعيش العماد جان قهوجي في قيادة الجيش وفق مبدأ "أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا ولغدك كأنك تموت غدا". فهو يخوض معركة في مواجهة الإرهاب، مدعوماً من الداخل والخارج، ومن يعرفونه يقولون إنه لا يخرج من مواجهة دخلها الا اذا قرر بنفسه ذلك. ولذلك اذا بقي الوضع العام على جموده، فإنه لن يخرج من المعادلة القائمة. وعارفوه يقولون "إنه كمقاتل سيبقى في المعركة ما دامت مفتوحة ضد الارهاب، وما دام ليس هناك رئيس للجمهورية، والحكومة في وضع تصريف الاعمال، ولا قدرة سياسية على اجراء تعيينات في المراكز القيادية الاساسية.

 

وينقل عنه من يلتقونه انه لن يسمح بفرط عقد المجلس العسكري، وهو لذلك مدّد للأمين العام للمجلس الأعلى اللواء محمد خير، وسيمدٰد لنفسه كما لرئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ما دامت سنوات الخدمة تسمح له بسنتين إضافيتين الى 1/10/2017 ولرئيس الأركان بسنة إضافية تنتهي في 1/10/2016. فمواد قانون الدفاع واضحة بترك القرار لقائد الجيش عندما يكون الجيش في معركة.

 

ووفق المطلعين، ان اجتماعات المجلس العسكري تعقد أسبوعياً وكلما دعت الحاجة، بنصف أعضائه مغطى بقرار اصدرته الحكومة السابقة بعدما تقاعد الأعضاء الثلاثة الآخرون، وقبل اعتماد مخرج التمديد لاحقاً، بعدما عجزت القوى السياسية عن إقناع رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بتعيين أعضاء جدد مكانهم، مشترطاً آنذاك تغيير كل المجلس العسكري بدءاً من قائد الجيش. وهذا الطرح لم يقبل به رئيس الجمهورية آنذاك ميشال سليمان وسائر القوى السياسية، باعتبار انه من غير الجائز تعيين قائد جيش جديد على مشارف نهاية عهد وبدء عهد جديد يفترض ان يكون له الخيار في القيادات الأمنية الاساسية، ولاسيما قيادة الجيش.

 

وفي موازاة هذه الإجراءات العسكرية، يتفاقم الصراع السياسي في ظل الفراغ الرئاسي، والعجز الداخلي واللامبالاة الخارجية حيال الانتخابات الرئاسية.

 

وفي المعلومات، ان الموفد الفرنسي رئيس دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان - فرنسوا جيرو حاول استطلاع رأي قائد الجيش وكل الذين التقاهم في شأن التوجهات الرئاسية، وسمع منه أن مهمته كقائد للجيش ان يؤمن حماية الانتخابات الرئاسية التي يعود للقوى السياسية إجراؤها، وما عدا ذلك هو ليس معنياً بأي شيء آخر.

 

ويعيد المطلعون على مواقف العماد قهوجي حملة العماد عون عليه الى تطلٰع زعيم "التيار الوطني الحر" الى إيصال صهره العميد شامل روكز الى قيادة الجيش، والى احتمال ان يكون قهوجي مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية، وهذا ما أثٰر على صداقة قهوجي وروكز. فقهوجي يعتبر ان روكز من أفضل الضباط، وأبلغه أسفه لكون السياسة تكاد تغرق العلاقات الشخصية كما المؤسساتية والعسكرية بالكثير من الاساءات.

 

وينقل زوار اليرزة عن قائد الجيش رده على كل من يسأله اذا كان سيمدّد للعميد روكز قبل بلوغه سن التقاعد في مطلع تشرين الثاني المقبل، ان "كل شيء في أوانه. لا احد يسألني عن الغد، لأن أحداً منٰا لا يملكه".

 

وعن حظوظه في رئاسة الجمهورية، ينقل زوار اليرزة اقتناع القائد بأن الظرف الذي ستحصل فيه الانتخابات الرئاسية هو الذي سيحدٰد شخصية الرئيس، فإذا كانت المعادلة عسكرية، والمواجهات القائمة مستمرة، فسيكون المرشح عسكرياً، وإذا كانت معادلة جديدة اقتصادية - عمرانية بعد انتهاء الحرب القائمة على الجبهات، فسيكون المرشح رجل اقتصاد. ومع ذلك، لا يرى قائد الجيش نهاية للحرب المحيطة في المدى المنظور، وهو الذي توقّع من البداية ان تمتد نحو عشر سنوات، عندما كان البعض يعتبر انها مسألة أشهر او سنة او سنتين لا أكثر. وفي الوقت الراهن، الصورة ما زالت بالنسبة اليه ضبابية، ولا شيء واضحاً سوى انه في وسط المواجهة العسكرية، وفي خضم مواجهة سياسية لم يخترها. ويكرر امام زواره انه اذا انتخب العماد ميشال عون فسيحمي الانتخابات وسيكون اول الواصلين الى بعبدا لتهنئته ولأداء التحية له.

 

وللرد على أي حملة تطاوله، لا يجد أفضل من الآية الانجيلية يرددها: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر".

 

(هدى شديد)