في هذا الشهر قام السفير الايراني بزيارة خاطفة للجنوب لافتتاح لوحة على نصب تذكاري عند جانب طريق فرعي يربط بين طريقيّ عام حبوش النبطية لمدير الاغاثة الايرانية هسام هسام الذي اغتيل على طريق عام سوريا بيروت من قبل قناص مجهول الموقع من أتباع المعارضة السورية فأُقفلت الطرقات وتسمّرت السيارت مكانها في وقت من أسوأ الأوقات لأن الموظفين والمدارس قدّ رنّ جرس العودة الى منازلهم ولم يتمكن الأهالي من الوصول الى بيوتهم المجاورة والبعيدة الى حين انهاء المراسم الخاصّة بزيارة السفير والترتيبات الأمنية المكثفة من قبل الأجهزة الأمنية والحزبية .وعندما سأل أحد المواطنين المهندس المشرف على النصب التذكاري للمهندس الشهيد: هل من ضرورة أمنية غير عادية  تجبر الناس على الوقوف في طوابير من السيّارات من أجل ازالة لوحة عن صورة ؟ أجاب المتعلم المشرف على المناسبة وصاحب اللحية الطويلة : ألم تقفوا لأيام على حواجز باتر الاسرائيلية .

سألت صديقاً ايرانياً عن تسكير الشوارع في ايران لحظة مرور مسؤول بارز أو نتيجة لمناسبة  عزيزة في غير الأمكنة المختصّة بالمناسبات فقال : ذلك مخالف للقانون ويعاقب عليه وعندما ذكرت له زيارة السفير الايراني الجديد للجنوب والترتيبات الأمنية التي منعت المواطنين من الوصول الى بيوتهم قال ضحاكاً : هذا من طبيعة القانون اللبناني .

وعندما راجعنا حكم الفقيه الشرعي وجدنا اتفاق بين المراجع على حرمة مخالفة النظام العام وعندما سألنا وكيلاً للمرجعية الشيعية أكدّ الحُرمة وعندما ذكرنا له قصّة السفير قال : يجوز خرق القاعدة الفقهية في الدول التي لا تحكمها قوانين وانما قوى أمر واقع يفتحون ويغلقون الوطن ساعة شاؤوا ولأسباب أضعف من سبب سفير زار أحداً .

القوانين في لبنان هي تمنع وتعاقب أيضاً على الاخلال بالأمن العام وكل عمل يحتاج الى ترخيص مسبق من الجهات المسؤولة والمعنيّة ويتم أخبار المواطنين بأن الطريق سوف يقطع لمدة محدودة لاتخاذ تدابير مسبقة للوصول الى حيث يريدون وتقوم أجهزة الدولة بتدابير لتسهيل حركة الناس لا وباتت الأجهزة المختصة تابعة لنفوذ القوى المسيطرة وتأتمر بأوامرها ونواهيها وبات القانون فيه خارجاً عن القانون..

زار رئيس الشورى الايراني علي لاريجاني بيروت واستقبلته الجامعة اللبنانية محاضراً فيها في ظل اجراءات أمنيّة مشددة استخدمت فيها كل الامكانيّات المتوفرة والتي أكدت ما جاء على لسان قائد الحرس بأن لبنان جزء من حدود أمن ايران الاقليمي . والملفت أن الرئيس الايراني حيّا جهاديّ حماس وحزب الله مع الشياطين الصغار في حين أنه توصّل الى اتفاق كامل وشامل مع الشيطان الأكبر .

لماذا لا يُعترف بعد بجمهورية حزب الله ؟ من قبل جماعة هشّة أدخلت البلاد والعباد في أنفاق من الخراب السياسي والأمني والبؤس الاجتماعي همّها لحس مبرد السلطة ولو كانت بحجم أمانة عامة لفريق 14الشهر كما أسماهم حكيم لبنان الرئيس نبيه برّي