لفتت أوساط سياسية واسعة الاطلاع في بيروت الى ان الواقع الأمني اللبناني سيكون امام محك شديد الحساسية في الساعات والأيام المقبلة تبعاً لتطورات قضية الرهائن العسكريين لدى المنظمات الارهابية في جرود بلدة عرسال البقاعية. اذ ثمة ترقُّب لما يمكن ان تفضي اليه الوساطة القطرية مع الخاطفين والتي غاب اي تفصيل دقيق عنها في الساعات الماضية فيما تأكد انها لا تزال مستمرة بتكتم شديد.

واذ لا تكتم الاوساط خشيتها من إقدام "داعش" على تصفية عسكري آخر في اي لحظة، فإنها تشير الى ان العملية التي نفذها الجيش اللبناني اول من امس وتمكّن عبرها من استعادة السيطرة التامة على مراكز حيوية في جرود عرسال وتحديداً في المنطقة المسماة تلة الحصن ستضع المسلحين امام رسالة واضحة مفادها ان لبنان بدأ يرفع في وجوههم أوراق القوة التي يملكها باعتبار ان هذه العملية ستضيّق على المسلحين القدرة على التنقل بين الجرود حيث يتحصنون وبلدة عرسال التي تُعتبر نقطة التنفس الوحيدة لهم لوجستياً.

ولذا تنتظر الاوساط السياسية الساعات المقبلة باعتبارها اختباراً لردّة فعل المسلّحين ولا سيما منهم تنظيم "داعش" الذي لم يظهر بعد ان الوساطة القطرية نجحت معه في اي امر، بل ان تصفية الجندي عباس مدلج في نهاية الاسبوع الماضي هزت الآمال المعلقة على هذه الوساطة التي عُلم انها لم تتوقف وان الوسيط المكلف من قطر (السوري ج.ح) ينتظر الرد اللبناني على مطالب الخاطفين وتحديداً حول القبول بمبدأ التبادل (بموقوفين اسلاميين) وهو الردّ الذي كانت ما زالت تحول دونه الضغوط السياسية على الحكومة من أطراف بداخلها ترفض المقايضة وتدفع نحو المواجهة في هذا الملف.