الكل يسأل اليوم ما مصير طلاب لبنان اليوم الذين وقعوا ضحية نوابهم وباتوا بين مطرقة السياسيين وسندان مقاطعة التصحيح وهو القرار الذي تصر عليه هيئة التنسيق النقابية التي ترى ان ما يجري اليوم هو محاولات لضربها وشرذمتها وضرب حقوق القطاع  العام تحت حجج واهية.

وهي غاضبة من قرار وزير التربية الياس ابو صعب الذي تراجع عن تعهداته التي اطلقها امام الهيئة عندما قررت وضع الأسئلة ومراقبة الإمتحانات إذ وعدها الوزير بأن يبذل ما في وسعه لاقرار السلسلة وإذا لم يحصل ذلك فهو سيعلن استقالته غير انّه تراجع عن هذه التعهدات وراح يمارس ضغوطاً على الهيئة باعتبارها في رأيه الحلقة الأضعف فهو لم يستطع ان يمارس هذه الضغوط على الكتل النيابية من مراحل إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وراح الوزير ينذر مجدداً بورقة الإفادات المدرسية معتبراً أنها الحل الوحيد امامه والخيارات باتت ضيقة والوقت لم يعد يسمح بالتأجيل...

لكن غاب عن بال الوزير ان مشروع الإفادات المدرسية هو ضرب للتعليم في لبنان ولمصداقية شهاداته الرسمية التي هي محط تقدير وثناء في كل الدول التي يقصدها طلابنا للتخصص وإكمال الدراسة...

غاب عن الوزير ان مشروع الإفادات كارثة وطنية تصيب من التعليم الرسمي مقتلاً،.. وهي خطوة تسهم في إعادتنا الى الوراء إبان الحرب الأهلية عندما فقد التعليم في لبنان الكثير من مزاياه وقيمته...

غاب عن الوزير أن مشروع وزير التربية التي تمارس المدارس الخاصة في لبنان عليه ضغوطاً كثيرة لاعطاء الإفادات ان إصدارها يخدم هذه المدارس ويهدد أسس التعليم الرسمي ومدارسه...

لايكفي لوزير التربية ويهدد أسس التعليم الرسمي ومدارسه... لا يكفي لوزير التربية ان يقول بأنه أخطأ عندما صرح بأنه لن يقدم على إصدار إفادات مدرسية؛ وما زالت الفرصة امامه مفتوحة مع عودة الرئيس الحريري الى لبنان إذ بإمكانه أن يضعه في تطورات هذه المعضلة ويعمل على فكفكتها، وكما استطاع الحريري ان يضع إصبعه على جرح عرسال ويضمده بإمكانه ان يضع يده على جرح السلسلة النازف منذ ثلاث سنوات وإيجاد حل يرضي الجميع...

حذار يا معالي الوزير ان يكتب في عهدك أنّك ساهمت في ضرب التعليم الرسمي ومن قال ان الطلاب مسرورون بإصدار إفادات لهم... إنهم بلا شكّ يرفضونها لكنهم يريدون حلاً لتعبهم وجهودهم التي بذلوها خلال عامهم الدراسي.

الحل يا معالي الوزير في إعطاء الموظفين حقوقهم وتصحيح الإمتحانات الرسمية، ومن استطاع أن يسهم في إخماد نار الفتنة في عرسال باستطاعته ان يطفىء نار الخلاف على السلسلة، فهل من يسمع؟