يعْدو الزمانُ كفرسٍ برمائي، في سباق للسلاح ،على كوكب الفلاح، ويصهل بالجراح، مسرعاً نحو اللاعودة، خاضعاً  للجنة تحكيم الثّارات المذهبية، التي ينظمها دُعاة الإنسانية، برعاية الأضداد الإلهية

 ويبقى الفرسان هم ذاتهم فقراء هذا الكون، على اختلاف أجناسهم، وأديانهم ، وبتنوع مهاراتهم وعتادهم، فمن قوة بنيتهم     الجسدية، إلى قوة بنيتهم الفكرية، ومن فائزٍ بكأسٍ بارودي، إلى فائزٍ بكأسٍ رقمي، وفي الخسارة من فرسٍ  متفجِّر، إلى.فرسٍ"متهكِّر "، ليصبح باب الفروسية التقني، مفتوحاً على مصراعيه،أمام سباق التسلح الإلكتروني

منذ أن وضع حجر الأساس الماسوني، في بناء الربيع العربي الزجاجي، و دول العالم الثالث - أي نحن ولا فخر- اِسودّتْ فيها الحرية الحمراء، سواداً لا يليق بأمةٍ، لها دورها العابق بنشر نبوءة السلام . ما يدهشني أننا أصبحنا لا نغار على عِرضنا،وصارت المشاهدات الإباحية، لأي أختٍ عربية، تُغتصب من قِبل العدوّ الصديق، أمراً من المسلَّمات الغرائزية

. سنندم عليه جميعاً، في نهاية هذه الشهوة المحرَّمة للسلطة

من هنا كان لا بد لنا من جيشٍ يرفض مهزلة التعاقد، ومن مقاومةٍ ترفض عملاء العلنية، ومن حربٍ تغير تاريخ الدموية الطاحنة، إلى حربٍ رقمية ساكنة، تؤرَّخ في رزنامة العولمة الجديدة، تنسَّق وتجدوَل تكنولوجياً، في الفرن الماهر  بتحضير كعكات الإنترنت "، وتُحفظ منهجياً في ذاكرة الوطن العشوائي "

إنّ الفارس الإلكتروني المقنَّع،هو لذة الحلم اليوم، وعليه أن يحرص على جميع قيم الفروسية البيضاء التي أشعلها بمواقع العدو، فأحرقتْ مساره ، وأنارت دربنا ، وعلينا جميعاً أن ندرك أن البداية لا تعني أبداً النهاية، فعدوُّنا حريصٌ كل الحرص، على إدخالنا في كتلةٍ ضوئية، لا مجال لإخمادها، لذا فلنكن نحن الجاذبية لتلك الكتلة، ولنمضي إليهم باتحاد الإيجاب مع

. السّلب، كي نصْلح آفّاتنا المتصلة "بدينامو" الزعيم اللامنتخب

 سنشْهد في الأيام المقبلة، مصطلحات حديثة الصنع، مزاجية الطبع، كالجهاد الإلكتروني ، و ثورة الهكر، والشهيد الرقمي... وغيرها . وسوف نتابع أخبارهم، بشغف الواعي غير المدرك، وقد نقيم ذكرى مرور الأربعين على وفاة "شبكة المحاسبات المتساوية"، أو الذكرى السنوية على مجزرة الموقع الفلاني، أو الصفحة الفلانية .

ما يسرني حقاً من ذلك كله، أنّ العرب اتفقوا للمرة الأولى على شبكةٍ واحدة، آمل أن لا تتعرّض أيضاً  "للهكر" الأجنبي، والمصلحجي، والوساطة، والعنتريّات المصفّحة، وأن تبقى لوحة المفاتيح، بأيدي الشباب العربي، لا الإرهاب المعرَّب رغماً عن أنف قاموسنا الشرقي، وللزمان خلاصة البحث، وحقيقة النتيجة .