الكاتب: ريّان ماجد

المصدر: NOW Lebanon

هذه الذكرى التاسعة على اغتيال سمير قصير، الوقت يمر بسرعة"، قالت رنا خوري، الصحافية والمتطوعة في مؤسسة سمير قصير. اغتيل الكاتب والصحافي سمير قصير أمام منزله في الأشرفية، في 2 حزيران 2005. في مكان الجريمة، زُرعت شجرة زيتون دائمة الخضرة. ومنذ ست سنوات، تحوّلت ذكرى اغتياله الى مهرجان ثقافي، بعنوان "ربيع بيروت" وهو عنوان أحد أشهر مقالات قصير الأخيرة.

 تتنقّل الفرق الفنية والعالمية المتنوعة التي تشارك في المهرجان السنوي هذا، وعلى مدار أيام انعقاده، بين مسارح بيروت وساحاتها، لتنعشها ولتذكّر باستمرار الحياة فيها، ولتقدّم عروضاً مجانية، جاعلة من الثقافة حقّاً للناس ومتعة لهم، بالرغم من التحدّي الكبير الذي يشكّله التمسّك بمجّانية المهرجان للمنظمين، بحسب رنا خوري.

 "نعمل من كل قلبنا على برنامج المهرجان. نفكّر، ونحن نعدّه، بالناس وبسمير قصير الذي كان في حال بحث دائم عن المواضيع المتجدّدة التي توسّع معرفتنا وآفاقنا الفنّية والثقافية"، أخبرت رندة الأسمر، مديرة المهرجان.

وتابعت بأن مهرجان هذه السنة في نسخته السادسة، والذي سيمتد من الثالث حتى السابع من حزيران، سيكون مختلفاً عن السنة الماضية. "نسعى الى أن نقدّم في كل دورة عروضاً جديدة. هذا العام، سيكون المهرجان موجّهاً الى الفئات العمرية كافة، وبالتالي فهو مفتوح أمام جمهور أكبر ومتنوع أكثر، ليتمكن من حضور عروض قلّما يرى مثلها في لبنان".

من فرنسا وبريطانيا وسوريا ولبنان، ستأتي فرق فنية لإحياء "ربيع بيروت". عروض راقصة وبهلوانية (لفرق فرنسية وبريطانية) ستتنقل بين أسواق بيروت ومسرح دوار الشمس في الطيونة. تكريم، في "دواوين" في منطقة "الجميزة"، "للمراسلين الصحافيين الذين يجازفون بحياتهم لإيصال الحقيقة" عبر نقاش مفتوح مع صحافيّين أجنبيَّين، سوزان دبوس (السورية الإيطالية) وماغنس فلكهيد (السويدي)، اللذين اختُطفا في سوريا أثناء تغطيتهما الحرب هناك. عرض مسرحي لفرقة "باباكاس" البريطانية بعنوان "آباؤنا" Our Fathers، في مسرح بابل في الحمرا، "تحكي عن الآباء، وتحاول معرفة من هم هؤلاء الأشخاص الذين قرّروا إنجابنا وكيف عاشوا أبوتّهم"، أخبرت رندة الأسمر. وستختتم المهرجان هذا، موسيقى الـ"راب" لثلاثة شباب (سيد درويش وهالو سايكلبو السوريين وناصر الدين الطوفار اللبناني)، في حديقة سمير قصير، في وسط المدينة التي أحبّها قصير وأرّخها في كتابه عنها.

هذه السنة، وعلى هامش إطلاق برنامج مهرجان "ربيع بيروت"، أعلنت مديرة "مؤسسة سمير قصير" الإعلامية جيزيل خوري، أنه سيتم تقديم جائزة سنوية باسم الصحافي وجيه العجوز "الذي كان أحد أفراد أسرة الصحافيين والباحثين في مركز الدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية "سكايز" (عيون سمير قصير)" والذي مات بعمر صغير، جراء جادث سير مروّع. والعجوز عمل كباحث قانوني وكان مسؤولاً عن ملف سوريا في المركز.

 "تهدف الجائزة الى نشر ثقافة حقوق الإنسان ودعم حرية التعبير، من خلال تكريم أفضل حملة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي متعلّقة بحقوق الإنسان وحرية التعبير".

طائر السنونو الذي اختير السنة الماضية ليكون شعار المهرجان، "هو الذي لا يمكن حصره في قفص"، سيعود هذا العام أيضاً ليعلن قدوم الربيع والحرية.

"نريد أن تعيش ذكرى من يموت، الى الأبد. وسنتمسّك بالفرح والثقافة والحرية، ونعبّر عنها في مهرجان يحيي حرّية الجسد والتعبير والفكر والحركة"، ختمت رنا خوري.

للاطلاع على برنامج المهرجان إضغط هنا