الجامعة، التي كان يعمل فيها استاذا، كان يسير حسين عبد الله حمدان.

وقعت الاوراق والكتب من يده، وسقط فوق ابحاثه، جثة هامدة، مضرجة بالدماء، ورصاصات الغدر تعلّم على جسده.

ابن بلدة حاروف الجنوبية، مهدي عامل، دماغ الحزب الشيوعي في حينه، وضمير الجنوب المقاوم، اسقطته يد الحقد الظلامية الجاهلة، التي لم تقتل مناضلا ومقاوما فحسب، بل قتلت عقلا نيرا، وفكرا متوقدا.

عامل، قضى عمره بين الكتب المدرسية والابحاث الجامعية، وفي ساحات النضال النقابي والحزبي، في زمن الحرب القذرة.

عامل، امضى حياته يعلم الاجيال، مبادئ الفلسفة والعلوم الاجتماعية التي عشقها، وعلمهم الاخلاق.

الاخلاق، التي شدد عامل على ان لا نهضة بدونها.

عامل، الذي كانت اشهر كلماته، لست مهزوما، ما دمت مقاوما. نشأت على يديه، عشرات الارواح والعقول، التي تحولت عند اختمارها، لاجساد مقاومين اشداء، اذلوا العدو الصهيوني والرجعي، غير مرة. عامل، عدو الطائفية الاشرس، وداعي دعاة الوحدة في زمنه، رفض مشاريع التقسيم والتفتيت، داعيا لوحدة الصف.

عامل، الذي لم يكن له من بوصلة الا فلسطين، والعدالة الاجتماعية.

عامل، صوت الفقراء والكادحين، واشرس خصوم الاستغلال والهيمنة.

عامل، في ذكرى اغتياله، انتصر دمه على سيف جلاده!

انتصر عامل، لانه لم يكن شخصا وحسب،

بل كان فكرة ،

والافكار لا تموت بالرصاص ... يا ظلاميين.

أحمد حمود