اعتبرت صحيفة "السياسة" الكويتية أن "المعلومات التي نشرتها الثلاثاء الماضي عن ضلوع رئيس جهاز الأمن في "حزب الله" "العقيد" وفيق صفا حسب الرتبة العسكرية الممنوحة له من "الحرس الثوري" في طهران باغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري العام 2005 "المنطقة الأكثر حساسية من أعصابه"، وفق ما نقلت عن مسؤول أمني لبناني كبير في لندن.

ولفت المسؤول اللبناني أن الإتهامات "حملته على الخروج على سياسة الحزب المتبعة بعدم التصدي" السياسي أو الإعلامي لمنتقديه وكاشفي ارتكاباته بدليل انه اتصل بقناة "الجديد" فور كشف تلك المعلومات ليهدد بمقاضاة "الشاهد الملك" زهير الصديق الذي نقلت "السياسة" عن لسان مسؤول قضائي في الأمم المتحدة قريب من المحكمة الدولية في لاهاي، أنه قدم قبل اشهر للمدعي العام الدولي تسجيلات تثبت مشاركة صفا في التخطيط والتنفيذ إلى جانب ضباط لبنانيين كبار سابقين في الاجهزة الامنية اللبنانية في ما يتعلق باغتيال الحريري وعدد آخر من شهداء "14 آذار" وليبعد عن شفتيه "كأس علقم" الجريمة".

وأكد المسؤول أن "الرد السريع لوفيق صفا لفت أنظار اللبنانيين ودوائر الاستخبارات العربية والدولية في لبنان والخارج إلى هذا "التدخل العلني في الشؤون الاعلامية من دون العودة الى قيادته السياسية كما بدا من سرعة رده التلفزيوني" ما يعني "يكاد المريب يقول خذوني" وأن فقدانه أعصابه في الرد الصوتي في التلفزيون على اتهامه الخطير هذا يؤكد أن له دوراً حقيقيا في المؤامرة على الحريري ورفاقه خصوصاً أنه رأس الهرم الامني الذي لا يمكن للمتهمين الخمسة من "حزب الله" تجاوزه أو تجاهله وعدم اخطاره بمشاركتهم التي كشفت المحكمة عن صحتها عندما اتهمتهم في قرارها الظني باغتيال الحريري".

وقال المسؤول الأمني، الذي يزور لندن حالياً، ان "اعتراف صفا علناً على شاشة التلفزة بأنه هو الذي ينسق بين المحكمة الدولية وحزب الله" في موضوع اتهام الحزب بالجرائم يسقط ويسخف كل ما فعلته وروجته ودبرته قيادته في السابق عن عدم تعاملها مع المحكمة لأنها "اسرائيلية" داعمة هذا الادعاء الكاذب بفبركة شريط فيديو ملتقط من الجو قالت انه من طائرة اسرائيلية لمسار موكب رفيق الحريري من البرلمان اللبناني الى مكان الانفجار الذي وقع قرب فندق سان جورج ما يعني ان حزب نصر الله ينسق الآن مع اسرائيل".

من جهتها، أكدت مصادر الأمم المتحدة القانونية التي زودت "السياسة" المعلومات المتعلقة بضلوع صفا في الجرائم، أن "التهديدات التي أعقبت ظهور رجل الأمن الايراني هذا على شاشة التلفزيون من بعض قيادات الحزب المتطرفة لا بملاحقة و"تصفية" زهير الصديق فحسب بل بتهديد المحكمة ذاتها بـ "الويل والثبور" إنما هي (التهديدات) "فقاعات عصبية" لا يمكن أن تتحقق بوجود "الشاهد الملك" في مكان آمن في أوروبا بحماية أجهزة أمن المحكمة والدولة التي هو فيها ويستعد منها للمثول أمامها في لاهاي بعد افتتاح جلساتها الخميس المقبل إلا أنها تثبت بما لا يقبل أي شك دور الحزب مجددا في تلك الجرائم كما تثبت انه مستمر في جرائمه باغتيال الوزير محمد شطح قبل نحو أسبوعين ضاربا بالمحكمة الدولية والمجتمع الدولي والدولة اللبنانية واللبنانيين عرض الحائط كما فعل في ضلوعه بالحرب داخل سوريا غصباً عن جميع فئات اللبنانيين وسلطتهم الحكومية".