في اطار حرب الجماعات الارهابية على المؤسسة العسكرية، ومحاولة نقل الصراع الى الداخل اللبناني بعد عرسال، تندرج حادثة اطلاق مجهولين فجرا النار على مركز للجيش قرب محطة أكومي في البداوي، ما أدى الى استشهاد الجندي محمد خالد الحسين وجرح اثنين آخرين.

 

بيان الجيش

وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه ان «قرابة الرابعة فجرا، تعرض أحد المراكز العسكرية التابعة للجيش في محلة الأكومي البداوي - طرابلس، الى إطلاق نار من قبل مسلحين، ما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين. وردت عناصر المركز على النار بالمثل، فيما تقوم وحدات الجيش بملاحقة المعتدين لتوقيفهم وإحالتهم الى القضاء المختص».

واذ خلفت الحادثة حالا من الغضب والاستنكار في المدينة، اعتبر الاهالي ان ما حصل ليس سوى محاولة لاعادة عقارب الساعة الى الوراء في طرابلس، بدوره، عزز الجيش اجراءاته الامنية في المدينة.

وبعد الظهر، أشارت المعلومات الى قيام الجيش بعمليات دهم في ابي سمراء - طريق الجنان في طرابلس.

 

تضامن مع الجيش

وتضامنا مع الجيش، قطع عدد من الاهالي طريق طرابلس الضنية عند العيرونية. بدورهم، أقام ذوو الشهيد الحسين مجلس عزاء في منزل العائلة في محلة القبة في طرابلس. واحتشد أهالي المنطقة أمام منزل العائلة لمواساتها مستنكرين الإعتداء. وأكدت شقيقته أن «من قام بهذا العمل ليسوا مسلمين بل مجموعة من الكفار». أما أهالي المنطقة، فأكدوا «اننا مسلمين ومسيحيين وشيعة ودروزا سنعيش سويا، شاء من شاء وأبى من أبى، وسنقف للارهابيين والكفار بالمرصاد، فهؤلاء الذين يقتلون باسم الدين ليسوا سوى إرهابيين وكفرة».

 

نعي الشهيد

الى ذلك، نعت قيادة الجيش، الجندي محمد خالد الحسين، وهو من مواليد 1-1-1988 عيات ? عكار، تطوع في الجيش 27-12-2008، حائز أوسمة عدة وتنويه قائد الجيش وتهنئته، متأهل، ورقي الى الرتبة الأعلى بعد الاستشهاد.

 

التشييع

وعصر امس شيّع بمأتم حاشد في بلدة تكريت في عكار الجندي الشهيد محمد خالد حسين.

وكان جثمان الشهيد وصل الى منزل العائلة في بلدته تكريت وسط اجواء من الغضب والحزن واطلاق النار في الهواء. بعد ذلك انطلق موكب التشييع قرابة صلاة العصر الى المسجد الكبير حيث جرت مراسم التشييع بعد الصلاة بحضور النائب نضال طعمة ممثلا الرئيس سعد الحريري، العقيد حسن الحسن ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ناصر بيطار ممثلا نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس، المقدم خالد الحسيني ممثلا مدير عام امن الدولة، منسق تيار المستقبل في الجومة - الشفت - السهل عصام عبد القادر، واهل الشهيد واقربائه ورفاقه، وحشد كبير من ابناء الجومة وعكار.

 

الغدر

والقى العقيد الحسن كلمة جاء فيها: «بعميق الحزن والاسى، نودع اليوم، احد رجالنا الميامين، ابن الشمال الحبيب، خزان الجيش ومقلع ابطاله، الجندي محمد حسين، الذي ارتفع شهيدا الى عالم المجد والخلود، وهو يؤدي واجب الامن، في الحفاظ على مدينة طرابلس، ضد طغمة من المجرمين، الحاقدين، الذين امتهنوا الغدر والطعن في الخصر، مفتديا بدمائه الطاهرة، استقرار الوطن، وسلامة كل مواطن، يتطلع الى العيش بكرامة وامان في ظل مجتمع يسوده النظام والقانون وتتقدم فيه المواطنية الجامعة على كل مصلحة فئوية او طائفية او مناطقية ضيقة».

 

مسيرة التضحيات

واضاف: «تتواصل مسيرة التضحيات الجسام، التي يبذلها الجيش في هذه المرحلة العصيبة، من تاريخ البلاد، قد تتنوع المواقع والساحات، لكن الاخطار نفسها تلازم رجالنا، في كل مكان والايادي العبثية المجرمة هي نفسها، التي تعمل بلا كلل، على اثارة الفتنة، وتعميم الفوضى، للنيل من وحدة لبنان، وصيغة العيش المشترك، بين ابنائه، وللنيل ايضا من المؤسسة العسكرية، التي تشكل ضمانة الوطن، وحصنه المنيع، ان ردنا الواضح والاكيد، على تمادي الارهابيين والمجرمين في عبثهم، يكمن في عزم هذه المؤسسة، على انقاذ الوطن، كائنا ما كانت الاخطار، والتضحيات، كما في ملاحقة هؤلاء القتلة، من دون هوادة، حتى القاء القبض عليهم وانزال القصاص بهم، وكونوا على ثقة تأمة بأن ضريبة الدم الباهظة، التي قدمها الجيش ولا يزال، لن تذهب هدرا، فهذه الدماء الزكية، هي التي صانت لبنان من التفكك والانهيار، وحافظت على الدولة ومؤسساتها، ومعها سينبلج فجر الخلاص في القادم من الايام «.

 

المحبة للوطن

وختم: «لروح الشهيد في عليائه الاكبار والاجلال والتقدير لخدماته المميزة، وسيرته الناصعة، بالمناقبية والخصال الحميدة، كما لعائلته المحتسبة الصابرة، كل الشكر والعرفان بعدما كانت بحق، المعين النقي الصالح، الذي نهل منه الشهيد، معاني المحبة للوطن، والوفاء له والتضحية في سبيله، باسم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الوطني الاستاذ سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي اتوجه بأحر التعازي والمؤاساة لأفراد عائلة الشهيد ورفاقه سائلا الله عز وجل ان يتغمده برحمته ويمن على الاهل بالصبر والسلوان».

ثم ووري الشهيد الثرى في مدافن البلدة حيث قدمت له ثلة من الجيش التحية.

تقبل التعازي في بلدة تكريت اليوم وغدا 24 و 25 الحالي اعتبارا من الساعة 16,00 ولغاية الساعة 19,00 في قاعة مسجد الرحمة في محلة القبة ـ طرابلس وباقي ايام الاسبوع في منزل والده الكائن في القبة جانب مشروع الحريري.

 

اهالي العسكريين المخطوفين قطعوا طريق القلمون في الاتجاهين

 

 

يستعدّ أهالي العسكريين المحتجزين لدى «جبهة النصرة» و»داعش» لسلسلة تحركات على الارض، لايصال صوتهم الى المعنيين والضغط عليهم لبذل كل الجهود الآيلة الى تحرير أبنائهم.

وفي هذا الاطار، قطع الاهالي طريق القلمون في الاتجاهين امس فيما بقيت الطريق البحرية سالكة، بعد ان أمهلوا الدولة، 12 ساعة لتحريك قضية أبنائهم، الا انها لم تفعل... وأوضح الناطق باسم الاهالي في الشمال حسن أبو بكر لـ»المركزية»، أننا لم نقطع طريق المحمرة اليوم امس، احتراما لمراسم تشييع الجندي الذي استشهد اليوم في الجيش محمد الحسين. كما أننا عدلنا عن قطع طريق ضهر البيدر بعد اتصالات تلقيناها من مسؤولين ومنهم وزير الداخلية نهاد المشنوق». وأضاف «لكن شمالا نحن مستمرون في التصعيد، وستكون لنا تحركات كل يوم يعلن عنها في وقتها، لأننا صراحة فقدنا الثقة بالدولة». وأشار أبو بكر الى ان «خلال اعتصامنا في ساحة الشهداء، كان يتم استدعاؤنا بوتيرة شبه يومية للقاء الأمين العام الجديد للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، أو رئيس الحكومة تمام سلام، لكن كل ما كنا نحصل عليه هو ابر مخدّرة، لا تطمينات جدية أو خطوات فعلية تنوي الحكومة اتخاذها للحل، لذلك قررنا التصعيد ولن نتراجع حتى عودة أبنائنا».

 

وفد من «المستقبل»

عزّى بشهداء الجيش

 

صيدا - عفيف الجردلي:

 

زار منسق عام تيار المستقبل في الجنوب الدكتور ناصر حمود على رأس وفد من التيار رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور في مكتبه في ثكنة زغيب العسكرية في صيدا.

وضم الوفد اعضاء المنسقية «امين الحريري ورمزي مرجان ورمزي وكرم السكافي وسامر السن».

وقدم الوفد للعميد شحرور ومن خلاله الى قيادة الجيش التعازي بابن صيدا والمؤسسة العسكرية الجندي الشهيد علي حمادي الخراط ورفاقه شهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا أخيراً دفاعاً عن الارض والوطن.

 

زوجة الجندي المخطوف البزال

زارت عرسال ونقلت مطالب الخاطفين

 

عقدت زوجة العريف المخطوف علي رامز البزال، رنا الفليطي، مؤتمرا صحافيا في دارة العائلة في البزالية - البقاع الشمالي، في حضور اهالي العسكريين المخطوفين، بعد زيارتها جرود عرسال ولقائها بعض قيادات «جبهة النصرة».

وقالت: «ان زيارتي لعرسال كانت لطلب الرحمة لزوجي ورفاقه العسكريين لوقف مسلسل القتل».

 وتحدثت عن «تصعيد مقبل سيفاجئ لبنان حكومة وشعبا»، محملة «السياسيين مسؤولية دماء العسكريين»، وداعية اياهم الى «وقف سفك الدماء وفتح مجال المفاوضات لان الوقت يدهمنا، ففي غضون 48 ساعة سيقتل العسكريون جميعا الواحد تلو الآخر».

وقالت: «ان المطالب ليست تعجيزية، وأهالي عرسال متضامنون مع اهالي الاسرى»، مؤكدة ان «اهالي عرسال كمن يبلع الموسى على الحدين، فلا رحمة من المسلحين او من الدولة».

وعددت المطالب التي تلخصت بـ»فتح ممر انساني الى عرسال، وعدم التعرض للاجئين السوريين، وعدم التعرض لاهل السنة في لبنان، والافراج عن كل من اعتقل لدى الجيش منذ حرب عرسال وحتى تاريخه».

وردا على سؤال، لم تفصح الفليطي عمن ساعدها في الوصول الى الخاطفين، حفاظا على سلامة العسكريين.