أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله أن "التضحيات في وجه اسرائيل ادت الى تحرير الارض والاسرى والى الامن والاستقرار في قرى الجنوب والبقاع الغربي خاصة للقرى التي عانت منذ عام 1984، وكل ما نتحدث عنه من انجازات في مواجهة الاحتلال ما كان ليكون لولا تضحيات المجاهدين".
وفي كلمة متلفزة له بمناسبة يوم الجريح، أوضح السيد نصر الله أنه "ببركة تضحيات المجاهدين ايضا تشهد الحدود اللبنانية السورية تغيرات جذرية بعد اخلاء المسلحين من مضايا والزبداني وغيرها من المدن، ونستطيع ان نقول ان الحدود اللبنانية من الجنوب الى البقاع الى الشمال بإستثناء جرود عرسال خرجت من دائرة التهديد العسكري"، لافتاً الى أن "ما حصل على الحدود من الانجازات التي تسجل للمجاهدين كنجاح كما في مسألة التحرير لمعادل الجيش والشعب والمقاومة، بمعزل عن كل القرارات المعترضة والمهم العمل والجدوى والنتائج التي يلمسها الناس على امتداد الحدود من الجنوب الى البقاع الى كل لبنان".
وتوجه "بالتهنئة والتبريك لجميع العمال لا سيما عمال لبنان، وجرت العادة ان يحتفل العمال ويجتمعوا ليطالبوا بحقوقهم ويذكروا الدولة بمطالبهم، ولكن للاسف يجب الحديث عن البطالة في لبنان ودول المنطقة، واريد ان الفت الى ان البطالة من اخطر المشاكل التي لا تتحمل تأجيل والتي يجب النظر لها كأولية"، مشيراً الى أن "البطالة تؤدي الى الطلاق والعمالة والمخدرات وغيرها من الامور، وهذا الملف بحجمه تتحمل مسؤوليته الحكومات والدول".
وبموضوع قانون الانتخاب رأى السيد نصر الله أن "المسألة قضية حياة او موت بالنسبة الى كثيرين،وعندما نكون امام ملف حساس في لبنان يتم متابعة الموضوع من قبل البعض لتسجيل مواقف سياسية وتخريب تحالفات"، مشيراً الى أن "هناك من يتهم "حزب الله" بأنه لا يريد تمكين المسيحيين بإنتخاب نوابهم بأصواتهم، وبأنه لا يريد قانون انتخاب يمكن التيار الوطني والقوات بأن لا يحصل على الثلث المعطل في مجلس النواب، وارد بالحجة ان حزب الله وافق على القانون الارثوذكسي الذي يمكن المسيحيين من انتخاب نوابهم، ولم نسحب هذه الموافقة وبالدليل اقول لهؤلاء المتهمين وللمسيحيين ليس نحن من يوجه لنا اتهام من هذا النوع، وهناك مسيحيين قبلوا بالارثوذكسي ثم تراجع عنه".
وبالنسية الى طرح النسبية، أكد ان "حزب الله طرح النسبية منذ العام 1996 ولم تكن هذه التحالفات ولا الظروف، ونحن انطلقنا من رؤية وطنية لقانون يؤمن اوسع تمثيل ممكن، واسمح لنفسي بالحديث عن "حزب الله" و"حركة امل" اذا انطلقنا من مصلحة حزبية وطائفية خذوا راحتكم واتفقوا على اي قانون انتخاب نبقى واقفين وفق اي قانون"، مشيراً الى أنه "بأي قانون لا مشكلة للثنائي الشيعي بحال البحث بالمصلحة الحزبية والطائفية، ولكننا نقارب قانون الانتخاب من مصلحة وطنية ونريد مجلس وطني للبنان، ونحن نقارب الموضوع من هذه الزاوية، والحديث عن النسبية لنقنع بعضا بعضا وليس للفرض".
ولفت الى "اننا لم نرفع سلاحا بوجه احد كي نطالب بالنسبية كما اننا لم ننزل الى الشارع لفرض النسبية على من يرفض النسبية، ونحن لا نريد فرض النسبية ولا اي قانون انتخابي على احد في لبنان"، معتبراً أن "المسيحيون والدروز لديهم هواجس اكثر من السنة والشيعة بسبب العدد وغيرها من الامور، ولا يمكن فرض قانون اذا رفضته طائفة بكاملها".
وأكد السيد نصر الله أنه "لا يمكن فرض قانون انتخابي على المسيحيين او على الدروز بحال رفضهم قانون معين، ونحن في هذا المجال ندعو الى التفاهم والتوافق وهذا امر ممكن ويحتاج الى نفس اطول وبعض التنازلات للوصول الى قانون انتخابي جديد"، لافتاً الى "اننا نحن الذين نادينا بالديمقراطية التوافقية اذا لم نحكم هذه الديمقراطية بقانون الانتخاب اين نحكمها؟ ونحن نريد اقناع بعضنا البعض بالقانون للوصول الى تسوية في موضوع القانون الانتخابي وما سنصل اليه هو تسوية".
وشدد على "أننا اذا لم نصل الى قانون انتخابي جديد كل الخيارات سيئة ونحن على حافة الهاوية ويجب عدم دفع البلد للهاوية ولا احد في العالم قلبهم علينا بحال سقطنا"، مشيراً الى أن "بلدنا امانة في ايدينا جميعا ولا يجوز ان تدفعوا هذا البلد الى الهاوية، واذا يوجد مناورات انتهت وكل الاوراق ظهرت ولا يوجد شيء بعد لاخراجه والارانب انتهت كما الوقت ولبنان على حافة الهاوية وعلى الجميع تحمل المسؤولية كاملة ورمي المسؤوليات على بعضنا البعض لا يفيد بعد خراب البيت"، داعياً الجميع للتواضع والشعور بالخطر جميعا ونقدم التنازلات لانقاذ بلدنا في نهاية المطاف".
ولفت الى أنه "انظروا الى العالم كيف يتعاطى مع اضراب الاسرى الفلسطينيين منذ 16 يوما الى اليوم، اين العالم والامم المتحدة والدول العربية؟ اي ملوك العرب والرؤوساء العرب والدول العربية وجامعة الدول العربية واين الاقلام العربية من قضية الاسرى الفلسطينيين؟"، مشيراً الى "أنهم اوصلونا الى مكان اصبحت فيه قضية فلسطين قضية منسية، واسرائيل الابن المدلل لاميركا والثكنة العسكرية المتقدمة في المنطقة لديه كامل الوقت ليفعل ما يريد".
وأشار الى أن "هناك منذ عام 2003 في العراق تفجيرات يومية حتى اضحت التفجيرات خبرا يوميا، والعالم يعرف من يدعم بالسلاح والاعلام وهناك من يقف الى جانب داعش بمعركة الموصل"، مؤكداً أنه "في اليمن هناك الملايين من يتهددهم المجاعة، هل هناك من يتجرأ ويتحدث، واذا سميت السعودية بتجويع اليمنيين يتهموني بتخريب السياحة، السعودية تدفعم مئات مليارات الدولارت لاميركا والرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء ليأخذ الاموال الباقية، واليمن لا تملك الاموال لتدفع لفرنسا او اميركا او بريطانيا".
وذكر السيد نصر الله أنه "منذ ايام حصلت مجزرة في حي الراشدين بقافلات اهالي كفريا والفوعا ما ادى الى سقوط المئات بين قتيل وجريح ومفقود، ونحن اخذنا على عاتقنا امن الخارجين من الزبداني وباقي القرى ضمن الاتفاق، ولو قام احد من فريقنا واخطأ واطلق قاذف على هذه القوافل لكان العالم قام ولم يقعد من اجل هذا الموضوع"، مشيراً الى ان "لا احد يقدم دليل من اجل ما حصل في خان شيخون والاميركان لا يريدون لجنة تحقيق بأحداث خان شيخون ولا يريدون الحقيقة، وترامب نصب نفسه الحاكم والقاضي وقصف مطار الشعيرات فجاءت البرقيات والتهاني من قبل السعودية وغيرها من الدول".
ولفت الى أن "هناك الالاف في الشوارع بالبحرين لحماية الشيخ عيسى قاسم منذ اشهر ولا احد ينظر الى الموضوع لان البحرين بلد تابع وضمن المشروع"، مشيراً الى أنه "اذا تحررت ارضنا واذا اسرانا في السجون الاسرائيلية عادوا ما عدا كم ملف عالق، واليوم اذا كان لبنان ينعم بالامان بفضل دماء الشهداء والجرحى على تراب هذا البلد وفي المنطقة ولا تتوقعوا من المجتمع الدولي عدلا ولا انصافا ولا احقاقا للحق وهذا لا يعني اننا لا نطالبهم".
وأكد أن "الرهان يجب ان يكون على قوتنا وحضورنا في الساحات والميادين، ونحن نعيش في عالم الذئات ولا يوجد قانون دولي والقوي يأكل الضعيف واذا كنا ضعاف سنؤكل واذا كنا اقوياء نحترم والعالم يبحث عن مصالح لا عن حقوق احد ومصالحنا تتوقف على حضورنا ووعي شعبنا".
وأكد السيد نصر الله أنه "يجب الالتفات الى المعارك في الغوطة بين "جبهة النصرة" و"جيش الاسلام"، والانتباه الى حرق الجثث والقتل بين بعضهم البعض، واذا ما ضمينا هذا المشهد الى معارك "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرها من المعارك بين المجموعات المسلحة، ماذا سيكون مصير الشعب السوري لو سيطرت هذه المجموعات على سوريا؟ لكنا امام حرب اهلية بلا عقل وبلا موازين وبلا سقف"، لافتاً الى أن "السؤال هو على ماذا يتم القتال في منطقة الغوطة المحاصرة؟ وما يحدث شيء مرعب واستباحة الدماء ولا حرمة لعرض او حي وهذه المجموعات قدمتها السعودية واميركا والغرب كبديل عن النظام السوري".
وشدد على انه "يجب سؤال اللبنانيين ماذا لو انتصر المسلحون؟ خاصة وان داعش والنصرة في جرود عرسال في الجبال يستبيحون دم بعضهم البعض، ولو انتصر المسلحون لكانوا اصبحوا في لبنان، ونحن امام جماعات لا قيمة لديهم لاحد، ومن يتقاتل في الغوطة الشرقية جميعهم من اهل السنة والجماعة ولا ضمانات شرعية او فقهية لديهم ولا امانات لديهم وهذا المشهد نعرضهم لاقول اننا امام هذه الاحداث نزداد قناعة بأن خيار الدخول الى سوريا خيارا صحيحا وسليما وفي وقته المناسب"، مؤكداً أنه "في كل لحظة الان في سوريا هي لحظة نصر، لان من صمد في سوريا لم يسمح بتفكيك الدولة والجيش، وهذا الموضوع قام به ابناء سوريا وهذا شيء عظيم وهذا ما كان ليكون لو سقطت سوريا بيد الجماعات الارهابية".
وأكد "اننا لا نحتاج في سوريا الى خطاب تعبوي لان البصيرة لدى شعبنا واضحة الى حد لا تحتاج الى خطاب شعبوي".