أثار عرض فيديو مصوَّر للمعوق مصطفى الزعبي وهو يتعرض للضرب مكبّلا، على يد الحارس الليلي في بلدية مشحة سعيد علوش، ردود فعل شاجبة ومستنكرة.

فقد وجّه «مرصد حقوق الأشخاص المعوقين» و «اتحاد المقعدين اللبنانيين» كتاباً إلى وزير الداخلية والبلديات، للقيام بالتحقيق السريع بحادثة الاعتداء، وتحريك الضابطة العدلية في عكار للقيام بواجباتها بتوقيف المعتدي والساخرين من كرامة الشخص المعوق. لكن اللافت للانتباه أن الحادثة لم تلق أية ردود فعل في بلدة مشحة التي لم يعر أبناؤها أي اهتمام لكل الكلام الذي تم تناقله عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تعنيف وتعذيب للمعوق، وذلك بسبب العلاقة الوطيدة التي تجمع بين المعتدي والمعتدى عليه.

وبحسب رواية الأهالي فإن المعوق مصطفى الزعبي (28 عاما) يحضر صباح كل يوم الى المقهى بانتظار علوش ليقوم بإعطائه «الخرجية»، وتأمين طعام الفطور، قبل أن يعود ويرافقه الى المعمل حيث يعمل لبعض الوقت مع أحد أقربائه.

يلازم مصطفى مبنى بلدية مشحة طوال الوقت، بانتظار من يهتم به و «لا يمكن لأي شخص أن يقوم بإيذائه عن قصد»، وفق تأكيد رئيس بلدية مشحة خالد الزعبي، الذي يشدد على «أن ما جرى مرفوض وغير مبرر».

يضيف: «كان الأجدى أن يتحرك المعنيون لمساندة هذه العائلة التي تعاني ظروفا معيشية مأساوية، وأن تتحرك الدولة ومؤسساتها للاهتمام بأصحاب الاحتياجات الخاصة، لا أن يتم استغلال موقف حصل عن طريق المزاح ليتم تضخيمه واستثماره».
ويلفت الزعبي الانتباه الى «أن معاناة هذه العائلة اليومية وسط غياب الدولة ووزارة الشؤون الاجتماعية هو الإرهاب بحد ذاته وليس أن يتعرض مصطفى لضربة كف، من قبل من يرعاه طوال اليوم».

في منزل العائلة ثلاثة معوقين، لا معيل لهم وكل الاتكال على أحد أبنائهم محمد (صاحب باص لنقل الطلاب ولديه خمسة أطفال) لتأمين بعض المردود المالي.
محسن، محاسن، ومصطفى، ثلاثة معوقين في منزل الحاج خالد الزعبي في بلدة مشحة، لا تنتسب العائلة لأي جهة ضامنة ولا تستفيد من خدمات وزارة الشؤون الاجتماعية، ولا تملك أي بطاقة إعاقة لأبنائها من شأنها تمكينهم من الاستشفاء أو تأمين خدمات صحية.

وضع العائلة المزري لم يحرك المعنيين ولا وزارة الشؤون الاجتماعية التي أعطت بطاقات تموين غذائية لموظفين في الدولة، «في حين رفضت طلبنا المقدم منذ أكثر من سنتين» وفق تأكيد محمد شقيق مصطفى، لافتا الانتباه الى «أنه قام بتقديم طلب جديد الى وزارة الشؤون، ونحن نناشدها الاهتمام بوضع عائلتنا ووضع أشقائي».

ويشدد محمد على «أن لا مشكلة على الاطلاق في ما حصل، ولقد تم تضخيم الموضوع ونحن لسنا بصدد الادعاء على علوش إطلاقا بل هو يهتم بشقيقي أكثر من أي شخص آخر».
من جهته، يوضح علوش «أن مصطفى تلفّظ بعبارات سيئة جدا وهو قام بالتعرض لسيدة خلال وجودها بالقرب من القهوة، وذلك عندما كان يلهو بجانب البيك أب وبيده حبل، وحصل ما حصل، على سبيل المزاح لا أكثر ونحن نقوم بالكثير من المقالب بأصدقاء لنا وعادة يكون مصطفى شريكاً فيها».


السفير