كانت وجوه العابرين بأروقة المدينة الأثرية ترسم الصورة الحقيقية لحجم الفرح بعودة مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الحادية والثلاثين، يتجولون في طريقهم من المسرح الشمالي الذي احتضن إيقاد شعلة المهرجان من جديد، حتى يصلون إلى المسرح الجنوبي الذي وعدهم باللقاء مع نجمهم اللبناني وائل كفوري، وسماع أغانيه، وبين أكشاش التحف وأعمدة رفعها الرومان يوماً ما، يبتسمون بوجه غرباء لا يعرفونهم، لكنهم يشاركونهم ذات اللهفة والشوق، لعودة "كرنفال" أردني وعربي وعالمي بحجم مدينة جرش.

وتعبيراً عن حبه للأردن البلد المضيف، دخل الكفوري مرتدياً "الحطّة الأردنية" على كتفيه، وعلى أنغام الأغنية الوطنية الأردنية "جيشنا جيش الوطن" للفنان الأردني عمر العبداللات، وعلى إيقاعها الصاخب والحماسي، أجبر جميع الحاضرين الذين يحفظونها مسبقاً عن ظهر قلب، على الغناء معه والتمايل على أنغامها بهز الكتف و"الدبكة". ولكن سرعان ما عاد النجم الحسّاس إلى طبيعته الهادئة، وابتسامته الجذابة التي أسرت قلوب محبيه، وحيّى بلهجته اللبنانية جماهيراً جاءته من كل مكان في الأردن والوطن العربي حتى تشاهده وتسمعه.

لم يسبق لمهرجان جرش على مدى سنواته الواحدة والثلاثين، أن شدد الإجراءات الأمنية بهذا الشكل، فكانت كوادر الأجهزة الأمنية المختلفة منتشرة بشكل كثيف بنفس المنطقة الأثرية وبالمسرحين "الجنوبي والشمالي"، وحتى على أسطح البيوت المجاورة، وكان كل هذا التشديد الأمني سببه الأحداث الأخيرة التي جرت بالوطن العربي، وخاصة بالأردن، الذي شهد عدة هجمات إرهابية بفترات قصيرة، كان أخرها بشهر رمضان المبارك الماضي.

وعلى غير العادة ولأول مرة بتاريخ المهرجان، تم تركب كاميرات مراقبة حديثة وحساسة جداً بين الجماهير بالمدرجات، لمتابعة ما يحدث أولاً بأول، وضمان حالة أمنية ممتازة.

أضف إلى ذلك تكثيف التفتيش على الحضور عند دخول البوابة الرئيسية وعند المدرجين الرئيسيين، فكان الجميع يتم تفتيشه لأكثر من مرتين وثلاثة، ما سبب حالة من الحيرة لكل هذه الإجراءات الأمنية، وبنفس الوقت ارتياحاً عاماً وطمأنينة كبيرة من قبل الجمهور.

 


سيدتي