عشرات السنين، قضاها اللواء خليفة حفتريقف بعيدا عن الصراعات الدائرة على السلطة في ليبيا منذ ستينيات القرن الماضي.

بداية اللواء الليبي كانت الى جانب الزعيم المخلوع معمر القذافي حيث كان حفتر جزءا من العناصر الشابة لضباط الجيش الذين استولوا على السلطة من إدريس، ملك ليبيا، عام 1969.

كما ظل حفتر حليفا وثيقا للقذافي طوال هذه السنوات، كما منحه "العقيد القائد"  ترقية أصبح بعدها قائدا لأركان القوات المسلحة الليبية.

حتى اتى السقوط.

حيث عين القذافي حفتر قائدا عاما للقوات التي تخوض معارك مع تشاد، في حرب التويوتا، التي لقن فيها الجيش التشادي خصمه الليبي درسا قاسيا.

واستطاع التشاديون أسر اللواء حفتر و300 من جنوده عام 1987.

وتنكر القذافي لحفتر، بعد أن نفى وجود قوات ليبية في البلاد، الأمر الذي قطع علاقة الاثنين، ليتحول حفتر الى منفاه الاختياري في الولايات المتحدة.

وسكن اللواء المغضوب عليهولاية فرجينيا الأمريكية.

وقد ألمح تقاربه من مقر الاستخبارات الأمريكية في لانغلي إلى وجود علاقة وثيقة مع أجهزة الاستخبارات الأمريكية، التي دعمت محاولات عديدة لاغتيال القذافي.

وربما تعاون معهم عن قرب في دوره الجديد كقائد عسكري للجبهة الوطنية لإنقاذ ليبيا المعارضة.

وبعد سقوط الطاغية، عاد اللواء حفتر، مثله كمثل العديد من الليبيين من المنفى إلى بلاده.

ونظرا لخلفيته العسكرية، سرعان ما أصبح واحدا من القادة الرئيسيين لقوات المعارضة الليبية في الشرق، رغم الشكوك القوية تجاه مشاركته، بسبب تاريخه في تشاد واتصالاته مع الأمريكيين.

وبقي الجنرال هامدا، حتى اتت ساعة الصفر

ففي فبراير/شباط 2014 عرضت قنوات تلفزيونية تسجيلا مصورا له وهو يرسم خطته لانقاذ البلاد ودعوة الليبيين إلى النهوض في وجه البرلمان المنتخب.

و منذ ذلك الحين بدأ اللواء يحظى بتأييد قوي لحملته من الجماعات الليبية المسلحة المتنوعة، بما يسمح له بدعم خطاباته بقوة فعلية على الأرض.

ففي بنغازي استخدم حفتر طائرات حربية وقوات برية لينفذ هجوما وقائيا ضد قواعد ميليشيا مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين وجماعات إسلامية أخرى.

ويستمر حفتر وقواته بالتقدم  معلنا عملية "كرامة ليبيا" في انقلاب على السلطة المنتخبة في طرابلس، متذرعا بمحاربة الارهاب.

محاربة الارهاب، التي اصبحت ذريعة كل حكام المنطقة لقمع الشعوب وخياراتها الديمقراطية.