اعتبر السيد علي فضل الله، خلال كلمته في خطبة الجمعة ان "افق الحلول في لبنان سدت بعد انكفاء المبادرة الفرنسية التي أجمعت كل القوى السياسية على أنها تشكل الفرصة الأخيرة للإنقاذ، ما يجعل البلد رهينة الفراغ بكل تبعاته على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأمنية".
ولفت فضل الله الى انه "لا نريد الغوص في الأسباب التي أدت إلى فشل المبادرة الفرنسية بعدما أصبحت واضحة وكثر الحديث حولها، وإن كنا ندعو الجميع، الذين يريدون العودة إليها أو الذين يفضلون عدم العودة، إلى أخذ العبرة منها بأن هذا البلد لا يمكن أن يبنى بالقهر والاستقواء والغلبة والاستئثار، بل بالتوازن وتعزيز لغة الحوار والتواصل والثقة بين طوائفه ومذاهبه ومواقعه السياسية وأن يتوافق اللبنانيون على صيغة جديدة تخرج هذا البلد من أتون الطائفية والمذهبية والعشائرية إلى رحاب دولة المواطنة والإنسان".
وتابع :"إن ما نريده في هذه المرحلة هو دعوة القوى السياسية إلى أن تقوم بمسؤوليتها تجاه من حملوهم مسؤوليتهم بإخراجهم من معاناتهم التي تتفاقم يوما بعد يوم وألا يكتفوا بتسجيل النقاط بعضهم على بعض أو بتحميل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر، بل أن يقدم كل فريق خطته لكيفية التردي الاقتصادي والمالي والنقدي وكيفية الحؤول دون إهانة كرامات الناس عبر تجويعهم وإذلالهم للحصول على مدخراتهم والتي يبشرون بأنهم لن يحصلوا عليها، وكيفية التعامل مع الموعد الذي حدده حاكم المصرف المركزي لرفع الدعم عن الطحين والمحروقات والدواء".
واضاف :"لقد شبع اللبنانيون من تبادل الاتهامات ومن الردود والردود المضادة ومن الوعود التي أغرقتهم بها القوى السياسية. وهم يريدون أفعالاً ومبادرات تخرجهم من واقعهم ومآسيهم، إننا نخشى أن تكون القوى السياسية استكانت للفترة الزمنية التي منحها لهم الرئيس الفرنسي وكأن البلد بألف خير وهو قادر على أن ينتظر".
ولفت فضل الله الى انه "على صعيد الاتهامات الجديدة التي أطلقها رئيس وزراء العدو في كلمته الموجهة للأمم المتحدة حول مخازن صواريخ موجودة بين المناطق السكنية، فإننا نرى في ذلك محاولة جديدة للضغط السياسي على لبنان وزيادة الانقسامات الداخلية، ما يستدعي من اللبنانيين المزيد من اليقظة والحذر وعدم الوقوع في فخ العدو الذي قد يدخل على الخط الداخلي ويعمد لاعتداءات وتفجيرات ينسبها للمقاومة، ونبقى في اتفاق الإطار لترسيم الحدود مع فلسطين المحتلة، لنؤكد أهمية الوصول إلى حل يؤدي إلى استعادة لبنان ثروته الغازية والنفطية لمعالجة أزماته الاقتصادية، ونحن في هذا المجال ندعو اللبنانيين إلى الوعي وإلى الوحدة والتماسك في هذه المعركة الجديدة والتي لن تكون سهلة مع عدو ماكر وغادر".