خرج متظاهرون الى الشوارع في مختلف مدن العالم للتعبير عن آرائهم بشأن انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من إتفاق باريس للمناخ، وبشأن علاقة روسيا بحملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، وإذا كان القسم الأكبر من المتظاهرين قد أعرب عن إدانته لسياساته، فإن البعض الآخر لم يخف تأييده له.
وشهدت مدينة نيويورك أكبر التجمعات التي جرت في العديد من المدن الأميركية في إطار "المسيرة من أجل الحقيقة"، حيث شارك نحو ثلاثة آلاف من معارضي ترامب في مسيرة توجهت الى ساحة فولي سكوير في مانهاتن هتف البعض خلالها بـ"كاذب" أو "إسجنوه" و "إستعيدوا أميركا".
وتجمع نحو ألفي شخص حول نصب واشنطن في العاصمة الأميركية للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل وشفاف في الادعاءات بأن ترامب ومساعديه ربما تورطوا مع روسيا قبل انتخابات الرئاسة الأميركية العام الماضي.
ونظمت مسيرات في مدن من سياتل على الساحل الأميركي الغربي إلى ميونيخ في ألمانيا وليما في البيرو. ودعا المشاركون فيها ترامب الى الكشف عن عائداته الضريبية. وكانت معظم التظاهرات الأميركية سلمية، وأصغر كثيراً من بعض التظاهرات المناهضة لترامب.
وجرت التظاهرات قبل أيام من جلسة الاستماع لمدير مكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي أي" السابق جيمس كومي الذي كان يقود التحقيق في علاقة روسيا بالحملة الانتخابية قبل أن يقيله ترامب مطلع أيار. وستعقد الجلسة في مجلس الشيوخ في الثامن من حزيران.
ونفى ترامب الضغط على كومي أو مكتب الأف بي أي كما نفى أي علاقة لحملته بروسيا. وفي نفس الوقت الذي جرت فيه التجمعات السبت، تجمع مئات من أنصار ترامب في الشارع المقابل للبيت الأبيض للإشادة بانسحاب ترامب من اتفاق باريس للمناخ "الخطوة التي لقيت انتقادات واسعة في العالم" وللتعبير عن دعمهم للرئيس الجمهوري.
وأطلق على التجمع إسم "بتسيبرغ وليس باريس" في إشارة الى تصريح ترامب الخميس أثناء إعلانه خطة انسحاب بلاده من الإتفاق حين قال "لقد تم انتخابي لتمثيل مواطني بتسبرغ وليس باريس".
ومن بين أنصار ترامب فينس هاريسون (56 عاماً) رجل الإطفاء المتقاعد من واشنطن الذي قال أنه أوّل تجمع يشارك فيه في حياته. وقال "أنا أؤيد توفر الهواء النقي، وأعتقد أن الأميركيين لا زالوا في القيادة في هذا المجال" إلا أنه أضاف أن إتفاق باريس "يكلفنا المليارات فيما لا تُلزم دول أخرى بفعل أي شيء".
وأشار مؤيدو الإتفاق الى أنه "غير ملزم بحيث أنه لا يلزم أي بلد بفعل أي شيء، ولكن وجود الولايات المتحدة فيه مهم نظراً لأنها ثاني أكبر دولة ملوثة للمناخ بعد الصين". وقال عدد من المشاركين في التجمع أن "قضايا أخرى أهم من اتفاق باريس بالنسبة إليهم، مثل بناء جدار على الحدود مع المكسيك".