استقبل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بعد ظهر اليوم في السراي الحكومي المرشح الرئاسي الفرنسي الوزير السابق ايمانويل ماكرون وبحث معه مجمل الاوضاع في لبنان والمنطقة.
 
بعد اللقاء، قال ماكرون: "أود بداية أن أشكر الرئيس الحريري على استقباله لي، وأنا سعيد وفخور أن يتم استقبالي هنا اليوم مع الوفد المرافق لي، وأن أحظى بهذا اللقاء المطول والغني والودي للغاية. فقد تمكنت أن أنقل للرئيس الحريري ارتياحي الكامل لأن ترى فرنسا الاستقرار على كل المستويات قد تم إرساؤه في لبنان، بالخيار الذي اتخذه والذي أحدث هذا التوازن، وهذا مهم جدا بالنسبة للبنان ولفرنسا ولكل المنطقة".
 
وأضاف: "كما تطرقنا بشكل مطول إلى مسألة اللاجئين والأزمة السورية والمسائل الحساسة على المستوى الأمني والسياسي والاقتصادي في المنطقة. وفي هذا الإطار شرحت للرئيس الحريري رغبتي في وضع حل سياسي شامل للأزمة السورية، وهو الحل الوحيد والموثوق الذي يمكنه أن يعالج مسألة اللاجئين، وهنا يكمن دور فرنسا. وكذلك الرغبة في بناء مرحلة من التواصل والتعاون الاقتصادي والتطور مع لبنان وحكومة الرئيس الحريري في الاشهر والاعوام المقبلة. وهذه رغبتي في الاساس فور انتهاء الاستحقاق الرئاسي في فرنسا. فالتحديات باتت كبيرة ونجاح حكومتكم سيكون نجاحا لنا".
وختم قائلا: أنا أعتقد أن لبنان هو البلد الذي يجب أن يتم فيه انهاء الأزمة السياسية ويجب أن تتمثل فيه قيمنا وتاريخنا المشترك، والقدرة على جمع التعددية والتنوع والاحترام في مراحل متشنجة للغاية لكل الاختلافات. ان الاتفاق الذي توصلتم إليه في لبنان قبل أشهر قليلة هو الدليل الأقوى على ذلك. كما أننا نرغب في تسجيل علاقتنا الحاضرة ضمن التاريخ اللبناني الفرنسي. يجب إحياء علاقاتنا الماضية، حيث أعداؤنا مشتركون، لبنان هو أيضا فريسة للبعض الذين يريدون إحلال عدم الاستقرار فيه، وأنا أكرر أن فرنسا ستبقى إلى جانب لبنان، حيث التاريخ والقيم وكذلك المصالح المشتركة التي تربطنا".
 
من جهته تحدث الرئيس الحريري وقال: "أود أن أشكركم لمجيئكم إلى لبنان، هذا البلد الذي يؤمن بأن علاقته مع فرنسا هي تاريخ من الصداقة. وجودكم هنا هو دعم للبنان ولهذه الحكومة في فترة حساسة تعيشها المنطقة، وأعتقد أن لبنان يحتاج دائما إلى أصدقائه ولا سيما فرنسا. أنا سعيد جدا لقدومكم وآمل أن تكون لدينا لقاءات عديدة في لبنان وفرنسا.
 
ولفت الى أن ماكرون يأتي إلى لبنان كصديق وكرجل مهم لفرنسا، لما يقوم به من أجل بلاده. وأنا أعتقد أنه يمثل بالنسبة للبنان ولي شخصيا روح الشباب في السياسة وسياسته تجاه لبنان مهمة جدا بالنسبة لنا، وآمل أن يكون لبنان دائما في أفق الاهتمام الفرنسي، لا سيما في هذه الفترة الحساسة بالنسبة لبلدنا وللمنطقة التي تشهد كل هذا التطرف وكل ما يحصل في سوريا والعراق وليبيا فالجميع يعاني. يسرنا أن نرى فرنسا في لبنان.