أعلن عضو كتلة "المستقبل" النائب خضر حبيب، في حديث ل"اذاعة الشرق"، ان ما لفته في الانتخابات البلدية والاختيارية "هو ذاك التعطش اللبناني لممارسة الحق بالتعبير عن الرأي"، مؤكدا "انها اعادت رسم خارطة انمائية".

واشار حبيب الى "وجود بعض التضخيم الذي يحصل سياسيا واعلاميا من قبل بعض الوسائل الاعلامية لطبيعة المعركة البلدية، التي هي معركة انمائية، ولو اخذت طابعا سياسيا"، وقال: "ان طبيعة المعركة البلدية وشعاراتها الانمائية لها تأثير عائلي وتختلف عن طبيعة المعارك النيابية".

اضاف: "لقد بدا واضحا ان حضور بعض الاحزاب السياسية ومنها "حزب الله" وحركة "أمل" في بعض المناطق لا يزال طاغيا على المجتمعات اللبنانية في المناطق التي لهم فيها نفوذ، ولو اننا شهدنا بعض المواجهات مع العائلات في بعض القرى والبلدات".

وتابع: "كان واضحا حضور الاحزاب والقوى السياسية ولم يقتصر الامر على الثنائي الشيعي، انما شمل ايضا الثنائي المسيحي "القوات" و"التيار الوطني الحر" ولا سيما ما حصل في جزين وزحلة ودير القمر، واعتقد ان هناك بعض المنافسات في المناطق الاسلامية".

ورأى "ان مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية لها تأثير على ما يحصل في البيئة الشيعية ونلمس ردات فعله في مناطق عديدة"، وقال: "اكثر من مرة خلال الانتخابات البلدية، كنا نلاحظ نائب امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم يظهر على وسائل الإعلام مبررا حجم الحزب ونتائج الإنتخابات وهذا يدل على وجود مشكلة داخل البيئة الشيعية".

ولفت الى "اننا كنا جميعا الى جانب "حزب الله" لمحاربة العدو الاسرائيلي، لكن المعارك التي حصلت في سوريا واليمن والعراق والبحرين أفقدت الحزب الكثير من العطف"، وقال: "منذ عشرات السنين يوجد اكثر من نصف مليون لبناني في الخارج، وتحديدا في الخليج العربي، ربما السيد حسن نصر الله أوصلنا الى مأزق كبير نتيجة المواقف المتشددة تجاه الممكة العربية السعودية وضد الخليج العربي ورأينا الى اي درجة وصلت العلاقة بيننا وبين الخليج، كما ان هناك عقوبات من قبل الادارة الاميركية على اي مصرف يتعامل مع شخص او مجموعة او مؤسسة تابعة ل"حزب الله"، واليوم صدر قرار من مصرف لبنان بل تعميم رقم 137 يحظر على اي مصرف لبناني التعاطي مع اي شخص من "حزب الله"، ورأى ان لبنان جزء من المنظومة الدولية ويجب تطبيق هذا التعميم وان اي مؤسسة كانت تتعاطى مع الحزب عليها ان تعيد حساباتها".

وعن الانتخابات البلدية المقبلة في الشمال، قال حبيب: "إن قيادة تيار "المستقبل" أعلنت منذ اليوم الاول انها ستخوض المعارك في المدن الرئيسة في بيروت وصيدا وطرابلس بالتحالف مع الجميع، وشعارنا هو شعار الشراكة وضرورة ان يكون هناك تعاون بيننا وبين الجميع. ونؤكد مرة جديدة ثوابت تيار "المستقبل" الذي هو من أكثر الاحزاب بعدا عن الكيدية السياسية ويتبع مصلحة الناس قولا وفعلا".

اضاف: "على صعيد طرابلس، أعلنت لائحة طرابلس المدعومة من قبل القيادات الشمالية ويبدو ان حظوظها هي الاوفر خصوصا انها تؤكد مرة جديدة ان عاصمة الشمال هي طرابلس ومطلوب اكثر من اي وقت مضى التكاتف والتعاون بين جميع الافرقاء. اما على صعيد عكار فالمنافسة ستنحصر فقط في بعض البلدات المسيحية"، لافتا إلى "حصول مواجهة على غرار ما حصل في زحلة ودير القمر وجزين، فهناك ثنائي مسيحي اي التيار العوني والقوات سيخوضان مواجهة ولا سيما في القبيات بشكل خاص محاولين فرض وجودهما وهيمنتهما".

وختم حبيب مثنيا على جهود وزارة الداخلية وعلى رأسها الوزير نهاد المشنوق في ما يتعلق بطبيعة تعاطيها مع الانتخابات في جولاتها السابقة في العاصمة بيروت والبقاع وجبل لبنان والجنوب، آملا ان تتم جولة الشمال دون تسجيل اي خلل امني.