يرى البعض أن دخول الرئيس الأميركي باراك أوباما التاريخ سيكون عبر بوابة إيران وكوبا. في حين يتساءل البعض إن كان سيحقق إنجازات على المستوى الدولي بقدر التي حققها على المستوى المحلي.

 

لفت البعض إلى ان قضية النووي الإيراني والانفتاح الكوبي على الولايات المتحدة قد لا يدخلانه التاريخ، وإن أتى بحل يصب في مصلحة بلاده، وذلك لأن تلك القضايا قد لا تنتهي بانتهاء مدته في الرئاسة، وقد تكون لها تبعات سلبية على المدى البعيد.

 

سيتلطخ اسم الرئيس أوباما في الأجيال القادمة، بالنسبة للأميركيين، إن آلت الأمور إلى حصول إيران على سلاح نووي وبقاء نظام اشتراكي على بعد أميال فقط من شواطئ بلاده. وتعتبر مبادرات إدارة أوباما حول قضيتا إيران وكوبا ليست فقط لتحسين مظهر البلاد على المسرح العالمي، ولكن أيضا لاختبار المفاهيم الأساسية لسياسته الخارجية، والتي تقوم على أن الحوار هو الطريق الأمثل للتغيير وليس استخدام القوة.

 

جدير بالذكر أن باراك أوباما انتصر على المستوى المحلي في قضايا تتعلق بالرعاية الصحية وبمحاربة البطالة.

 

في حين يبقى الهدف في قضية النووي الإيراني هو تجميد برنامج إيران النووي لمدة معينة، وفي مقابل ذلك تبدأ القوى العالمية بتخفيض العقوبات التي قد ضيقت على الاقتصاد الإيراني.

 

أما في قضية الانفتاح على كوبا، فقد بدأ تخفيف حظر التجارة والسفر مع بقاء قرار الرفع الكامل للحظر المالي والاقتصادي بيد الكونغرس الأميركي. وقد دفعت هذه التطورات دافيد روثكوف، المدير التنفيذي ومحرر مجلة "فورين بوليسي غروب" الواسعة الانتشار للقول: "عندما نقترب من نهاية الفترة الرئاسية ننظر إلى الوراء ونجد أنه كان ناجحا محليا أكثر منه دوليا."

 

يرى مؤيدو أوباما أنه قام بعمل جيد على المستوى الدولي إذا أُخذ بعين الاعتبار الوضعية الصعبة التي خلفها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. قال براين كاتوليس من مركز التقدم الأميركي: "عندما تقيسها (أي إنجازات أوباما الدولية) بالفوضى التي خُلفت مشاكل العالم بالتأكيد لم تختف ولكن أظن أننا رأينا تقدما مهما."

 

ولكن هل أصبح العالم أكثر أمانا منذ تولى أوباما منصبه؟

 

غالبا ما يشير منتقدو أوباما إلى تحدي روسيا لتحذيرات بلاده من خلال أخذ جزيرة القرم من أوكرانيا وازدياد قوة كوريا الشمالية خلال فترة رئاسته والقرصنة والخروقات التي مرت بها حكومته. ويشير منتقدوه إلى انه أيضا مهد الطريق لتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف إعلاميا بـ"داعش" بعد خروج القوات الأميركية من العراق.

 

السؤال الذي يبقى مطروحا هو هل استحق أوباما جائزة نوبل للسلام؟