في غمرة التوتر الانتخابي، وفيما يُشارك الرئيس سعد الحريري في مؤتمر بروكسيل حول النازحين السوريين، حيث سبقه إلى هناك أربعة وزراء مشاركين، اتفق الرئيسان ميشال عون ونبيه برّي على ان عقد جلسة لمجلس النواب للنظر في رسالة رئيس الجمهورية حول المادة 49 من الموازنة، التي تتيح إعطاء إقامة دائمة لكل عربي أو أجنبي يبتاع شقة سكنية مرتبطة بمدة ملكية هذه الشقة، ينتظر معرفة المسار الدستوري الذي سيسلكه الطعن الذي قدمه 10 نواب، وسجله رئيس حزب الكتائب في قلم المجلس الدستوري، موقعاً من نواب بينهم النائبان في تكتل الإصلاح والتغيير جيلبرت زوين، ويوسف خليل، واصفاً الطعن بأنه تاريخي.. ويفتح الباب امام تصحيح المسار المالي للموازنة ولمالية الدولة.
وعشية توجه المغتربين في البلدان العربية والأجنبية إلى صناديق الاقتراع، يوجه عند الثامنة من مساء اليوم الرئيس عون رسالة إلى اللبنانيين حول المناسبة، في وقت يطمح فيه الرئيس الحريري لانتزاع مساهمة بمبلغ 100 مليون دولار من أجل تمويل إنشاء مشاريع تستفيد منها المجتمعات المضيفة من خلال خلق فرص عمل لها.. قبل ان يعود إلى بيروت، حيث تعقد غداً الخميس جلسة في القصر الجمهوري وعلى جدول أعمالها 61 بنداً، بعضها مؤجل من جلسات سابقة، على ان يطرح ملف الكهرباء ببنوده الـ13 على الطاولة من خارج جدول الأعمال. فضلاً عن طلب وزارة المالية إصدار سندات خزينة بالعملات الأجنبية، واجراء تعيينات في وزارة الثقافة، وكذلك طلب وزارة الخارجية إنشاء قنصليات في النجف - العراق وولاية تكساس هيوستن - الولايات المتحدة الأميركية وايضاً تعيين سفراء في الخارج غير مقيمين بالاضافة إلى مهامهم الأصلية، ومنهم من يكون مطلق الصلاحية.
ومع ذلك، تجري وراء الصفوف الخلفية لمديري الماكينات الانتخابية، باشراف مباشر من رؤساء الكتل والأحزاب تقييمات مستمرة ومفتوحة لمعرفة مستويين من النتائج المتوقعة: الأوّل يتعلق بالحواصل، والثاني يتعلق بتوزيع الصوت التفضيلي، وسط ترجيحات بخلط أوراق في دوائر بيروت، والجنوب الثالثة، وبعلبك - الهرمل وكسروان جبيل، وصولاً إلى دائرة الشمال الثالثة، مع التأكيد على حجم المواجهة بين التيار الوطني الحر في المتن، وما يعتبره اعلام التيار «فلول المرشحين» في إشارة إلى آل المرّ في المتن، والنائب بطرس حرب في البترون، بشري، إهدن - الكورة..
وفي المعلومات ان الماكينات الانتخابية تربك لوائحها أولاً، فيما الخبراء يبرعون في ترويج معطيات بالشخصيات «الفائزة» إما حكماً أو حتماً.
وعليه اتخذت الأحزاب والتيارات قرارات قد تشكّل مفاجآت للحلفاء المستقلين في اللوائح، بأن أولوية إعطاء الصوت التفضيلي، ستكون للحزبيين على اللوائح، في الدوائر التي يحتدم وطيس «الحرب الانتخابية» فيها.
ومن هذه الوجهة، يُسرّع الرئيس الحريري عودته من بروكسيل، ويمضي السيّد حسن نصر الله في اطلالاته المهرجانية لدعم مرشحي الحزب ولوائحه..وسط معلومات عن خطط جاهزة ومفاجئة لتعويض الخسائر في دائرة بدائرة أخرى..
اقتراع المغتربين
وعشية انطلاق قطار الانتخابات النيابية، في رحلة حول العالم، تبدأ أولى محطاته يوم الجمعة في ست دول عربية، ثم يقف الأحد في دول أوروبا وأميركا وافريقيا، وتنتهي في 6 أيّار المقبل في لبنان يوجه الرئيس عون عند الثامنة من مساء اليوم رسالة إلى اللبنانيين المقيمين والمنتشرين، عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة، يعرض فيها أهمية المشاركة في العملية الانتخابية في ظل القانون الانتخابي الجديد، فيما تتواصل التحضيرات في وزارة الخارجية لمواكبة وسائل الإعلام اللبنانية والعربية والأجنبية لعمليات الاقتراع، حيث سيتم تجهيز الغرفة التي تعتمد عادة للاجتماعات في الوزارة لوضعها في خدمة الإعلاميين، لمتابعة عمليات الاقتراع من خلال شاشة كبيرة، في حضور ممثلين لوزارة الداخلية وهيئة الاشراف على الانتخابات.
اما في الداخل، حيث بقي الصخب الانتخابي مع احتدام المنافسة بين اللوائح في معظم الدوائر الانختابية، فقد كان البارز على هذا الصعيد الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء أمس الأوّل بين النائب وليد جنبلاط والوزير طلال أرسلان، وفقا ما اشارت إليه «اللواء»، محور اهتمام، خاصة وانه جرى بعد الاشكال الأمني الذي حصل قبل أيام في الشويفات.
وقال جنبلاط لـ «اللواء» : صحيح ان هناك خلافا سياسيا بيننا حول توجهات سياسية وحول التحالفات الانتخابية، لكن لا يجوز ان يترجم ذلك بأحقاد وتوتر. الانتخابات ستمر على خير وسنبقى سويا نعمل لمصلحة اهلنا وشعبنا ولمصلحة كل لبنان. وكلام الرئيس نبيه بري بالامس يلتقي مع توجهاتنا هذه، وسنعمل جميعا على ان تمر الانتخابات بهدوء وسلام.
كما غرّد جنبلاط عبر «تويتر» قائلاً: عندما يزرع السياسيون الحقد والكراهية بين الناس يرتكبون بذلك جريمة بحق المواطنين الذين جمعهم الخبز والملح على مدى القرون. وكون تفصلنا عن الانتخابات مسافة اسبوعين فليكن التخاطب الاعلامي هادئا ورصينا بعيدا عن التشنج. ما أجمل تقاليد الماضي في الريف التي تناسيناها باسم السياسة المستحدثة.
بروكسل-2
وبعيداً عن الإنشغالات والتحضيرات للاستحقاق الانتخابي، الذي تنطلق أولى محطاته بعد غد الجمعة في اقتراع للمغتربين في ست دول عربية، على ان يتابع الأحد المقبل في أوروبا وأميركا وافريقيا، قبل أن يعود إلى لبنان في 6 أيار المقبل، حط رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري مساء أمس، في العاصمة البلجيكية لترؤس وفد لبنان إلى مؤتمر بروكسل-2 الذي يبدأ أعماله اليوم، تحت عنوان: «حشد الدعم الدولي لعملية السلام في سوريا ومساعدة اللاجئين السوريين في بلادهم والدول المضيفة برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ويلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية يتطرق فيها إلى موضوع النازحين السوريين في لبنان ودور المجتمع الدولي في مساعدته على تحمل أعلاء هذا النزوح.
وأوضحت مصادر الوفد اللبناني المرافق للحريري، ان تكون كلمة رئيس الحكومة بمثابة ورقة لبنان الرسمية إلى المؤتمر الذي سيشارك فيه أكثر من 80 دولة ومنظمات حكومية وغير حكومية.
وبحسب هذه المصادر، فإن كلمة الحريري ستؤكد على ثوابت الموقف اللبناني من ملف النزوح السوري، وستشدد على ضرورة مساعدة المجتمع الدولي، وهو سيطالب في هذا العدد بمبلغ 125 مليون دولار من أجل دعم برنامج الفقر الذي تستفيد منه عائلات كثيرة أصبحت فقيرة بسبب الأزمات الاقتصادية التي تسبب بها النزوح السوري، كما سيطالب المؤتمر بالمساهمة بمبلغ مليار دولار من أجل تمويل إنشاء مشاريع تستفيد منها المجتمعات المضيفة من خلال خلق فرص عمل لها، مع التأكيد على ان يتعهد المجتمع الدولي بأن يكون التمويل لأكثر من سنة، وان يتم الدفع في الوقت المحدد من دون تأخير في صرف الأموال.
وأشارت إلى ان برنامج الاستجابة حدّد مليارين و700 ألف دولار لاحتياجات النازحين، لكن لمصادر لفتت إلى انه من المتوقع ان تكون المساعدات كما السنة الماضية بحدود المليار و300 أو مليار و500 ألف دولار.
طعن بالموازنة
وفيما كانت الأنظار مشدودة إلى مؤتمر بروكسل، وإلى ما يُمكن ان يحصل عليه لبنان من مساعدات نتيجة احتضانه النازحين السوريين، وكان هاجس توطين هؤلاء السوريين يشغل بال فريق آخر من اللبنانيين، بسبب نص مادة ورد في قانون الموازنة للعام 2018 يتحدث عن إعطاء إقامة مؤقتة لأي أجنبي يمتلك شقة في بيروت في حدود و500 ألف دولار، و300 ألف خارجها (المادة 49)، وهو ما دفع رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل إلى تقديم طعن بقانون الموازنة إلى المجلس الدستوري، بعد ان نجح في تأمين توقيع عشرة نواب، لتضمين القانون أكثر من مخالفة تتعلق بالتوطين وعدم وجود قطع حساب، فضلا عن تشريع إقامة الأجانب وخصوصا السوريين بشكل غير محدد بالزمن.
وتزامن تقديم الطعن مع توجيه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة إلى رئيس المجلس النيابي، طالباً منه إعادة النظر في نص المادة 49، لكن عون سارع بعد تقديم الطعن للتشاور مع الرئيس نبيه برّي، وتوافقا على التريث في إعطاء المجرى الدستوري للرسالة الرئاسية، ريثما يبت المجلس الدستوري بالطعن المقدم، ليبني بعد ذلك على الشيء مقتضاه.
معروف انه امام المجلس الدستوري مهلة شهر للبت بالطعن من تاريخ تقديمه، والا اعتبر كأنه لم يكن، وهذا يعني أن المهلة تنتهي في 24 أيّار، أي بعد انتهاء ولاية المجلس الحالي، وبالتالي فإن أولى مهمات المجلس الجديد ستكون البت مجددا بقانون الموازنة في حال قبول الطعن، اما إذا لم يصدر خلال هذه المدة أي قرار، فيعتبر القانون قائماً حكماً.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ «اللواء» ان رسالة عون إلى الرئيس برّي طالباً إعادة النظر بالمادة 49 من قانون الموازنة، جاءت بسبب الالتباسات الواردة في المادة المذكورة ومنعا لاساءة تفسيرها أو بسبب تناقضها ببعض النقاط، ولفتت إلى ان الرئيس عون ارسلها صباحا قبل تقديم الطعن من النواب العشرة، لكنه بعد أن تبلغ باخبار الطعن سارع للاتصال برئيس المجلس وتشاور معه حول الموضوع، واتفقا على التريث، ريثما يبت المجلس الدستوري بالطعن الذي وضع الرسالة الرئاسية في مكان آخر، وكأنها لم تكن، على اعتبار ان الطعن يتقدّم على إعادة النظر.
ملف كهرباء
إلى ذلك، قالت مصادر وزارية لـ «اللواء» أن إدراج ملف الكهرباء على بنود جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا هذا الخميس يؤشر إلى أن هناك ميلا لوضعه على سكة الحل إلا إذا برزت تعقيدات محددة . وقالت إن المجلس يستكمل البحث بتقرير وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل الذي وزع على الوزراء والمتضمن لـ13 نقطة وكان النقاش قد اتخذ منحى تصعيديا في جلسة مجلس الوزراء ما قبل الأخيرة بين الوزيرين علي حسن خليل وجبران باسيل . وتوقف البحث في نقطة إعادة إطلاق عملية انشاء معامل دير عمار 2. الذي كان النقطة الأولى في تقرير أبي خليل، ويليه تطوير معمل الذوق، ثم تمديد عقد البواخر الحالي لمدة ثلاث سنوات، مع تأمين طاقة إضافة بقدرة 850 ميغاوات (استجرار من سوريا أو من معامل على الارض أو في البحر)