مع ارتفاع الحرارة الانتخابية، على بعد أسبوع من بدء آذار، شهر الاستحقاقات المالية (الموازنة) واللوائح والترشيحات، ارتفعت الوتيرة الدبلوماسية التي تسير على خطين أحدهما يتعلق «بالوساطة النفطية» التي يتولاها نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، وثانيهما يتصل بالتحضيرات الجارية لعقد مؤتمر سيدر في 6 نيسان المقبل في باريس لدعم الاقتصاد اللبناني، وسط تهديدات إسرائيلية متزامنة عن احتمالات متزايدة لاندلاع حرب ضد أكثر من طرف، على خلفية توتر الأوضاع على الحدود الشمالية لإسرائيل.
ونقل راديو الجيش الإسرائيلي عن الجنرال نيتسان ألون رئيس عمليات الجيش الإسرائيلي ان «احتمالات اندلاع الحرب على الحدود الشمالية عام 2018 أكبر من أي وقت مضى، وربما تكون على الأبواب، رابطاً ذلك بإنجازات النظام السوري مدعوماً من إيران وحزب الله، الامر الذي زاد من فرص شن حرب جديدة في مرتفعات الجولان».
اقتراحات ساترفيلد
والبارز، على هذا الصعيد، ان الجواب الإسرائيلي حول «البلوك 9» الذي يرفض لبنان مجرّد التفاوض حوله، ان الدبلوماسي الأميركي زار كلاً من الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل، وقيادة الجيش، حيث التقى قائده العماد جوزاف عون بحضور المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، وبحضور سفيرة الولايات المتحدة اليزابيث ريتشارد، على ان يزور الرئيس نبيه برّي قبل ان يتوجه إلى جنيف.
وعلمت «اللواء» من مصادر مطلعة ان ساترفيلد أبلغ من التقاهم ان إسرائيل تراجعت عن المطالبة بـ40٪ من البلوك 9، إلى القبول بـ25٪ منه.
وكشفت ان الدبلوماسي الأميركي اقترح شمولية التفاوض بحيث يتناول البلوكات 8 و9 و10 دفعة واحدة.
وانتهت لقاءات ساترفيلد في اليوم الأوّل لوصوله من تل أبيب إلى التأكيد على ان «للبحث صلة» وان الدبلوماسية هي الخيار المتاح حالياً.
وحسب مديرية التوجيه في الجيش فإن البحث تناول التطورات المتعلقة بالحدود الجنوبية، وموقف الجيش المتمسك بسيادة لبنان الكاملة على أراضيه ومياهه الإقليمية والاقتصادية.
وكان الرئيس برّي التقى «اللواء» إبراهيم للمرة الثانية خلال 24 ساعة، ونقل عنه زواره ان المعادلة الإسرائيلية لا محل لها من الاعراب في ما يتعلق بالنفط، «ما لنا هو لنا وما لكم هو لنا ولكم».. وهذا الأمر سيبلغه برّي إلى ساترفيلد اليوم.
   واوضحت مصادر المعلومات ان البحث في وزارة الخارجية بين باسيل وساترفيلد تم على قاعدة حفظ حقوق لبنان برا وبحرا، ولم يُطرح اي تنازل عن حقوق لبنان،بينما طرحت الخارجية ما يراه لبنان «حلا للخط البري الحدودي بما لا ينتقص من سيادة لبنان على ارضه،فيما موضوع الحدود البحرية لا نقاش فيه ولاتنازل عن السيادة اللبنانية على اي متر من حقوق لبنان البحرية، وهو الموقف الموحد بين كل المسؤولين اللبنانيين رؤساء ووزيرخارجية بمن فيهم قائد الجيش».
الموازنة
إلى ذلك، جدد الرئيس برّي التأكيد على ضرورة الإسراع في إقرار مجلس الوزراء لموازنة العام 2018، وإرسالها بالسرعة اللازمة إلى مجلس النواب.
ونقل النواب عنه، بعد لقاء الأربعاء النيابي الذي حضرته النائب السيدة بهية الحريري للمرة الأولى منذ فترة طويلة قوله انه «اذا كان هناك أمن لحدود الوطن، فإن هناك أيضاً أمناً للمجتمع، وأحد ركائزه الموازنة»، لافتاً إلى انه «اذا لم تصل الموازنة قبل 5 آذار المقبل، فإن هناك شبه استحالة لاقرارها، كما ان المؤتمرات الدولية التي ستعقد في الشهرين المقبلين لدعم لبنان ستتأثر بالموضوع».
في هذا الوقت، كانت اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع الموازنة، تعقد أوّل اجتماعاتها في السراي الحكومي برئاسة الرئيس الحريري، وحضور الوزراء وأعضاء اللجنة، والذين لم يغب منهم سوى وزير السياحة اواديس كدانيان الذي يرافق الرئيس ميشال عون في زيارته لكل من العراق وارمينيا، حيث ناقشت على مدى ساعتين ونصف الساعة 21 مادة من مواد مشروع الموازنة البالغ عددها 55، وبقي امامها 34 مادة تتضمن الكثير من الإصلاحات التي تحتاجها الحكومة لتصحيح الوضع المالي توطئة لتقديمها إلى مؤتمر باريس.
واجمع أعضاء اللجنة على وصف الاجتماع الأوّل بالجدي والعملي، وانه اتسم بالايجابية من خلال تجاوب الوزراء مع مقترحات وزارة المال في ما يتعلق بتخفيض موازنات الوزارات.
وتقرر عقد اجتماع ثان للجنة عند الثانية من بعد ظهر اليوم في السراي، من دون استبعاد عقد اجتماعات متتالية الأسبوع المقبل قد تبلغ ثلاثة اجتماعات، بحسب توقعات بعض الوزراء، قبل رفع الموازنة إلى مجلس الوزراء لاقرارها واحالتها إلى المجلس النيابي مع مطلع الشهر المقبل.
واوضح نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني لـ«اللواء» ان البحث تناول المواد القانونية في المشروع في الفصول الاول والثاني والثالث وصولا الى المادة 21، وهي تتعلق بالسياسات العامة وبمشاريع قوانين البرامج والايرادات المتوقعة، ولكن لم يختلف فيها الكثير عما ورد في موازنة 2017، لا سيما حول الغرامات والضرائب. لكننا لم نصل الى مناقشة الارقام بالتفصيل. 
واضاف: الجيد في الامر ان العديد من مواد الموازنة واردة في موازنة العام 2017 لجهة النفقات والواردات تقريبا، خاصة ان موازنة العام الماضي اقرت قبل اشهر عدة وبدأت تظهر مفاعيلها علماً ان معظم النفقات هي للرواتب والنفقات الجارية. ونتوقع انتهاء النقاش في اللجنة خلال نهاية الاسبوع المقبل اذا استمرت الاجتماعات على نفس الوتيرة. 
وعلمت «اللواء» ان البحث في تخفيض نسبة عشرين في المائة من انفاق الوزارات يشمل اكثر ما يشمل وزارات الصحة والشؤون الاجتماعية والاشغال العامة والتربية. بينما المطلوب زيادة نفقات هذه الوزارات خاصة وزارة الصحة بمبلغ 75 مليار ليرة هي نفقات الاستشفاء والادوية التي لا يمكن الاستغناء عنها. بينما يمكن تخفيض بعض النفقات البسيطة من الوزارات ونفقات السفر وبعض الجمعيات التي لا تؤثر على نسبة العجز الكبيرة والتي تستهلك الكهرباء اعلى نسبة منها، بحيث وافقت اللجنة الوزارية على سلفة خزينة لمؤسسة الكهرباء بقيمة الفين ومائة مليار ليرة. 
وفي المعلومات ان وزراء «القوات» أبدوا امتعاضاً من تخفيض ما نسبته 20٪ من وزارتي الصحة والنفط الاجتماعية واعتبروا ذلك «بمثابة استهداف سياسي».
واتهم وزير المال علي حسن خليل الحكومة بالتقصير، كاشفاً انه قدَّم الموازنة قبل نهاية آب 2018.
وتوقع ان يرتفع العجز إلى أبعد ما هو مقدر باضافة الفي مليار إلى خمسة آلاف مليار هي العجز المعلن.
وقال ان 70٪ من الميزاينة تذهب إلى الرواتب والأجور وخدمة الدين العام 37٪ (اجور)، 33٪ (خدمة الدين).
واضاف: ان 1300 مليار أضيفت إلى خدمة الدين.
وكشف ان 30 مليار دولار تذهب لخدمة الكهرباء التي تأكل نصف الدين العام، الذي بلغ 79،5 مليار دولار.
واستبعد التوصّل إلى إصلاحات هيكلية تؤدي إلى معالجة الموازنة، بما في ذلك خدمة الدين العام.. معربا عن تشاؤمه إذا لم تكن المعالجات ناجعة، واصفاً الوضع بأنه «ذاهب إلى الهاوية؛.
وكشف عن نيات حسنة طرحت في اللجنة الوزارية.
مؤتمر باريس
وفي موازاة الجهد الحكومي للإسراع باصدار الموازنة الجديدة، ظهر امام الإعلام للمرة الأولى السفير المنتدب من قبل الرئاسة الفرنسية بيار دوكازن، المكلف الاعداد بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية لمؤتمر «سيدر» المزمع عقده في العاصمة الفرنسية مطلع نيسان المقبل، وذلك من خلال زيارتين قام بهما الأولى للرئيس الحريري في حضور مستشاره الدكتور نديم المنلا والثانية لوزير المال علي حسن خليل، رغم انه موجود في بيروت منذ يومين.
وأوضح السفير دوكازن، في تصريحات أدلى بها في السراي، ان مؤتمر «سيدر» وليس باريس- 4 سيكون مؤتمرا اقتصاديا لن نناقش خلاله مواضيع أمنية أو إنسانية (مثل مسألة النازحين السوريين) لأنها ستناقش في مؤتمري روما-2 وبروكسل.
وأشار إلى ان المؤتمر مخصص لتطوير البنى التحتية على المديين المتوسط والبعيد، وبشكل خاص العجز الذي تعاني منه هذه البنى والتي تشكّل عائقاً امام الاقتصاد اللبناني، ونحن لن نتعامل مع هذا الموضوع من منطلق الأزمة أو الضرورة، كما كان الأمر بالنسبة لمؤتمرات باريس السابقة.
وكشف عن اجتماع تحضيري لمؤتمر «سيدر» سيعقد في 6 آذار المقبل في بيروت، على ان يعقد مؤتمر باريس المقبل على مستوى وزاري على الأقل، ويضم المنظمات الحكومية الدولية مع حوالى 50 دولة من الأسرة الدولية، وبدعوة من قبل لبنان وفرنسا، موضحا ان الدعوات الرسمية لم توجه بعد، نافيا ان تكون هناك شروط يجب على لبنان القيام بها قبل اجراء الانتخابات في 6 أيار، لكنه قال هناك حوار حول السياسات العامة كاصلاح قطاع الطاقة مثلا.
انتخابات
وبينما يعود الرئيس ميشال عون اليوم إلى بيروت من العاصمة الأرمينية يريفان التي وصلها أمس من بغداد، بعد ان اختتم زيارته للعراق، بزيارة نصب الجندي المجهول ولقاءين مع رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس العراقي اياد علاوي، بقيت الحركة على الساحة الانتخابية على وتيرة مرتفعة في المقار الحزبية والسياسية لحسم مسألة الترشيحات والتحالفات، حيث سجلت حركة الترشيحات في وزارة الداخلية المزيد من المرشحين، الذين رست «بورصتهم» على 81 مرشحا، بعد ان قدم ثمانية مرشحين اوراقهم رسميا، وهم: النائب هاني حسن قبيسي عن المقعد الشيعي في النبطية، كنزه جبران صوان عن معقد الروم الارثوذكس في طرابلس، النائب علي برّي عن المقعد الشيعي في بنت جبيل، واللواء جميل السيّد عن مقعد الشيعي في بعلبك الهرمل، والنائب أسعد حردان عن المقعد الروم الارثوذكس في دائرة مرجعيون - حاصبيا، وسعد الدين الوزان عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، ونافذ الصمد عن المقعد السني في الضنية، علاء الدين عمر الشمالي عن المقعد السني في البقاع الغربي - راشيا.
باستثناء ذلك لم يطرأ ما يفيد عن حسم مسألة الترشيحات لدى تيّار «المستقبل» أو «القوات اللبنانية» أو حزب الكتائب، عدا إشارات أطلقها الرئيس الحريري للمرة الأولى، أمام وفد من تجار وصناعيي شارع عفيف الطيبي في الطريق الجديدة زاره في «بيت الوسط» أمس الأول، عندما أعلن ان لوائح تيّار «المستقبل» في الانتخابات ستشمل تمثيلاً مميزاً للشباب والمرأة، لكنه أشار إلى ان مسألة التحالفات الانتخابية ما زالت في طور النقاش، واعدا بالقيام بكل ما يخدم مصلحة أهلنا وتيار المستقبل والمناطق التي تمثلها بغض النظر من تحالفاتنا السياسية، في أوّل تلميح يؤشر إلى ان التحالفات قد لا تشمل سائر الدوائر الانتخابية، كما ان اللوائح ستتضمن أسماء جديدة غير النواب الحاليين.
اما الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، فستكون له إطلالة جديدة في الثالثة من بعد ظهر السبت المقبل، خلال الاحتفال الذي ستقيمه حوزة الدراسات الإسلامية في بعلبك- سيتطرق فيها مجددا إلى الحدث عن الانتخابات المقبلة، مثلما وعد في اطلالاته السابقة.
وعلى صعيد «القوات اللبنانية» من المتوقع ان يعلن رئيس حزب «القوات» د. سمير جعجع مرشحي حزبه في دوائر محسومة لحلفائه المتفاهم معهم، أو خصومه الانتخابيين، وحسب أوساط معراب، فإنه الخطوة تعني التعبير عن الرغبة لدى جعجع إبلاغ خصومه وحلفائه بأننا «مازلنا هنا».
وغداً، يعلن رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف، أسماء مرشحي الحزب للانتخابات وهم: النائب أسعد حردان عن دائرة الجنوب الثالثة (مرجعيون - حاصبيا- النبطية - بنت جبيل)، وسليم سعادة عن دائرة الشمال الثالثة (الكورة - البترون - زغرتا - بشري)، لور أبي خليل (عن المقعد الماروني في عاليه - الشوف)، وأمل عبود (عن المقعد الارثوذكسي في دائرة عكار، وألبير منصور (عن المقعد الكاثوليكي في دائرة البقاع الشمالي (بعلبك - الهرمل)، فادي عبود عن (المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي)، وفارس سعد عن (المقعد الانجيلي في دائرة بيروت الثانية).
وكشف العميد شامل روكز، ان الاتصالات مستمرة، ولم يستبعد ان يكون مرشّح «حزب الله» في جبيل الشيخ حسين زعيتر على لائحة التيار الوطني الحر.