وجه الصليب الاحمر الدولي نداء عاجلا الى الامم المتحدة والى كافة دول العالم بأن هنالك معركة تجري في الغوطة الشرقية في دمشق او على حدود العاصمة السورية دمشق، حيث يسكن في الغوطة الشرقية 400 الف مواطن سوري ويتواجد بينهم 35 الف متطرف اسلامي مسلح ينتمون الى فيلق الرحمن وجيش الاسلام احرار الشام. 
فيما حشد الجيش السوري حول الغوطة الشرقية قوى عسكرية قد تصل الى 20 الف جندي وضابط لكن لا يمكن تحديد الرقم لان كافة المعلومات التي وصلت هي ان حشوداً عسكرية سورية تصل الى منطقة الغوطة الشرقية وتأخذ مراكز تحضيرا الى هجوم نحو الغوطة الشرقية للسيطرة عليها وضرب الاحزاب الاسلامية المسلحة والمتشددة وسط جو انساني مأساوي حيث ان المستشفيات لم تعد تعمل في عربين عاصمة الغوطة الشرقية، كذلك الجثث تملأ الشوارع وفي ذات الوقت يحصل قصف من الجيش السوري النظامي بالمدفعية والصواريخ ومدافع الدبابات دون توقف على الغوطة الشرقية. 
اما مسلحو التنظيمات التكفيرية فانهم يقصفون بمدافع هاون لكنها ليست قادرة على ضرب مراكز مدفعية للجيش السوري او نقاط اخرى، ويقود جزء كبير من العملية العميد سهيل الحسن الملقب بالنمر وهو توعد المسلحين التكفيريين في معركة شرسة حتى النهاية. وحصلت غارات جوية وفق ما نقلت وكالات انباء فرنسية واميركية على الغوطة الشرقية، لكن روسيا نفت ان تكون طائرات روسية اشتركت في القصف، ويعني ذلك انها طائرات من سلاح الجو السوري.
 

 

 

 المزيد من التعزيزات العسكرية السورية  حول الغوطة


ووصل مزيد من ارتال الشاحنات التي تحمل دبابات والعلامة ظاهرة في المعركة هي اشتراك احدث دبابة روسية من طراز ت ـ 90، القادرة على الاقتحام ولديها مدفع من عيار 125 ملم، اضافة الى مدفعين او رشاشين متوسطين من عيار 12،7، وهي مصفحة بشكل قوي لا تصاب بسهولة بصواريخ مضادة للدروع، اما الوضع داخل الغوطة الشرقية فمأساوي على الصعيد الانساني، ذلك ان 400 الف مواطن سوري اصبحوا دون ملاجئ ودون منازل وهم محتجزون في ظل صراع بين الجيش العربي السوري والمسلحين التكفيريين في تنظيمات ثلاث، فيلق الرحمن واحرار الشام وجيش الاسلام، فيما طلبت الامم المتحدة وقفا فوريا لمعارك الغوطة الشرقية، لكن احدا لم يجب على نداء الامم المتحدة. وتبدو اميركا غير مهتمة بمعركة الغوطة الشرقية، اما روسيا فتؤيد سيطرة الجيش السوري على الغوطة الشرقية، وبالنسبة الى النظام السوري يقول انه يجب انهاء بؤرة الارهاب في الغوطة الشرقية مرة ولكل المرات، وازالة هذه البؤرة عن مدخل دمشق ومحيطها. والمعروف ان مساحة الغوطة الشرقية 110 كلم مربع، وفيها 400 الف نسمة وفيها بساتين كثيرة من الاشجار واهم المواقع القتالية فيها هي عربين وقصرنبا ودوما، حيث يتواجد مسلحو التنظيمات الاسلامية المتشددة بقوة، كما اتخذ مقاتلو التنظيمات المسلحة المتشددة مواقع لهم على كامل مداخل الغوطة الشرقية، وهم مسلحون بصواريخ ضد المدرعات لكن بعدد بسيط جدا انما يتركز سلاحهم على قاذفات الـ ار. بي. جي التي يملكون منها المئات. 
كذلك قاموا بوضع الغام على كافة محيط الغوطة الشرقية ووضعوا عبوات ناسفة بزنة 200 كلغ الى 500 كلغ على كافة مداخل الغوطة الشرقية.
القصف المدفعي من الجيش السوري كان عنيفا جدا في منتصف ليل أمس من خلال اطلاق صواريخ بعيدة المدى، اضافة الى المدفعية التي تقصف من كل الجهات على الغوطة الشرقية، وذكرت انباء انه خلال 4 ايام سقط 382 مدنيا قتيلا في الغوطة الشرقية، اضافة الى اكثر من 1700 جريح. وانه ليس هنالك من مستشفيات في الغوطة الشرقية باستثناء شبه مستشفى في العاصمة الغوطة عربين وان المستشفى قادر على معالجة 30 جريحا بينما الجرحى يزيد عددهم كل دقيقة جريحين او ثلاثة، ووصل حتى الان الى حوالى 1700 جريح.
 

 الرئيس الأسد  يريد  تثبيت نظامه بصورة نهائية


واذا كنا نريد قراءة سياسية لمعركة الغوطة الشرقية، فانها تعني ان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد يريد تثبيت نظامه في صورة نهائية من خلال السيطرة على كامل العاصمة السورية دمشق، وكامل ريفها، فهو بالنسبة الى الريف وحتى الحدود اللبنانية استطاع السيطرة على كامل المنطقة مرورا بالزبداني ووصولا الى الحدود مع لبنان شمالا ومن شمال الحدود اللبنانية ـ السورية وصولا الى منطقة المصنع جديدة يابوس، حيث نقطة العبور بين لبنان وسوريا، كذلك كان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد قد اعلن عن خوض معركة الغوطة الغربية، ذلك ان الغوطة تمثل قسمين، الغوطة الشرقية والغوطة الغربية. واستطاع اجتياح الغوطة الغربية خلال اسبوع ونصف لكن دون معارك هامة، اما المعارك الحقيقية فهي في الغوطة الشرقية ويبدو انها ستكون كارثية وستشهد مناظر غير انسانية في شكل فظيع، لان 400 الف مواطن مدني سوري يعيشون وسط قتال بين اكثر من 20 الف جندي سوري مسلحين بالصواريخ والمدفعية والدبابات وقاذفات صواريخ الكاتيوشيا مقابل 35 الف مقاتل تكفيري من التنظيمات المسلحة الثلاث التي ذكرناها.
والمعركة جارية ومستمرة لكنها لم تنطلق بعد بكل زخمها، انما يبدو ان الجيش السوري يريد انهاك الغوطة الشرقية عبر القصف المدفعي والصاروخي عليها ويقول مراسلون ان عائلات بكاملها ضاعت تحت المنازل وان ابنية سقطت وان الاهالي يفتشون عن جثث عائلاتهم في مستشفى عربين او مناطق اخرى وهي شقق تشبه مستوصفات يتم معالجة الجرحى بالوسائل البدائية.
ويبدو ان الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد والجيش السوري النظامي سيستطيعون السيطرة على الغوطة الشرقية، لكن هنالك مجزرة ستحصل في حق المدنيين اضافة الى مجازر ستحصل بين الجيش السوري وجيش المقاتلين الاسلاميين التكفيريين، حيث ان فيلق الرحمن واحرار الشام وجيش الاسلام اقسموا على القتال حتى النهاية وانهم لن يسمحوا للجيش السوري بالدخول الى الغوطة الشرقية مهما كلف الامر، في حين ان الجيش السوري بالقوة الضاربة التي لديه خاصة الاسلحة التي قدمتها روسيا مؤخرا الى الجيش السوري وهي اسلحة حديثة وابرزها دبابة ت 90 اضافة الى مدفعية ثقيلة.
كذلك ذكرت الانباء ان الجيش السوري تلقى صواريخ ارض ـ ارض لقصف الغوطة الشرقية، وقد هرب قسم كبير من الاهالي في الغوطة الشرقية الى البساتين وبين الاشجار في محيط القرى في الغوطة الشرقية. لكن هنالك عشرات الالاف لا بل اكثر من 300 الف ما زالوا تحت النيران في ظل القصف المدفعي والصاروخي المتواصل على الغوطة الشرقية.
 

 نداء رئيس اليونيسف لانعقاد مجلس الأمن


في هذا الوقت، وجه رئيس اليونيسف المنتدب من الامم المتحدة الى سوريا نداء عاجلا الى امين عام الامم المتحدة يطلب فيه دعوة مجلس الامن بأسرع وقت لبحث الوضع المأساوي واللاانساني في الغوطة الشرقية وكيفية انقاذ 400 الف مواطن سوري كلهم من المدنيين، باستثناء وجود قوى اسلامية متطرفة داخل الغوطة الشرقية وتريد مقاتلة الجيش السوري، ويقدر عددها بـ 30 الف مقاتل. وفي المواجهة هنالك اكثر من 20 الف الى 25 الف جندي سوري.
وما لم يجتمع مجلس الامن ويتم وضع حل سريع فان منطقة في سوريا قرب العاصمة دمشق تسمّى الغوطة الشرقية ستحصل فيها اكبر مجزرة ومأساة انسانية.
فاتصل الامين العام للامم المتحدة بالدول الكبرى لعقد اجتماع طارىء لمجلس الامن لكن لم يحصل تجاوب هام مع امين عام الامم المتحدة، ويبدو ان روسيا تريد ان يسيطر النظام السوري على الغوطة الشرقية من ضمن تثبيت نظام الرئيس السوري بشار الاسد في شكل كامل كما سيطر على كامل ريف دمشق وكما سيطر على الغوطة الغربية وكما سيطر في اتجاه الشمال على طريق النبك وكامل الطريق نحو حمص ومن ثم الى طرطوس وساحل سوريا، فان ما زال امامه بقعة كبيرة ملاصقة للعاصمة السورية دمشق هي الغوطة الشرقية ولا يقبل في وجودها الرئيس السوري بشار الاسد ويريد انهاء ما يعتبره بؤرة ارهاب في العاصمة السورية ويبدو ان الموقف السوري متوافق مع الرأي الروسي.
 

 أميركا اكتفت ببيان إدانة


اما الولايات المتحدة فاكتفت ببيان اعلنته الناطقة باسم الخارجية الاميركية تدين القصف على الغوطة الشرقية دون ان تعلن اي موقف في شأن اجتماع مجلس الامن لبحث موضوع المعارك في الغوطة الشرقية في سوريا، لكن الرئيس الفرنسي ماكرون قام بمبادرة بالاتصال بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس روسيا وقال له انه سيرسل وزير خارجية فرنسا الى سوتشي لمقابلة الرئيس الروسي بوتين ويحمل رسالة من الرئيس الفرنسي ماكرون وسينتقل وزير خارجية فرنسا الى ايران لبحث الموضوع. ويحاول الرئيس الفرنسي ماكرون تجميد اطلاق النار في الغوطة الشرقية لايجاد حل.
في هذا الوقت، ظهر رئيس الائتلاف المعارض السوري نصر الحريري وقال اذا كان هنالك من مفاوضات في شأن الغوطة الشرقية فنحن ابلغنا روسيا اننا جاهزون، انما وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف قال سننهي الغوطة الشرقية مثلما حصل في حلب وهذا كلام خطير صدر من روسيا.
 

 اتصالات سرية بين موسكو  وواشنطن وتركيا وإيران


وتجري مشاورات سرية حاليا بين موسكو وواشنطن وتركيا وايران ودمشق لايجاد حل دولي لنقل 35 الف مقاتل من التنظيمات المتطرفة الاسلامية من منطقة الغوطة الشرقية الى محافظة ادلب، التي ستأخذ مدة شهرين وتصر المعارضة السورية ـــــعبر شخص السيد نصري الحريري بأن تكون ضمانة روسيا هي الضمانة العسكرية التي ترافق حافلات المقاتلين من الغوطة الى ادلب، مع السماح لهم بحمل اسلحتهم الفردية فقط اما بقية الاسلحة فلا يسمح الجيش السوري النظامي في نقلها.
وعلى كل حال لا يوجد امل في هذا الحل، انما يجري التباحث والسباق بين حصول المجزرة الكبرى في الغوطة الشرقية وبين ايجاد حل لنقل المقاتلين الاسلاميين المتشددين الى محافظة ادلب.
اضافة الى ذلك، هنالك مشكلة ستقع وتطالب بها التنظيمات الثلاثة الاسلامية المسلحة، فيلق الرحمن واحرار الشام وجيش الاسلام وهو ان شبان من الغوطة الشرقية كانوا الى جانبهم وساعدوهم، وانه بمجرد خروجهم من الغوطة الشرقية سوف تقوم المخابرات السورية والجيش السوري باعتقالهم بعشرات الالاف، لان عددهم يزيد وفق تقديرات المعارضة عن 45 الف شاب من الغوطة الشرقية، كانوا يؤيدون التنظيمات المسلحة الاسلامية، ولا يوجد حل لنقلهم من الغوطة الشرقية الى ادلب. وبالنتيجة سيتم اعتقالهم من المخابرات السورية وبطبيعة الحال من الجيش السوري.
وتبدو الغوطة الشرقية شعلة نيران بفعل القصف الصاروخي والمدفعي وتمركز القوات التكفيرية مقابل الجيش السوري لمنعهم من دخول الغوطة الشرقية، وكل ساعة تمر يزداد الخطر من المأساة الآتية.
اما اميركا التي احتلت ربع الاراضي السورية في الشمال فليست مهتمة وروسيا تدعم ازالة الغوطة الشرقية، فرنسا تحاول ايجاد حل، بريطانيا تؤيد فرنسا واما الصين فلم يصدر عنها موقف