اطل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في ذكرى عيد الاستقلال ليعلن خطابا هو خطاب رائع رفع فيه معنويات اللبنانيين بعد ان عانوا القلق وعدم الاستقرار منذ اكثر من 3 أسابيع وحتى يومنا هذا.
واعلن عون ان لبنان لن ينصاع الى أي رأي او نصيحة او قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ورأى ان الازمة الحكومية الأخيرة شكلت للحكم وللشعب اللبناني تحديا واختبارا صادما وقال هل كان يجوز التغاضي عن مسألة واجب وطني لاستعادة رئيس حكومتنا الى بلده، وان القضية هي مسألة كرامة وطن وشعب اظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، ووجه الرئيس عون 3 رسائل في آن فدعا اللبنانيين الى ان يفرحوا ويحتفلوا بالاستقلال وقد دفعنا اغلى الاثمان قد يعود عيدا بعد ان كان ذكرى.
وتوجه الى الجيش اللبناني والقوى الأمنية بالقول انتم حراس الوحدة الوطنية وحماة الحدود فكونوا جاهزين دوما، اما في رسالته الى الدول العربية فقال ان التعاطي مع لبنا يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل. وأضاف ان امالنا ما زالت معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتخذ المبادرة لإنقاذ انسانها وسيادتها واستقلالها.
ودعا الرئيس عون رئيس الجمهورية المجتمع الدولي الى ان يصون الاستقرار في لبنان من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
ثم قال الرئيس ميشال عون كلاما واضحا في شأن إسرائيل فاتهمها بانتهاك سيادة لبنان برا وبحرا وجوا، واعلن انه في خطاب القسم قال في طليعة اولوياتنا منع انتقال أي شرارة من النيران الى لبنان، وقال انه يؤكد على ضرورة ابتعاد لبنان عن الصراعات الخارجية واحترامه ميثاق جامعة الدول العربية والمادة الثامنة منه، وانه في سياسته لقيادة لبنان تحاشى الدخول في النزاعات ودعونا الى الحوار والوفاق بين الاشقاء العرب. 
ثم قال الرئيس ميشال عون لقد نأى لبنان بنفسه ولكن للأسف الاخرين لم ينأوا بأنفسهم ولا بنفوذهم عن لبنان، فمع بدء الحرب في سوريا بدأت التنظيمات الإرهابية تخترق حدودنا الشرقية وتحاول السيطرة على القرى والمناطق زارعة الموت والدمار عبر تفجيرات إرهابية. وسأل من اين جاء الارهاب الى لبنان ومن ارسله ومن موله ومن سلحه ومن دربه اليس لضرب الاستقرار وزرع الفتنة، 
ثم هاجم إسرائيل وذكر الاعتداءات والحروب التدميرية التي شنتها منذ الستينات والسبعينات ضد لبنان الى اجتياحها سنة 82 ووصولها الى بيروت واحتلالها نصف لبنان ثم انسحابها محتفظة باجزاء من الجنوب. حتى اضطرت الى الانسحاب سنة 2000 تحت ضغط مقاومة اللبنانيين لتعود 2006 وتشن حربا ارتكبت خلالها ابشع المجازر ودمرت البنى التحتية في لبنان. 
ودعا الرئيس ميشال عون اللبنانيين الى الوقوف شعبا وجيشا ضد العدو الإسرائيلي كما التكفيري.
وقال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان مسألة الاستقالة الأخيرة اوجبت على لبنان وطنيا ضرورة استعادة رئيس حكومتنا الى بلده لاداء ما يوجبه عليه الدستور او العرف او الاستقالة او عدمها على ارض لبنان وقال انها مسألة كرامة وطن وشعب اظهر حيالها تماسكا وطنيا فريدا، فالسيادة كل لا يتجزأ، وانهى خطابه بثلاث رسائل والرسالة الأولى هي للاشقاء العرب وقال ان التعاطي مع لبنان يحتاج الى الكثير من الحكمة والتعقل، والرسالة الثانية الى المجتمع الدولي المدرك لأهمية الاستقرار في لبنان كي يعمل على صون هذا الاستقرار من خلال التطبيق الكامل للعدالة الدولية.
اما الى اللبنانيين فكانت الرسالة الثالثة بوحدتكم تخطيتم الكثير من الصعاب والأزمات والمخاطر، فلا تسمحوا للفتنة ان تطل برأسها بينكم لانها الدمار الشامل ولا ينجو احد منها. 
 

 

 

 بعد خطاب رئيس الجمهورية ارتفعت معنويات اللبنانيين


هذا وبعد خطاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ارتفعت معنويات اللبنانيين في شكل كبير وباتوا يشعرون ان مقام رئاسة الجمهورية قوي جدا، وان العماد ميشال عون رئيس الجمهورية يمسك زمام الأمور والمبادرة وانه مصمم على حل الازمة ومواجهة كل الاحتمالات أيا تكن، وانه يركز على الثوابت ولم يحد عن مبادئه وهو ماض في ولايته على أساس هذه المبادئ، لإنقاذ لبنان وتأمين الاستقرار الدائم له، واعماره والتركيز على وحدة اللبنانيين والدفاع عن سيادة لبنان ووحدة أراضيه وشعبه في وجه إسرائيل والتكفيريين.
 

 هل يتجاوب الرئيس الحريري مع إيجابية خطاب السيد حسن نصرالله


ويعود ليل الثلثاء الرئيس سعد الحريري الى بيروت آتيا من القاهرة بعد ان اجتمع مع الرئيس الفريق عبد الفتاح السيسي واثر خروجه من الاجتماع قال ان غدا عيد الاستقلال وانا سأكون في بيروت ولن اتحدث في السياسة ولم يجب عن أي سؤال بل كان ضاحكا، وتوجه نحو المطار، ليستقل الطائرة عائدا الى بيروت.
فيما كانت احياء من مدينة بيروت وخاصة الطريق الجديدة تستعد لاستقبال الرئيس سعد الحريري استقبالا شعبيا كبيرا وكذلك إقامة تجمعات كبيرة حول بيت الوسط والاحتفال بعودة الرئيس سعد الحريري.
والسؤال الان هو هل سيتجاوب الرئيس الحريري مع إيجابية خطاب السيد حسن نصرالله الذي ذكر فيه انه لم يرسل أي مقاتل او أي سلاح او مسدس الى اليمن للقتال ضد السعودية، كما ان مسألة اتهام حزب الله بارسال صاروخ بالستي او صواريخ بعيدة المدى، هو وهم وليس صحيحاً ابدا.
وانتقل الى موضوع العراق وقال ان الحرب شبه منتهية في العراق ونحن لم نرسل قوات عسكرية الى العراق بل ارسلنا قادة وخبراء كي يساعدوا الجيش العراقي على محاربة داعش والقوى التكفيرية، والان وقد انتهت الحرب العراقية يمكن فهم قول السيد حسن نصرالله ان حزب الله سينسحب من العراق بعدما انتهت الحرب فيه، وسقطت داعش دولة الخلافة التي كانت بعيدة عن الإسلام وكانت دولة الذبح والقتل والوحشية الكاملة.
ثم أشار الى خطوات حزب الله في لبنان انها كانت دائما تقوم بالسعي الى الحل والتسوية والمحافظة على وحدة لبنان وسيادته وكذلك على قيام المؤسسات اللبنانية بدورها. 
وقال ان تحرير مدينة البوكمال في سوريا انهى داعش نهائيا وتم الانتصار على التكفيريين الذين جاؤوا لتخريب سوريا، وقاتل حزب الله فيها بعدما تم ارسال عشرات الالاف من التكفيريين والمنظمات الإرهابية الى سوريا والى محاولة الوصول الى لبنان والقيام بالتفجيرات فيه.
 

 السيد نصرالله لم يعلن اي موقف بشأن الحكومة


وكان خطاب السيد حسن نصرالله الذي ذكرنا منه 4 نقاط إيجابيا للغاية وأعطى إشارات انه يريد إعادة التسوية في لبنان، واحياء الحكومة من جديد. لكن السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله لم يعلن أي موقف سياسي في شأن الحكومة او موقف الرئيس سعد الحريري او غيره، بل ان حزب الله ينتظر مواقف الرئيس سعد الحريري بعد الخطاب الإيجابي للسيد حسن نصرالله.
والان السؤال هو هل سيتجاوب الرئيس سعد الحريري مع إيجابية خطاب السيد حسن نصرالله، فاذا تجاوب تمت إعادة التسوية في لبنان وان لم يتجاوب فقد تسقط التسوية.
في هذا الوقت، سيقوم الرئيس سعد الحريري بالاشتراك في احتفال عيد الاستقلال وقد يحضر حفل الاستقبال في قصر بعبدا مع رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري، ويتلقى تهنئة اللبنانيين مع الرئيسين عون وبري بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال.
 

 اللقاء بين الرئيسين عون والحريري لم يحدد موعده بعد


ورغم انه لم يتم تحديد موعد اللقاء بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري فانه من المتوقع ان يحصل اجتماع مسائي بعد انتهاء مراسم الاستقبال وعيد الاستقلال وحصول فترة الاستراحة للجميع وقد ينعقد الاجتماع في قصر بعبدا عند الساعة السادسة ويجري حوار بين رئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري من النقطة الأولى، منذ سفر الرئيس سعد الحريري الى وصوله الى لبنان والاجتماع مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. وسيتم البحث في كل الأمور بمصارحة كاملة بين رئيس الجمهورية والرئيس الحريري.
 

 خطوط الاتصالات مفتوحة عربياًً ودولياً


وفي هذا الوقت، كانت الخطوط مفتوحة عربيا ودوليا، فالرئيس الفرنسي ماكرون اتصل بالرئيس الإيراني روحاني وتبادلوا الحوار في شأن الوضع في لبنان وضرورة إعادة الاستقرار اليه. 
كما ان الرئيس ميشال عون، تلقى اتصالاً من الرئيس السيسي  قبل استقباله الرئيس الحريري وبحث معه إعادة الاستقرار الى لبنان وإعادة التسوية ونزع فتيل الانفجار. 
كما ان معلومات ذكرت ان الرئيس السيسي بعد استقباله الرئيس سعد الحريري سيتصل بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للتشاور معه والتباحث في شأن الازمة اللبنانية وضرورة احياء التسوية من جديد في لبنان ومساعدة اللبنانيين على الخروج من الازمة ونزع فتيل أي فتنة في لبنان.
كما ان خطوط الاتصال كانت مفتوحة بين فرنسا وكافة الدول واتصل الرئيس الفرنسي ماكرون برئيس وزراء العدو الاسرائيلي نتنياهو وتباحث معه في شأن الوضع في لبنان.
 

 برقية ترامب لافتة: لبنان شريكاً


ويمكن القول ان الجو الدولي الأميركي والاوروبي والعربي حريص جدا على حصول التسوية في لبنان من جديد، وعدم حصول ازمة على الساحة اللبنانية، وبمناسبة عيد الاستقلال تلقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عشرات البرقيات من رؤساء دول العالم، لكن البارز في البرقيات كانت برقية رئيس الولايات المتحدة ترامب، الذي قال للرئيس ميشال عون ان الولايات المتحدة تعتبر لبنان شريكا لها، وانها تريد الحفاظ على الاستقرار فيه وعلى قيام المؤسسات وهي مستعدة لمساعدة لبنان في كل المجالات. 
وحملت برقية الرئيس الأميركي ترامب إشارات واضحة الى شراكة الولايات المتحدة مع لبنان واعتبار لبنان شريكاً لها وانها لن تتخلى عنه لان العبارات الواردة في البرقية تعبّر عن معاني كثيرة.
واذا كانت الخطوط مفتوحة بين باريس ومصر والرياض وايران وإسرائيل فان الخطوط مفتوحة بين القاهرة والرياض، وبين بيروت ومصر وبين بيروت وفرنسا، وامين عام الجامعة العربية السيد احمد أبو الغيط موجود في بيروت لمتابعة الأمور والسعي الى حصول التسوية. 
 

 كيف سيكون سيناريو الساعات القادمة في شأن الحل


البعض يتوقع سيناريو ان يزور الرئيس سعد الحريري قصر بعبدا ويجتمع بالرئيس ميشال عون ثم يخرج ويعلن عن مواقفه، ويقول هذا البعض اثر ذلك، سيعلن حزب الله موقفه ردا على الرئيس سعد الحريري، لكن العارفين في الأمور يقولون ان الأمور لن تجري بهذا الشكل بل ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيجتمع بالرئيس سعد الحريري مطوّلا ويبحثان سوية الوضع والاستقالة والتسوية. وسيقوم الرئيس العماد ميشال عون بالتواصل مع الرئيس نبيه بري وحزب الله والقيادات السياسية في لبنان، كما ان الرئيس سعد الحريري سيتواصل مع الرئيس نبيه بري والفاعليات السياسية في لبنان. وسيكون خط باريس من قبل الرئيس ماكرون على تواصل مع رئيس الجمهورية ومع الرئيس الحريري كي لا يتم اتخاذ وإعلان مواقف مفاجئة تؤدّي الى سقوط التسوية. 
كما ان ايران على تواصل مع حزب الله والرئيس روحاني ابلغ الرئيس الفرنسي حرص ايران على التسوية في لبنان واجراء الحوار.
وقد يتم عقد اجتماع ثلاثي لاحقا في قصر بعبدا، بين الرئيس عون والرئيس بري والرئيس الحريري يوم الخميس، لاستكمال التباحث في شأن الازمة في لبنان، اثر استقالة الرئيس سعد الحريري.
 

 عون قد يدعو القيادات كلها لطاولة الحوار


وقد يدعو رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القيادات السياسية اللبنانية كلها الى قصر بعبدا لطاولة حوار والتباحث في حل الازمة. 
وقد قدم حزب الله إشارات واضحة الى السعودية والى الدول العربية في شأن مواقفه، فنفى كليا وجوده عسكريا في اليمن، واعلن انه مع انتهاء الحرب العراقية فسينسحب من العراق. 
وواقع الامر ان حزب الله هو مع التسوية السياسية في سوريا لكنه حارب التكفيريين وتنظيم داعش الوحشي الإرهابي. 
كما قال انه بالنسبة الى الداخل اللبناني، فحزب الله حريص على الحوار وعلى الحكومة وعلى الاستقرار في الساحة اللبنانية. فهل سيتجاوب الرئيس سعد الحريري مع هذه النقاط التي طرحها حزب الله.
 

 هل لدى الحريري حرية الحركة والقرار


والسؤال هو هل لدى الرئيس سعد الحريري حرية الحركة والقرار في لبنان واتخاذ المواقف دون مراجعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ام سيكون على اتصال دائم مع الرياض ومع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لاطلاعه على المشاورات واتخاذ المواقف. 
كذلك فان الرئيس العماد ميشال عون سيكون على تواصل مع الرئيس الفرنسي ماكرون والرئيس المصري السيسي، كذلك فان الرئيس روحاني سيتواصل مع حزب الله في شأن الازمة. 
واذا كانت السعودية، وخاصة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مصر على عدم اشراك حزب الله في حكومة يترأسها الرئيس سعد الحريري، الا بعد مقايضة حزب الله بالخروج من كافة الدول العربية فان الامر سيكون معقدا وعندها ستستمر الازمة الحكومية وربما تزداد من ازمة حكومية الى كيفية تفعيل لبنان وتسيير اعمال الوزارات خاصة وان الاقتصاد اللبناني يتراجع مع ازدياد الازمة السياسية حدّة.
 

 الامور مفتوحة على كل الاتجاهات


والأمور مفتوحة على كل الاتجاهات، لكن من خلال الغطاء الدولي والعربي للاستقرار في لبنان يمكن القول ان التسوية ممكنة جدا. لكن الخطير في الامر ان يكون ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد الزم الرئيس سعد الحريري بخطوط معينة مثلما فعل الأمير محمد بن سلمان بحصار قطر وشنّ حرب على اليمن، وارسال التكفيريين من الخليج ودول إسلامية الى سوريا والعراق عبر تركيا ثم استدعاء الرئيس سعد الحريري والطلب اليه اعلان الاستقالة من الرياض، وبقاء الرئيس سعد الحريري أسبوعين في السعودية، الى ان جاء الرئيس الفرنسي ماكرون الى السعودية واجتمع مع محمد بن سلمان وتوصلت فرنسا الى إقناعه بسفر الرئيس الحريري الى فرنسا وعودته الى بيروت.