بتضافر قوى الشرعية يبقى لبنان سيداً حراً مستقلاً مستقراً لا تحميه سوى أذرع الدولة بمختلف مفاصلها العسكرية والأمنية التي تثبت يوماً بعد آخر جدارة ميدانية واستخباراتية تضاهي كبريات الأجهزة العالمية. وها هي «شعبة المعلومات» في قوى الأمن الداخلي تظهر مرة جديدة علوّ مكانتها وإمكاناتها في فضاء تعزيز الأمن العالمي من لبنان إلى بروكسل حتى أستراليا، وآخر إنجازاتها العالمية بعد المساهمة في عهد اللواء عماد عثمان في عملية إحباط تفجير «مترو بروكسل» ما كشف النقاب عنه أمس من مساهمة الشعبة في عهد العميد خالد حمود في إحباط عملية إرهابية كبيرة كانت تستهدف تفجير إحدى الطائرات المتجهة من سيدني إلى أبوظبي وعلى متنها 400 راكب بينهم 120 لبنانياً و280 آخرين من جنسيات مختلفة. أما في جديد «فجر الجرود»، فيواصل الجيش اللبناني شقّ الدروب الجردية وتطهيرها من الإرهابيين والألغام تعبيداً للطريق أمام تقدّم آلياته وتمهيداً لخوض المرحلة الأخيرة من المعركة وصولاً إلى «ساعة النصر».

وعن مجريات اليوم الثالث من «الفجر»، أوضحت مصادر عسكرية رفيعة لـ«المستقبل» أنّ وحدات الجيش قامت أمس بعمليات «إعادة تمركز

وتجمّع» في عدد من النقاط والمواقع في المنطقة الجردية المحرّرة، بالتزامن مع تحرّك كاسحات الألغام ومتخصصي فوج الهندسة لتطهير الأرض وإزالة الأفخاخ والعبوات الناسفة «استعداداً للمعركة الأخيرة»، لافتةً الانتباه إلى أنّ المؤسسة العسكرية تتعامل بكثير من الدقة والتأني مع موضوع تفكيك الألغام حفاظاً على أرواح العسكريين وللحدّ من الخسائر البشرية على أرض المعركة سيما وأنّ الإرهابيين كانوا قد زرعوا الكثير من حقول الألغام في الجرود وينبغي فتح الثغرات فيها والتأكد من تنظيف الميدان لمواصلة تقدم الوحدات الأمامية. 

وفي معرض تشديدها على أهمية «المرحلة التحضيرية» التي سبقت انطلاق «فجر الجرود»، أفادت المصادر العسكرية أنّ عمليات القصف المركّز التي شنّها الجيش اللبناني براً وجواً على مواقع «داعش» والإصابات المُحققة التي لحقت بهذه المواقع نتيجة الرصد الجوي والمعلوماتي الدقيق «قصمت ظهر» الإرهابيين وقطعت خطوط إمدادهم، ما أدى إلى تقليص قدراتهم وشرذمتهم ومحاصرتهم في بقع جغرافية محددة، مشددةً على أنّ الخطة العسكرية المُحكمة التي أعدتها قيادة الجيش ساهمت في مرحلتها التحضيرية بشكل فعّال في تحقيق التقدم الميداني السريع على أرض المعركة. 

ورداً على سؤال، رفضت المصادر العسكرية الدخول في أي توقيت لإنهاء عملية «فجر الجرود»، مؤكدةً بمعزل عن الأنباء الإعلامية التي تتحدث عن قرب انتهاء العملية، أنه كما كان الإعلان عن «ساعة الصفر» بيد قائد الجيش العماد جوزف عون كذلك الأمر بالنسبة لـ«ساعة النصر».

«المعلومات»

بالعودة إلى الإنجاز العالمي الذي أضيف إلى سجل إنجازات شعبة المعلومات، فقد كشف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس عن مساهمة الشعبة في «إحباط عملية إرهابية كبيرة بالتنسيق مع أجهزة الأمن الأسترالية، من خلال الكشف عن شبكة مؤلفة من 4 أخوة من آل الخياط يتحدرون من شمال لبنان، كانوا يخططون لتنفيذ تفجير انتحاري بواسطة أحد هؤلاء الأخوة في طائرة متوجهة من سيدني إلى أبو ظبي»، موضحاً أنّ «دور «المعلومات» تمحور حول مد جهاز الأمن في أستراليا بالمعلومات الضرورية والمشاركة في مراقبة الأخوة الثلاثة، عامر وخالد ومحمود، الذين كانت ترصدهم الشعبة منذ أكثر من عام، بعدما ثبت تواصلهم مع شقيقهم طارق الذي انتقل إلى الرقة في سوريا حيث بات قيادياً في تنظيم داعش». 

وأردف المشنوق مشيراً إلى أنّ الانتحاري «عامر كان يُفترض أن يركب الطائرة المتجهة من سيدني إلى أبو ظبي، وأن تنفجر العبوات الموضوعة في آلات لفرم اللحمة ولعب أطفال كبيرة، بعد 20 دقيقة من إقلاع الطائرة، لكن حمولة زائدة في الحقيبة المفخخة، جعلت موظفي المطار في سيدني يعيدون الحقيبة التي تسلمها خالد ومحمود، وبعدها أوقفتهما أجهزة الأمن الأسترالية في 31 تموز، وحين وصل عامر إلى لبنان أوقفته شعبة المعلومات».

مجلس الوزراء في بيت الدين

في الغضون، يلتئم مجلس الوزراء بعد غد الخميس في قصر بيت الدين برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بُعيد انتقاله إلى المقر الرئاسي الصيفي حيث سيُقام له استقبال رسمي في القصر فور وصوله، وأفادت مصادر بعبدا «المستقبل» أنّ الجلسة ستبحث في جدول أعمال من 47 بنداً يتعلق أبرزها بملف الكهرباء، بحيث سيعرض وزير الطاقة والمياه سيزار أبي خليل دفتر الشروط الجديد لاستقدام معامل توليد الكهرباء، بالإضافة إلى استعراضه مستخرجات المخطط التوجيهي لنقل الكهرباء ومشروع قانون البرنامج المُقترح الذي يمتد من العام 2017 حتى 2023، كما سيطرح أبي خليل على المجلس ملف استقدام محطات استيراد الغاز الطبيعي المُسال إلى لبنان.